مدافئ الشتاء .. قاتلٌ صامت في المنازل

مدافئ الشتاء .. قاتلٌ صامت في المنازل

إقتصاد - Friday 12 December 2014 الساعة 06:06 am

â–  تحقيق / طارق علي وهاس -صحيفة الثورة: يكثر بيع وسائل التدفئة التي تعمل بالغاز أو الزيت أو الأميال الحرارية هذه الأيام، لمواجهة موجة البرد القارسة التي يحذر منها مركز الأرصاد الجوي بين الفينة والأخرى وتظهر على شكل تقلبات جوية يستعد لها الناس بوسائل التدفئة المختلفة. وعلى الرغم من التدفئة التي تحققها هذه الوسائل للناس إلا أنها لا تخلو من مخاطر على حياة الإنسان إن أساء استخدامها .. فهناك أمور يجب مراعاتها عند شراء وسائل التدفئة أهمها توفير جانب الأمان أثناء الاستعمال، فلا يكاد يخلو أي فصل شتاء من حدوث الحرائق والاختناقات بسبب سوء الاستخدام، وفي هذا التحقيق نناقش هذه القضية: منذ بداية الشتاء ووسيلة التدفئة المناسبة ما يشغل ذهن خالد محمد الذي يقول: فكرت كيف أدفئ منزلي، ولأني من ذوي الدخل المحدود فقد فكرت في شراء مدفئة (أبو ميل) نظراً لرخص ثمنها على الرغم من علمي بالأضرار الناجمة عنها، إلا أنني لا أجد حلاً سوى شراء هذه المدفأة رخيصة الثمن لأن العين بصيرة واليد قصيرة. * يتفق معه عبدالعزيز يحيى الذي أضاف قائلاً: استخدم المدفأة أبو ميل لأنها سريعة التدفئة للغرفة بينما الدفايات الزيتية تستهلك كهرباء وبلادنا هذه الأيام تعاني من الانطفاء الدائم للكهرباء. أما المواطنة زينب عبدالرحمن فهي تعلم تماماً مدى خطورة هذه الدفايات الزيتية وأبو ميل إلا أنها تجد نفسها مضطرة لاستخدامها لأن البرد هذا العام قارس، حد قولها، وهذا ما جعلها تتغاضى عن المخاطر الناجمة عن أدوات التدفئة، وتقول: الله هو الحافظ، والبرد هذا العام، لا يرحم صغيراً ولا كبيراً. * بالنسبة لسعاد فهي تقوم باستخدام الفحم لتدفئة منزلها وتقول: إن استخدام الفحم بحذر شيء مهم .. لأن مخاطره محققة في حال الإهمال. على النقيض تماماً يرفض المواطن عبدالمجيد استخدام الدفايات الحرارية والزيتية لأنه يدرك المخاطر الناجمة عن استخدام هذه الوسائل للتدفئة، فهي مسببة للأمراض ومخاطرها أكثر من فوائدها، لهذا فهو يكتفي بشراء البطانيات أفضل من شراء وسائل التدفئة الخطرة. ليست المنازل فقط التي تستخدم فيها وسائل التدفئة، وإنما هناك مكاتب حكومية أو مكاتب خاصة التي يكون دوامها في الفترة المسائية تستخدم وسائل التدفئة بشكل مستمر، لكن المشكلة، كما يقول بعض الموظفين أنهم عند الانتقال من تلك المكاتب الدافئة إلى أماكن باردة يصابون بأمراض تقلبات الجو. آ  رخص ثمنها تجار وسائل التدفئة يعتبرون فصل الشتاء الفصل الأفضل والأكثر مبيعات لوسائل التدفئة بكافة أنواعها وأحجامها. * محمد سالم السوداني – تاجر أدوات كهربائية- يؤكد أن محله يحتوي على العديد من وسائل التدفئة، ومنها الدفاية الزيتية –والدفايات الغازية- والدفايات أبو ميل (الحرارية). ويضيف السوداني –الدفايات الزيتية- تعتبر صديقة للإنسان ولا تسبب أي ضرر للإنسان، أما الدفايات الغازية فقد تؤدي إلى الاختناق وضيق التنفس في حال أسيء استخدامها والدفايات (أبو ميل) هي الأكثر ضرراً على صحة الإنسان وهي الأكثر مبيعاً لدينا نظراً لرخص ثمنها رغم أننا نقوم بنصح الزبون قبل الشراء، ويعتقد السوداني بأن الإقبال على