أمين الإشتراكي: على اليسار أن يعيد ترتيب أوراقه السياسية والخروج من مأزق المراوحة داخل مفاهيم رمادية والإهتمام بالطبقة الوسطى

أمين الإشتراكي: على اليسار أن يعيد ترتيب أوراقه السياسية والخروج من مأزق المراوحة داخل مفاهيم رمادية والإهتمام بالطبقة الوسطى

السياسية - Thursday 29 August 2013 الساعة 04:17 pm
نيوزيمن

أحمد الزيلعي،نيوزيمن: طالب الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان، قوى ومكونات اليسار في اليمن بأن تعيد ترتيب أوراقها السياسية بالإعتماد على خبراته االمتراكمة وتضحياتها الكبيرة وقراءته الموضوعية للواقع السياسي والإجتماعي والمتغيرات الضخمة التي لم تستطع أن ترمي به خارج المشهد كما فعلت مع مثيله في بلدان أخرى. آ كما طالبها مرة أخرى بالتخلص من براثن خطاب قال إنه يكاد أن يتحول مع المدى إلى خطاب انعزالي يكرر نفسه في صورة البحث الدائم عن صدامات لا تؤسس في الواقع على قاعدة صلبة من الإختيارات الفكرية والسياسية والمصالح الإجتماعية بقدر ما تبدو وكأنها تخوض هذه الصراعات لصالح أطراف أخرى في المشهد العام. آ وعلى صعيد دور قوى اليسار في ثورة فبراير 2011م قال نعمان في ورقة قدمها إلى مؤتمر اليسار الذي بدأ أعماله أمس بصنعاء- بأن الكثير منها قدمت التضحيات، لكنه أكد أنها " وقعت ضحية مفهوم مخادع لانتصار الثورة بالمفهوم التقليدي". وأشار إلى " امتلاك السلاح والدعم الخارجي لقوى بعينها" خلال فترة ثورة فبراير" حسب ما أملته الضرورة المحكومة بحسابات اللحظة" مؤكدا أن ذلك " شكل مركز استقطاب في هذه العملية على نطاق واسع". آ وقال القيادي في تكتل اللقاء المشترك بأنه " كان على القوى الثورية المدنية أن تدرك أنها كانت ستكون الخاسر الأكبر في حالة نشوب المواجهة العسكرية لأنها ستكون على هامش المواجهة من كافة الأطراف أو ملحق في أحسن الأحوال لمن بيده السلاح". وأشار إلى " بعض" القوى الثورية المدنية " ومنها بعض مكونات اليسار خدعت بخطاب راحت تضخه قوى مسلحة رافضة للعملية السياسية، أو قابلة بها على مضض، أو متآمرة عليها وكأنها تريد أن تأكل الثوم بفم غيرها "، وفي إشارة منه لجماعة الحوثي وبعض قوى الحراك المسلحة. وأعرب نعمان - عن أسفه أن لا يتعلم بعض اليسار من الدروس التاريخية واستمراره في توظيف الجملة الثورية بصورة لا تنسجم مع حاجة نضاله إلى التكتيكات السياسية في الواقع المعقد والمفعم بتناقضات المصالح، ثم لا يلبث عندما تعوزه القدرة على التفاعل مع هذا الواقع أن يعيد توظيف الجملة الثورية لإنتاج الصراع داخل بنيته المتسمة بالهشاشة والتفكك ليولد مزيدا من الضعف في مكانته الشعبية وقدرته على قيادة المجتمع المدني الذي يتسرب من بين يديه لصالح القوى الأخرى. آ وأكد " حاجة اليسار اليوم إلى قراءة مسؤولة وموضوعية للواقع السياسي والإجتماعي الذي يناضل فيه" وأن " يقرأ موازين القوى ومسارات تطورها والعوامل المؤثرة فيه وتحديد خياراته على نحو متجدد بعيدا عن النماذج المصممة بقوالب يصعب أن تبني بها موقفا نضاليا يمكنه من حمل خياراته إلى المجتمع بالنجاح الذي تسعى إليه كل القوى السياسية". وشدد أمين عام الحزب الإشتراكي - على ضرورة أن " يحسم اليسار أمره فيما يخص طريقه إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية وأدوات نضاله لتحقيق ذلك"، مشيرا إلى أن " حسم موقفه من القضية الجنوبية يصبح مؤشرا على تعاطيه بواقعية مع القضايا الكبرى المؤثرة بصورة مباشرة على بناء هذه الدولة". وطالبه بالخروج " من مأزق المراوحة داخل مفاهيم رمادية لمعنى الثورة وانتصارها" ، والسبب من وجهة نظره " حتى لا يجد نفسه يغرد خارج السرب في لحظة تاريخية يمكن أن يكون فيها مالك ناصية المشهد أو على الأقل حاضرا فيه بقوة الدفع الثوري لعملية التغيير قبل أن يستهلكها الإحباط والخطاب التحريضي المتعمد". وطالب نعمان قوى اليسار بأن تهتم كثيرا بالوضع العام لما يسمى بالطبقة الوسطى، التي قال إنه " جرى تغييبها وتدميرها بسبب سياسات الإفقار والفساد"، مشيرا إلى أن تلك الطبقة " ستظل عنصرا حاسما في التوازن الإجتماعي وفي خلق الشروط الضرورية لتحقيق العدالة الإجتماعية". وتحدث أمين عام الحزب الإشتراكي عن موقف " مرتبك" لقوى اليسار من الفكر الديني مرتبكا, في حينه أنه " في هذا الفكر الكثير والكثير مما يمكن أن يشكل قوة دفع لحمل مشروعه إلى الأوساط الشعبية التي تشكل القاعدة الواسعة لمشروعة الإجتماعي والسياسي". وقال بأن ارتباك اليسار من الفكر الديني " كثيرا ما أدى إلى المزيد من عزلة اليسار خاصة عندما أخذ يختصم ويخاصم حول مقولات مجردة لم تسعفه في الإستعانة بالواقع للوصول إلى نتائج مقنعة". وتحدث نعمان - عن نضال اليسار وتقديمه التضحيات الكبيرة من أجل وضع اليمن شماله وجنوبه على طريق التطور السياسي والإقتصادي والإجتماعي، مبينا في هذا الموضوع عن اصطدامه في نضاله هذا بصعوبات ضخمة، تمثلت أهمها في تلك القوى التي تحركت صوب مشروعه بأدواتها الخاصة وبجسور وظفت فيه الفكر الديني لصالح مشروعها السياسي وفيما يخص حرب صيف 94م، قال أمين عام الحزب الإشتراكي بإن اليسار تحمل امن جديد الآثار السلبية الناجمة عن تلك الحرب على صعيد الحياة السياسية والفكرية، مشيرا إلى في ذات الوقت إلى تعرض اليسار لضربات قاسمة في مراحل مختلفة لم يستطع معها أن يعيد إنتاج نفسه على الساحة السياسية اللهم إلا بالصمود الذي عبرت عنه بعض مكوناته ومنها الحزب الإشتراكي. وأشار إلى تمكن اليسار لأول مرة في تاريخ نضاله السياسي أن يصيغ منهجا تكتيكيا لخياراته السياسية في إطار إستراتيجية المواجهة الحازمة لأحزاب المشترك مع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مضيفا أن اليسار لم يعرف عنه في تاريخ نضاله الطويل سوى التضحية مع غياب التكتيكات السياسية التي جعلته مكشوفا ومعرضا على نحو دائم للقمع والملاحقات.