إسرائيل تشن هجوماً غير مسبوق على الدوحة مستهدفة قيادات حماس

العالم - Tuesday 09 September 2025 الساعة 06:34 pm
الدوحة، نيوزيمن:

في مشهد غير مسبوق في تاريخ الصراع، تحولت سماء العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، إلى ساحة نار بعد أن شنت مقاتلات إسرائيلية غارة جوية استهدفت مقراً يضم الصف الأول من قيادات حركة "حماس"، أثناء اجتماعهم لمناقشة مقترح أميركي تقدّم به الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن قطاع غزة.

الهجوم، الذي دوى صداه في المنطقة والعالم، أسفر عن مقتل همام خليل الحية نجل القيادي خليل الحية، وجهاد لبد مدير مكتبه، إضافة إلى سقوط ضحايا آخرين بين قتيل وجريح، بينما نجا عدد من القادة البارزين وعلى رأسهم خليل الحية وخالد مشعل وزاهر جبارين.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الغارة نفذت بـ"شكل مستقل بالكامل"، مؤكداً أن حكومته تتحمل المسؤولية الكاملة عنها. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن العملية استهدفت قادة "حماس" الذين وصفهم بـ"العقل المدبر لمجزرة السابع من أكتوبر"، مؤكداً استخدام ذخيرة دقيقة لتفادي المدنيين.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قال عبر منصة "إكس": "هاجم جيش الدفاع والشاباك من خلال سلاح الجو قيادة حماس الإرهابية في الدوحة، وسنواصل استهدافها لحسم المعركة ضدها".

مصادر من حركة "حماس" أكدت لوكالة "رويترز" أن وفد الحركة المشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار نجا من محاولة الاغتيال، في حين بثت قناة "الجزيرة" تصريحات تؤكد نجاة خليل الحية وعدد من رفاقه من الغارة.

الخارجية القطرية سارعت إلى التنديد بالهجوم الذي طال مقرات سكنية لأعضاء المكتب السياسي لـ"حماس" في الدوحة، واعتبرته "انتهاكاً صارخاً لجميع القوانين والأعراف الدولية، وتهديداً مباشراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين". وأكد المتحدث باسمها ماجد الأنصاري أن الجهات الأمنية باشرت التعامل مع تداعيات القصف، مشدداً على أن قطر "لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور".

الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يمثل سابقة خطيرة في مسار الصراع، إذ ينقل المعركة إلى قلب عاصمة خليجية لطالما لعبت دوراً محورياً في الوساطات. وبينما تحاول الأطراف لملمة تداعيات الغارة، تتجه الأنظار إلى الموقف الدولي ومدى قدرته على كبح جماح التصعيد الذي يهدد بجرّ المنطقة إلى فصل جديد من التوترات غير المسبوقة.