عصابة مسلحة تنهب موقعًا أثريًا في إب بتواطؤ حوثي
الحوثي تحت المجهر - Monday 21 July 2025 الساعة 06:11 pm
يتواصل في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإيرانية مسلسل نهب وتخريب المواقع التاريخية والأثرية، في ظل تردٍّ أمني متعمد تغذيه الجماعة المسلحة، ما يسهم في تسهيل عمل شبكات تهريب الآثار و"مافيا الكنوز" التي تنشط بتنسيق مباشر أو غير مباشر مع قيادات ومشرفين حوثيين.
وفي أحدث حلقة من هذا المسار الممنهج، كشف الباحث اليمني المتخصص في تتبع ورصد الآثار، عبدالله محسن، عن تعرض موقع العصيبية الأثري الواقع في مديرية السدة بمحافظة إب، لعملية نهب من قِبل عصابة مسلحة يُشتبه في انخراطها بتجارة الآثار وتهريبها خارج البلاد.
ووفقًا لما نشره محسن على صفحته في "فيسبوك"، فإن عصابة مجهزة بأسلحة خفيفة قامت بأعمال حفر وتخريب في الموقع التاريخي الواقع في جبل عصام الأثري، تحت غطاء من الصمت الأمني، إلى أن تدخّل عدد من أبناء المنطقة لمحاولة التصدي لهم. وأشار إلى أن الحراس المحليين اشتبكوا مع المعتدين، في مواجهة محدودة بالأسلحة النارية، قبل أن تنسحب العصابة من الموقع بعد تفادي المواجهة المباشرة.
ويأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة طويلة من الحوادث المماثلة، التي تتكرّر في مواقع أثرية منتشرة في محافظات إب وذمار والجوف وصعدة والمحويت والحديدة، وسط تجاهل لافت من السلطات الأمنية التابعة للحوثيين، والتي اكتفت مؤخرًا بنشر تقرير رسمي للهيئة العامة للآثار والمتاحف، يعترف بوقوع أكثر من 30 عملية حفر ونبش غير قانوني لمواقع أثرية، دون الإشارة إلى المتورطين أو اتخاذ أي إجراء فعلي للحد من الظاهرة.
ويُجمع مختصون في مجال الآثار على أن هذا الاستهداف لا يُعد مجرد سطو على ممتلكات مادية، بل يُمثل تهديدًا مباشرًا للذاكرة الحضارية اليمنية الممتدة لآلاف السنين، حيث تضم اليمن آلاف المواقع الأثرية التي تؤرخ لحضارات سبأ ومعين وحمير وغيرها.
وأكدوا أن هناك تواطؤًا صامتًا من داخل الأجهزة الحوثية يفسّر تكرار هذه الحوادث دون ردع، في ظل وجود شبكات تهريب تعمل لحساب قيادات نافذة في الجماعة، تستثمر عمليات النهب ضمن اقتصاد الحرب المتنامي الذي تستفيد منه الميليشيا في تمويل نشاطاتها العسكرية والسياسية.
وفي ظل غياب أي مساءلة محلية، تتزايد الدعوات إلى تحرك دولي عاجل بقيادة اليونسكو وهيئات التراث العالمية، للضغط من أجل حماية ما تبقى من الإرث الحضاري اليمني، ووضع حد لعمليات التهريب التي تُدار من قلب العاصمة صنعاء وتنتشر بصمت في ريف البلاد.