تسرب نفطي خطير في سواحل البريقة يهدد البيئة البحرية ومطالبات عاجلة بالتحرك
إقتصاد - Thursday 19 June 2025 الساعة 07:44 pm
كشف الإعلامي والباحث المتخصص في شؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن، رشيدي محمود، عن حادثة تسرب نفطي خطيرة شهدتها الأيام الماضية سواحل مدينة البريقة، وتحديدًا في منطقة ساحل الحسوة، غرب العاصمة عدن. موجهًا تحذيرًا من كارثة بيئية بحرية قد تتكرر سنويًا في حال استمر تجاهل الجهات المختصة لهذه الظاهرة المتفاقمة.
وفي منشور له على صفحته في "فيسبوك"، أوضح محمود أن سبب ظهور الزيت على سطح المياه في ساحل الحسوة يعود إلى جنوح إحدى السفن الراسية في المنطقة البحرية المعروفة بـ"بريك واتر - BRAKE WATER" القريبة من ميناء السفن. حيث تعرضت السفينة لتشققات في هيكلها الخارجي، نتيجة الصدأ والتآكل، ما أدى إلى تسرب مياه البحر إلى داخلها وغرق الجزء الخلفي منها، وهو الجزء الذي يحتوي على المحرك وقمرة القيادة وغرف التشغيل.
وأكد الباحث أن هذا الغرق الجزئي أدى إلى اختلاط الزيوت المتسربة من محرك السفينة بالمياه، لتقوم بعد ذلك الأمواج المرتفعة المصاحبة لموسم الرياح الجنوبية الغربية بسحب هذه الزيوت إلى خارج السفينة ودفعها نحو ساحل الحسوة، مع حركة التيارات البحرية المتجهة من الجنوب إلى الشمال.
وأشار محمود إلى أن مثل هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها، إذ سبق وأن شهدت المنطقة تسربات نفطية متكررة في السنوات الماضية بسبب السفن الجانحة في المياه القريبة من الشاطئ، بعضها شبه خالٍ من الزيوت نتيجة مرور الزمن، فيما لا تزال هناك سفن أخرى مهددة بالغرق وما تزال تحتفظ بكميات من الزيوت داخل محركاتها، مما ينذر بكوارث بيئية محتملة خلال أشهر الصيف ومواسم الرياح.
وأضاف: "ها نحن نشهد اليوم حادثة جديدة نتيجة السفن الجانحة، ولا تزال الجهات المسؤولة تتجاهل هذه الكارثة المتكررة التي تهدد الحياة البحرية بشكل مباشر، من أسماك وكائنات بحرية دقيقة، ناهيك عن الآثار طويلة الأمد على الشواطئ والثروة السمكية ومعيشة الصيادين."
ودقّ محمود ناقوس الخطر، محذرًا من أن استمرار هذه الظواهر دون تدخل عاجل سيؤدي إلى تدهور كارثي في البيئة البحرية، خصوصًا في ظل غياب الرقابة البيئية، وعدم سحب أو معالجة أو تفريغ هذه السفن المهجورة، والتي تحولت إلى قنابل ملوثة عائمة تهدد مياه خليج عدن عامًا بعد عام.
ودعا السلطات البيئية والمينائية في عدن، بالإضافة إلى المنظمات المعنية المحلية والدولية، إلى التدخل الفوري لمعالجة آثار التسرب، وسحب السفن الجانحة، وتنفيذ حملات تنظيف بيئي عاجلة، ووضع خطة لإدارة النفايات النفطية ومراقبة التلوث البحري في سواحل اليمن.
واختتم بالقول: "عامًا بعد عام نصرخ وننادي، ولكن لا حياة لمن تنادي."