مياه الأمطار تغرق شوارع عدن وتفجر مطالبات بمحاسبة مقاولين فاسدين

السياسية - Saturday 23 August 2025 الساعة 10:20 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

شهدت العاصمة عدن، السبت، أمطارًا غزيرة ضمن تأثيرات المنخفض الجوي، ما أدى إلى غرق عشرات الشوارع والأحياء السكنية وتحويل الطرق الرئيسية إلى برك مائية عطلت حركة السير لساعات. 

المشهد المتكرر مع كل موسم مطر كشف مجددًا هشاشة مشاريع البنية التحتية التي صُرفت عليها أموال ضخمة خلال السنوات الماضية دون أن توفر حلولًا عملية لتصريف المياه، الأمر الذي فجّر موجة غضب شعبي ومطالبات واسعة بمحاسبة المقاولين والجهات الرسمية المتورطة في الفساد.

وغمرت سيول الأمطار شوارع رئيسية أبرزها الخط البحري الرابط بين عدد من المديريات، حيث تحوّل إلى مستنقع مائي واسع غير صالح لعبور المركبات، ما تسبب في ازدحام خانق وشلل شبه كامل للحركة المرورية. كما طالت الأضرار عددًا من المنازل والمحلات التجارية الواقعة في المناطق المنخفضة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات توثّق حجم المعاناة وغرق العديد من الشوارع الرئيسية بمياه الأمطار. مرفقة بانتقادات حادة للمشاريع التي نفذت في قطاع الطرق خلال السنوات الماضية، معتبرين أن ما حدث دليل على "غش وفساد" واضح، وأن الأموال التي صُرفت لم تكن سوى "حبر على ورق" دون وجود شبكات تصريف حقيقية لمياه الأمطار.

المواطنون بدورهم طالبوا السلطة المحلية والحكومة والمجلس الرئاسي بسرعة التدخل لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة المزمنة، وتعويض المتضررين، ومحاسبة كل من تورط في تنفيذ مشاريع رصف مخالفة للمعايير الهندسية. واعتبروا أن الأمطار لم تكشف فقط عن ضعف البنية التحتية، بل عن منظومة فساد أوسع التهمت موازنات كبيرة كان يفترض أن تقي المدينة من الغرق مع أول اختبار طبيعي.

ويرى مراقبون أن عدن تحولت إلى "مدينة منكوبة موسميًا" بفعل غياب التخطيط العمراني وترك الشوارع دون مصارف، فضلًا عن البناء العشوائي على مجاري السيول، ما جعل كل هطول للأمطار يتحول إلى كارثة إنسانية وصحية. ويؤكد هؤلاء أن الحل لن يكون بترقيع الطرقات فقط، بل بإنشاء شبكة متكاملة لتصريف مياه الأمطار، وإخضاع مشاريع البنية التحتية لرقابة حقيقية ومحاسبة جادة.

وفي مواجهة هذه الأوضاع، أصدر محافظ عدن أحمد حامد لملس توجيهات عاجلة لأجهزة الدفاع المدني وصندوقي النظافة والصرف الصحي للتحرك الفوري ومساندة المواطنين في التعامل مع تداعيات الأمطار، مشددًا على رفع مستوى الجاهزية وتعزيز جهود فرق الطوارئ لتصريف المياه وفتح الشوارع. لكن بالنسبة لأهالي المدينة، فإن هذه التوجيهات لم تعد تكفي، إذ يطالبون بخطوات عملية وجادة توقف مسلسل الفساد وتضمن لهم بنية تحتية تليق بعاصمة، بدلًا من أن تبقى عدن رهينة لغضب السماء مع كل سحابة ماطرة.

الأمطار التي أغرقت شوارع عدن انعكست على منصات التواصل الاجتماعي في شكل موجة غضب واسعة، حيث اتهم ناشطون السلطات والمقاولين بالفساد والتلاعب بمشاريع البنية التحتية.

الناشط معتز سعيد محمد كتب: "أمطار عدن تكشف لنا يوم بعد يوم العمل العشوائي للطرقات والبنى التحتية التي كلفت مبالغ ضخمة دون فائدة. سنة كاملة من الوعود على مشروع كبير لتصريف مياه الأمطار للخط البحري، وفي النهاية النتيجة مؤسفة: لا طرقات ولا مصارف ولا بنية تحتية." فيما علّقت الناشطة رجاء علي إسماعيل بالقول: "#كارثة_ونهب_وفساد.. كل موسم مطر يتحول إلى كابوس: طرق تغلق، منازل تغرق، وأموال المشاريع تضيع بلا أثر. السؤال لم يعد: متى سنبني؟ بل: أين ذهبت الإيرادات ومن يحاسب؟"

وقال الناشط المجتمعي هشام عبده الصوفي وصف عدن بأنها "مدينة منكوبة بالأمطار والفساد معًا"، مضيفًا أن غياب الرقابة على المشاريع والسماح بالبناء العشوائي فوق مجاري السيول جعل المدينة تدفع ثمنًا باهظًا مع كل هطول مطر. أما الناشط فضل الجونة فكتب: "الأمطار تكشف عورة مشاريع الطرق بعدن. أمطار غزيرة تكشف أن الأموال صرفت بلا معايير هندسية، والنتيجة شوارع تتحول إلى بحيرات. متى تصحو الضمائر؟"