القاعدة والحوثي.. مصنع واحد للإرهاب في اليمن
السياسية - Monday 26 May 2025 الساعة 07:46 am
يومًا بعد يوم تبرز الكثير من الأدلة التي تؤكد علاقة التقارب والتخادم بين تنظيم القاعدة الإرهابي وميليشيا الحوثي الإيرانية، على الرغم من اختلافاتهما الإيديولوجية إلا أن الشراكة تتوضح بشكل علني في التنسيق للعمليات الإرهابية وتبادل المعلومات الاستخباراتية لأجل ضرب المحافظات المحررة.
الكثير من التقارير كشفت أن ميليشيا الحوثي استخدمت تنظيم "القاعدة" في العديد من المهام في المناطق الجنوبية، من تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة وأفراد عسكريين وأمنيين ناهيك عن عمليات التفخيخ بالعبوات الناسفة المموهة التي طالت دوريات أمنية وغيرها من الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى ضرب الأمن والاستقرار وإفشال جهود الحكومة اليمنية في النهوض وتطبيع الأوضاع.
أدلة جديدة
في محافظة ابين، تمكنت الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية من إحباط عدة محاولات إرهابية كانت تستهدف قوات الأمن المشاركة في الحرب ضد التنظيمات المتطرفة في محافظة أبين، جنوب البلاد. حيث عثرت القوات على عدة عبوات ناسفة مموهة معدة للتفجير عن بعد، أثناء تمشيط خطوط عامة تربط بين مديريات المحافظة.
وأفاد مصدر أمني: تمكنت قوات الطوارئ التابعة لإدارة أمن أبين وبإسناد من قوات الحزام الأمني في منطقة النخعين وسط أبين مساء السبت، من تفكيك عبوة ناسفة زرعتها عناصر إرهابية في الخط العام بمنطقة جرد بمصرة. مشيرًا إلى أن العبوة مصنوعة محليًا ومموهة وتتطابق مع ذات العبوات الناسفة التي تقوم ميليشيا الحوثي بصناعتها وزرعها في جبهات القتال والمدن القريبة من خطوط التماس.
وجاء إحباط الهجوم بعد يومين فقط من إفشال مخطط مماثل في مديرية المحفد، حيث تم إفشال زرع عبوتين ناسفتين من قبل عنصر إرهابي حاول تفخيخ الطريق العام في المديرية. حيث تم رصده من قبل دورية وضبط العبوتين وإبطال مفعولهما. كما تعرض موقع عسكري للقوات الجنوبية في منطقة وادي عومران شرق مودية الأسبوع الماضي لهجوم إرهابي عبر طيران مسير، حصل عليه التنظيم كدعم من ميليشيا الحوثي.
وتؤكد الأجهزة الأمنية في أبين أن هذه المحاولات الإجرامية تأتي ضمن سلسلة من الأعمال الإرهابية التي تأتي بالتنسيق بين عناصر التنظيمات الإرهابية ومليشيات الحوثي في تأكيد على التخادم الواضح بين الجانبين.
وبحسب قيادات أمنية في عملية "سهام الشرق" في أبين- وهي عملية عسكري أطلقته القوات الجنوبية لتطهير أبين من القاعدة، أن العبوات الناسفة التي يتم ضبطها وتفكيكها، عبوات صنع محلي، وهي متطابقة بشكل كامل مع العبوات المتفجرة التي تصنعها ميليشيا الحوثي بمساعدة خبراء في الحرس الثوري الإيراني. وأشارت إلى أن مصنع الإرهاب واحد، وهذا يعد دليل إضافي على علاقة التخادم والشراكة بين الميليشيات الحوثية والتنظيم الإرهابي من أجل استهداف أبين والمحافظات الجنوبية المحررة من سيطرتهما.
شراكة متطورة
تقرير حديث صادر عن مركز "P.T.O.C. Yemen" للأبحاث والدراسات المتخصصة، أكد أن العلاقة التي وصفها بـ"السرية" بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة تطورات بشكل كبير إلى شراكة ميدانية قائمة على التنسيق الاستخباراتي وتبادل الدعم العملياتي. موضحًا أن هذه الشراكة ليست مجرد علاقة مؤقتة، بل تأتي في إطار استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة.
أفاد التقرير بأن جماعة الحوثي وبإشراف مباشر من وكيل جهاز الأمن والمخابرات التابع لها، الحسن المراني، قامت بإطلاق سراح عشرات العناصر التابعة لتنظيم القاعدة بعد إخضاعهم لبرامج دينية طائفية وعسكرية متقدمة. وأن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو إعادة توظيف تلك العناصر في مهام استخباراتية وعسكرية موجهة ضد قوات الجيش الحكومي والتحالف العربي في المحافظات المحررة.
ووفقاً للتقرير، تم توجيه هذه العناصر للانتشار في محافظات أبين وشبوة ومأرب، ضمن خطة تنسيق مشتركة أشرف عليها ضباط حوثيون رفيعو المستوى. كما تضمنت الخطة توفير دعم لوجستي كبير لعناصر القاعدة، بما في ذلك أسلحة خفيفة وثقيلة، وعبوات ناسفة متطورة، وطائرات مسيّرة حديثة يتم استخدامها في تنفيذ هجمات دقيقة ضد مواقع عسكرية وأمنية.
التقرير قال أن هناك وثائق تثبت تنسيق مباشر بين جهاز الأمن والمخابرات الحوثي وخلايا تنظيم القاعدة النائمة، تضمنت تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في محافظتي شبوة وأبين. وأن هذه الوثائق تتضمن تفاصيل دقيقة حول كيفية التعاون بين الجانبين، بما في ذلك توقيت العمليات وتوزيع الأدوار بين الطرفين.
وأشار التقرير إلى أن ميليشيا الحوثي الإيرانية توفر ملاذات آمنة داخل مناطق سيطرتها لعناصر التنظيم، مما يسهل عليهم تنفيذ عملياتهم دون مواجهة أي ملاحقة. موضحًا أن الدائرة 30 في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، والتي يقودها القيادي المكنى بـ"أبو أويس"، لعبت دوراً محورياً في تنظيم برامج التنسيق والتخادم بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، والإشراف على مهام خاصة لعناصر تنظيمي القاعدة وداعش، تتضمن تنفيذ عمليات اغتيال واستهداف مباشر لقيادات عسكرية وسياسية في المحافظات المحررة، بهدف زعزعة الأمن وخلخلة الجبهة الداخلية.