حـــــيــــاة الـــذ بـــحـــــاني

حـــــيــــاة الـــذ بـــحـــــاني

السياسية - Friday 29 January 2016 الساعة 07:19 pm

آ بقلم المهندس/ سعيد العسالي تختضل الانامل ويستعصي الكيبورد تتلعثم المفردات وتتشظى الجمل فانا في مقام العظيمات وفي متحف الكنوز انا في مدرسة النبل وجامعة البذل واكاديمية النضال تغسلني الغيمة وانا اتهجى حروف اسمك يا حياة الذبحاني ويفيض من حولي شلال ضياء ويمتد الافق الضيق ويخضر فوق الجرح غصن الامل وابتسم ابتسم ابتسم ..وانا امرر شريط الذكريات امام عيني وهي تتزاحم صوتا وصورة ها انت على منصة الثورة في ساحة الحرية عنوان عريض واسم مرادف لفبراير الشموخ والكرامة اللامتناهية ها انت تكتبين القصيدة وتلحنينها وتدربين فرق الانشاد على القائها لترقص على ايقاعها البيوت بيوت تعز تعز الثورة والحب والسلام. جبل صبر يختزل صداك وقلعة القاهرة تحفظ ذاكرتك وجبل جرة يستلهم صمودك. هاهي سجادتك المبسوطة لاعوام داخل الساحة تتحول الى نخلة اصلها ثابت وفرعها في السماء. ( سجل يا تاريخ الثورة تعز حرة تعز حرة). هذا هتافك الاشهر في الايام العصيبة يا حياة الذبحاني. وكيف لمدينة انجبتك الا تكون حرة ابية عصية على الانكسار؟!!. انت احد تعاريف ساحة الحرية وابهى ملامح وجه تعز الثورة انت احدى علامات الثقة بالنصر . انت رائدة المبادرات التي لا تخذلها الاسباب واليقين الذي يلجم فم الشك حذاءه ويمضي دون ارتياب. كنت يا حياة كل الاعلام في منصة ساحة الحرية وكنت ولا تزالين الحملة الطبية في المستشفيات ووفد العزاء في بيت كل شهيد وباقة الورد يفتح كل جريح عينه عليها. كم اسرة شهيد او جريح او مقاوم معسر اوجدت لها كفيلا يعولها وكم جرح نازف عملت على تضميده وانت تتوسلين او تستثيرين اهل المروآت لتقديم يد العون. دموعك على قنوات شاشات العربية والجزيرة ومختلف القنوات تحصي الطغاة وتلعنهم على كل لسان. دعيني اخبر المحايدين بما دار بيني وبينك بالامس من حديث : كنت بالفعل اريد ان اتعرف على مؤهلك العلمي لاضمنه هذه الذاكرة لم تكن اجابتك غير كلمتين دون اضافة(مواطنة بسيطة) ثم اغلقت الحديث عنك لتحدثيني عن معاناة الجرحى في تعز وتسألينني ماذا يمكن ان نقدم لهم؟!. خجلت من عجزي عن الرد وانهيت الحديث معك. وبعد ساعات اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية بالحديث عن فتاة تبرعت بحزام من ذهب اعلنت عن بيعه من الملك سلمان عل رسالتها تصله ليلتفت الى معاناة الجرحى في تعز المحاصرة. كانت هذه الفتاة هي انت هي حياة الذبحاني هي تعز بكل ما تحويه من اصالة وقيم. كم نحن صغار امامك يا حياة حد الخجل وكم انت كبيرة حد الغرور والكبرياء. قصفت المليشيات الحوثية بيتكك في الجمهوري واحرقته لكن عينك على بيتك الاكبر على تعز على اليمن على الثورة على دماء مازن ودماء فريد على تفاحة وعزيزة وياسمين نهب الحوثيون سيارتك البرادو وبقيت انت حيااة اللثورة والصمود.. ويستمر هتافك ( سجل يا تاريخ الثورة تعز حرة تعز حرة) ، فسجل يا تاريخ الكرامه ان حياة الذبحاني لؤلؤة في تاجك وسطر من نور في صفحتك . سجل يا تاريخ ان الحرية انثى والكرامة انثى والتضحية انثى والثورة انثى وان الاسم الجامع هو حياة الذبحاني و سجل ان الرجولة صفة لا جنس وانها في ابهى تجلياتها اليوم حياة الذبحاني وحسب. وسجل يا تاريخ ان حياة الذبحاني امة تمشي على الارض وانها المدرسة التي يتتلمذ على يدها الابطال وتترجم على سبورتها مفردات النضال وان المحال مفردة منكرة في قاموس حياة الذبحاني. وسجل يا تاريخ قصيدتها "حمار" الحمار الذي تأنسن حين رأى استحمار المحايدين وحصار الظالمين فقرر ان يؤدي الواجب ويكسر الحصار عن اطفال تعز.. سجل يا تاريخ ان حياة الذبحاني انشودة الثورة من ساحة الحرية حتى مواقع المقاومة المسلحة وانها رائدة الابداع ومعلمة الاجيال وقصة الصمود الذي لا تأسره او تحد منه اكذوبة الافتقار الى الوسائل. سجل ان حياة تمكنت ان تتحول الى مراكز اعلام ومنابر فكر ومواسم عطاء في زمن الانحطاط الاعلامي والقيمي وانحياز النخب الى ادوات القمع والارهاب . وسجل اني لم انصف حياة الذبحاني في هذا السرد المتواضع وانها اوسع من ذاكرتي وان لها في كل بيت لوحة وفي كل قلب ثائر ترتيل وفي كل شارع قصة وفي كل قصة بطولة. سجل يا تاريخ ان بلقيسا اخرى هناك في تعز تعلمنا ان الحياة ارادة وكفاح. وان العظمة اليوم تخلع تيجانها لتقلدها صاحبة الجلالة حياة الذبحاني عليها السلام وهي تخوض معركتها المقدسة من اجل الحب والسلام. *من صفحة الكاتب بالفيسبوك