الدفايات أبو ميل يعود للظروف المعيشية الصعبة للمواطن اليمني الذي أصبح يبحث عن الأرخص دائماً، وقال: لهذا نجد ذوي الدخل المحدود يلجأون للشراء دون مبالاة بالضرر. أما أصحاب الشركات والمكاتب وأصحاب رؤوس الأموال فيقومون باستخدام المكيّفات (الاسبليت الحار والبارد) وهي باهظة الثمن. آ  اختناق وتسمم ويحذر الأطباء المتخصصون من خطورة استخدام هذه الوسائل للتدفئة.. الطبيب حبيب عمران الدرويش –أخصائي أمراض عظام- يقول: في حالة استخدام وسائل التدفئة بكافة أنواعها - وخصوصاً التي تعمل بالفحم- في المنازل خاصة تلك التي يوجد بها أشخاص مصابون بأمراض التهابات الجهاز التنفسي يكون الأمر خطيراً وبالذات عندما توجد في أماكن مغلقة لأن تعرض الفحم للهواء أو الرياح قد يؤدي إلى حدوث حريق في المنزل. وعن وسائل التدفئة المختلفة الحرارية وغيرها يوضح الدرويش أن لها أخطاراً لا يدركها المواطن فهي تؤثر على العظام والعضلات، كما أنها سبب رئيسي لمرض الروماتيزم وتسبب آلام أسفل الظهر وتشنجاً في عضلات الرقبة. ويشير الطبيب حبيب إلى طرق الوقاية من مخاطر هذه الوسائل بالقول: تجنّب وضع المدفأة قريبة من الستائر والمواد القابلة للاشتعال وعدم استخدام المدفأة لأغراض الطهي أو التسخين أو تجفيف الملابس في ظل وجود الأطفال حولها، وكذا مراقبة المدفأة باستمرار، وعدم الذهاب للنوم وتركها تعمل خوفاً من حدوث حريق أو اختناق والاحتفاظ ببطانية حريق مناسبة وصالحة للاستعمال، والتدرب على استخدامها بصورة جيدة، وعدم ترك المدفأة تعمل أثناء النوم خوفاً من زيادة نسبة "ثاني أكسيد الكربون" في الجو وزيادة "أول أكسيد الكربون السام" الذي يحل محل الأوكسجين في الدم مؤدياً للإصابة بالاختناق. كما يؤكد على الابتعاد عن تعبئة المدافئ بالقاز أثناء اشتعالها لأن ذلك يزيد من اللهب وبشكل مفاجئ مما يؤدي إلى حرائق في المنازل. آ  التوعية وعن أهمية الدور التوعوي يقول فضل منصور –رئيس جمعية حماية المستهلك: أخطر طريقة للتدفئة هي الفحم نتيجة لغاز ثاني أكسيد الكربون المتصاعد منها، وبالتالي يتسبب هذا الغاز في حدوث اختناق وقد يؤدي للموت، وبالنسبة للدفايات الكهربائية يتصاعد منها حرارة، وهذه الحرارة خطيرة جداً وتضر بحياة الإنسان. ويضيف منصور: الدفايات والسخانات الزيتية هي أقل خطورة من بقية وسائل التدفئة الأخرى، نظراً لأن منازلنا في صنعاء والمناطق الباردة غير مهيأة ولا مُعدّة لتفادي خطورة هذه الوسائل كباقي الدول التي تستخدم مادة المازوت وتسخين المياه ومرورها عبر شبكة تدفئة عامة. موضحاً أن دور الجمعية ينحصر في توزيع بروشورات والتوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة وخاصة المرئية والمسموعة كونها الأكثر وصولاً إلى المواطنين بكافة مستوياتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية، كما أنها نقوم بالتوعية عبر النزول إلى المدارس وتوعيتهم بمخاطر استخدام وسائل التدفئة أثناء البرد. آ  تحذيرات ويفضل رئيس جمعية حماية المستهلك استخدام البطانيات والجواكت باعتبارها وسائل تدفئة طبيعية ولا تشكل أي خطورة على حياة الإنسان وتعتبر من الوسائل الآمنة للتدفئة. ويحذر المواطنين من سوء استخدام وسائل التدفئة الحرارية، والتي تعمل بالفحم، حرصاً على سلامتهم وسلامة أبنائهم وأسرهم.