قطع غيار الدراجات النارية في تعز… قرار أمني يفتح أبواب التهريب
السياسية - منذ 3 ساعات و 5 دقائق
تعز، نيوزيمن، خاص:
مطلع العام الجاري أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة تعز عن منع دخول قطع غيار الدراجات النارية ضمن خطتها الأمنية الخاصة، في خطوة قالت إنها تأتي في إطار ضبط الوضع الأمني وتنظيم حركة الدراجات النارية التي تُستخدم – بحسب الجهات الرسمية – في ارتكاب مخالفات وأعمال خارجة عن القانون.
غير أن قرار اللجنة الأمنية، وفق مصادر محلية، أفرز نتائج عكسية، حيث لم يؤدِّ إلى الحد من كثافة الدراجات النارية أو تخفيف الزحام، بل ساهم في فتح قنوات جديدة ومنظمة لتهريب قطع الغيار إلى داخل المدينة.
فمنع دخول قطع الغيار عبر المنافذ الرسمية خلق فراغًا كبيرًا في السوق المحلية، استغله مهربون وتجار سوق سوداء، قاموا بإدخال القطع عبر طرق فرعية وجبلية وممرات بعيدة عن نقاط التفتيش.
وأوضحت مصادر ميدانية أن التهريب بات يتم بكميات صغيرة ومتفرقة لتفادي الرصد، قبل أن تُجمع هذه القطع داخل المدينة وتُوزع عبر شبكات وسطاء.
استغلال
وبحسب مواطنين وأصحاب محلات وورش صيانة، فإن قطع الغيار التي كانت متوفرة بشكل طبيعي قبل القرار أصبحت نادرة، ما تسبب في ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق، حيث تضاعفت أسعار بعض القطع الأساسية أكثر من مرة. وأكدوا أن السوق بات خاضعًا لمزاج المهربين، الذين يحددون الأسعار دون أي رقابة أو ضوابط، في ظل غياب البديل الرسمي.
يقول أحد ملاك المحلات التجارية لقطع الدرجات النارية، لموقع لـ(نيوزيمن) فضل اخفاء اسمه، أن قرار منع دخول قطع غيارات الدرجات النارية لم يكن صائبًا، فهذا القرار لا يمنع المشكلة إطلاقًا، وجعلنا نقوم بتهريبها عبر منافذ غير قانونية.
ويضيف قوله: " الكثير من التجار استغل الأمر في التجارة ورفع أسعارها بصورة كبيرة، مضاعفة جدا، استغلال يضر بملاك الدراجات النارية الذين يتخذونها مصدر دخل لإعالة أسرهم".
وأكد متابعون أن القرار، بدلًا من تجفيف منابع التهريب، أسهم في تنشيط السوق السوداء وتوسيع نفوذها، وفتح باب الاحتكار أمام فئة محدودة من التجار والوسطاء، ما انعكس سلبًا على المستهلكين، وأدى إلى تداول قطع مهربة ومجهولة المصدر، تفتقر في كثير من الأحيان لأدنى معايير الجودة والسلامة.
معاناة
عبّر عدد من ملاك الدراجات النارية عن معاناتهم المتزايدة، مؤكدين أن الدراجة النارية ليست مجرد وسيلة نقل بل مصدر الدخل الوحيد لهم ولأسرهم، خاصة في ظل البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة، وتعطل الدراجة ليوم واحد يعني فقدان دخل يومي يعتمدون عليه لتوفير الاحتياجات الأساسية.
محمد الشرعبي، سائق دراجة نارية في مدينة، يقول إن القرار انعكس بصورة سلبية على قدرته في توفير متطلبات أسرته المعيشية، نتيجة لارتفاع أسعار قطع الغيار بصورة جنونية.
يضيف في تصريحه لـ(نيوزيمن) قوله: احيانا اتوقف لأيام او اضطر اننا اتسلف مبلغ مالي لشراء قطعة ضرورية، وهذا الشيء يؤثر علينا ما عاد نقدر نوفر احتياجات اسرنا كما كنا من قبل، لأنه المبالغ التي نجمعها طول اليوم، لا تكاد تذكر".
وأشار عاملون يعتمدون على الدراجات في أعمال النقل الخفيف والتوصيل إلى أن ارتفاع أسعار قطع الغيار أجبرهم على الاستدانة أو بيع مقتنيات شخصية لإصلاح دراجاتهم، فيما اضطر آخرون إلى التوقف عن العمل مؤقتًا، ما فاقم من أوضاعهم المعيشية وزاد من معاناة أسرهم.
>
