سائق الدراجة زخوف.. قصة كفاح ملهمة في ريف المخا
المخا تهامة - Friday 09 August 2024 الساعة 09:05 amلم تكن الإعاقة تقف عائقا أمام منصور عبد الله زخوف، في مواجهة متطلبات حياته والاعتماد على نفسه في تكوين أسرة، بعد أن بترت قدمه من الفخذ.
إذ أصيب زخوف من أبناء عزلة الجمعة بريف المخا، بورم خبيث في رجله، قبل ثلاثين عاما عندما كان شبابا، وكانت الظروف التي يعيشها لا تسمح له بسرعة الذهاب إلى الطبيب للعلاج، حتى تضاعف الورم وخطورته، وأقعده على الفراش.
يقول زخوف في حديثه لـ(نيوزيمن)، إنه بعد أن جرى إسعافه إلى الطبيب، اتضح أنه مصاب بورم سرطاني في قدمه، وأن لا خيار أمام توقف هذا الورم السرطاني إلا بتر قدمه من الفخذ ليعيش بعدها حياة الإعاقة.
تملك زخوف الإحباط واليأس كونه لن يستطيع قيادة دراجته النارية وكسب قوت يومه كما كان معتاداً، لكنه عقد العزم على نفسه ألا يستسلم، متحديا الإعاقة وعاد إلى دراجته النارية بعد أن تماثل للشفاء، وبدأ يعيل نفسه من خلال العمل في دراجته النارية في نقل الناس إلى الأماكن التي يراد أن يوصلهم إليها.
يؤكد زخوف، أنه واجه في البداية تحديات كبيرة، إذ كان الناس يتخوفون منه ويرفضون الاستناد إليه لينقلهم عبر دراجته النارية لينال مقابل ذلك مبلغا ماليا يعيل به نفسه ومتطلبات حياته، مشيراً إلى أنه لم يستسلم وظل يقنع الناس أنه يقود بحرفية جيدة وأن إعاقته لا تؤثر على قيادته، لأنه قد اكتسبها قبل أن تبتر قدمه، وفي ظل استمراره وعدم استسلامه استطاع أن يؤسس في ذهنية الناس أن إعاقته لا تؤثر على سير قيادته.
استطاع من خلال عمله هذا، رغم إعاقته أن يجمع مبلغا ماليا جيدا وتزوج، وظل مستمرا في عمله حتى هذه اللحظة.
يوضح زخوف، أنه يعمل في مهنة سائق دراجة نارية طيلة ثلاثين سنة، ويعيل أسرته المكونة من ستة أطفال، بواسطتها رغم التحديات التي واجهها، غير أنه لم يجد بديلا آخر، خصوصا وأنه غير متعلم ولم تسعفه الظروف للدراسة الجامعية، ولم يستطع أن يعمل في الزراعة، لأنه معاق أو مهنة الصيد التي تتطلب جهدا كبيرا لا يستطيع إنجازها بقدم واحد.
الظروف المعيشية الصعبة بحسب زخوف، حالت دون أن يتمكن من تركيب قدم اصطناعي يستطيع بواسطتها الحركة.
قصة زخوف الكفاحية هذه تعكس القوة والقدرة التي يتصف بها الإنسان في مواجهة التحديات الكبيرة، إذ يعد زخوف واحدا من الشخصيات التي واجهت ظروفا قاسية وتمكن بقدرته مواجهتها رافضا الاستسلام.