محافظ الحديدة: السكان بحاجة للخدمات وليس لخيام المنظمات ومساعداتها

السياسية - Saturday 10 August 2024 الساعة 06:20 pm
الحديدة، نيوزيمن:

كشف تقرر رسمي حصيلة أولية للأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت مناطق في محافظتي الحديدة وحجة خلال الأيام الماضية، موضحاً أن أكثر من 5 آلاف أسرة نازحة في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية في المحافظتين تضررت بشكل كبير وجزئي.

وبحسب تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، تضررت 5 آلاف و583 أسرة نازحة في محافظتي الحديدة وحجة جراء السيول التي خلفتها الأمطار التي شهدتها المحافظتان خلال الفترة من 6 وحتى 8 أغسطس الجاري جراء المنخفض الجوي الذي تأثرت به السواحل الغربية. وأدت هذه الكارثة إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، خاصة بين النازحين والمجتمعات المضيفة.

وأشار التقرير إلى أن الإحصائية الأولية تم توثيق وفاة 4 أشخاص وانهيار 132 منزلاً في مديرية حيس بمحافظة الحديدة. كما تضرر 2073 أسرة في 22 مخيماً بالحديدة.

وذكر التقرير، أن عدد الأسر المتضررة في حجة بلغ 3 آلاف و510 أسر موزعة على 61 تجمعاً في مديريات ميدي وحرض وحيران وعبس، في حين بلغ عدد المنازل المدمرة 25 منزلاً في مديرية ميدي فقط.

وشملت الأضرار المأوى والمواد الإيوائية والغذائية، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية والمزارع والآبار. والأخطر من ذلك، جرفت السيول الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي، مما أدى إلى تلوث مناطق جديدة وزيادة المخاطر على السكان. وأكد التقرير أن هذه الحصيلة أولية، وأن هناك أضراراً كبيرة أخرى بحاجة إلى فرق فنية لتقييمها.

من جانبه قال محافظ الحديدة، الحسن طاهر، إن السلطة المحلية والجهات الحكومية المعنية تعمل على إحصاء الخسائر الناجمة عن كارثة السيول في المحافظة، وتعمل على توجيه الدعم والإغاثة للمتضررين، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها في الحصول على المعلومات الكافية من المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية.

وأوضح طاهر أن المجلس الرئاسي والحكومة كلفا عدداً من الوزراء لمتابعة تطورات الوضع الإنساني الناجم عن كارثة السيول في محافظة الحديدة، مبيناً أن المنظمات الدولية هي القادرة على تقديم العون والإغاثة بكفاءة في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، وفقا لما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".

وأوضح محافظ الحديدة أن المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة الحوثية هي الأكثر تضرراً من كارثة الفيضانات، نظراً لكون الجماعة تسيطر على مساحة جغرافية أكبر من تلك التي تسيطر عليها الحكومة، فضلاً عن أن ممارسات الجماعة الحوثية المتمثلة في حفر الخنادق ونصب الحواجز استعداداً للعمليات العسكرية، ساهمت في مضاعفة حجم كارثة السيول.

واتهم المسؤول اليمني الجماعة الحوثية بالاستفادة من المساعدات الإغاثية أكثر من السكان المتضررين من الكوارث أو من ممارساتها التي تتسبب في إفقارهم وتجويعهم، متوقعاً أن تستغل الكارثة الجديدة لنهب المعونات الموجهة إلى المناطق المنكوبة. وأبدى أمله في أن تحرص الجهات القائمة بأعمال الإغاثة على وصول المساعدات إلى مستحقيها بما يلبي احتياجاتهم الكاملة، دون أن يحدث لها أي نهب أو تغيير وجهتها لغير المستهدفين بها.

طالب المحافظ طاهر بتوفير الخدمات الرئيسية للسكان مثل الكهرباء والمياه والطرقات والتعليم والصحة والبنى التحتية وغيرها من مشاريع التنمية المستدامة التي يمكن أن تغير الواقع المعيشي المتردي، بدلاً من أعمال الإغاثة العاجلة والمؤقتة التي يزول أثرها في ظرف زمني محدود، موضحاً أن السكان ليسوا بحاجة إلى خيام المنظمات ومساعداتها بقدر حاجتهم لهذه الخدمات.

ودعا طاهر الدول والمنظمات الدولية إلى توفير هذه الخدمات، كما ناشد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن للالتفات إلى معاناة سكان الحديدة من نقص الخدمات وافتقار مناطقهم للبنى التحتية في المدن والأرياف.