من صرواح مأرب، أكتب لكم..

من صرواح مأرب، أكتب لكم..

السياسية - Sunday 21 February 2016 الساعة 06:58 pm

آ *نبيل الصوفي من يريد أن يعرف قبح العدوان السعودي، على حقيقته يزور، هذه المنطقة.. صرواح مأرب. لا اتحدث ابدا عن الحرب البرية، فالعدوان السعودي اداة حربه هي الطائرات، لم يعد هناك أي مواجهات برية، الا ماوراء جبل "هيلان"، الذي عادت السيطرة عليه من الجيش واللجان الشعبية. ولا احدثكم، عن صرواح، حيث مناطق المواجهات.. بل عن صرواح مأرب، المدينة، السوق، القرى، السكان.. الزراعة، الطرقات.. وأي، ادلة حياة. كل ما ساتحدث عنه، هو عن الحياة العادية، وليس عن جبهات القتال. حيث لم تبقي الطائرات شيئا، ولا تبقي حتى الان.. فلاتتوقف اصواتها الا كالوقت الذي تسمعونها تقصف عندكم في صنعاء. كلما يتحرك ولا يتحرك على الارض، يتم قصفه بالطائرات.. حتى تحولت كل هذه المناطق، بورا من السكان.. تهجير جماعي وكلي ومطلق، للناس ومواشيهم، وقتل لمزارعهم، وتفجير لبيوتهم.. فمزارع البرتقال، تموت شجرة شجرة، فقط لان ملاكها العاديين، الذين لايشاركون في اي حرب، رؤوا أن ري شجرة، سيعني صاروخا من الجو.. بأى شرع يحدث هذا.. من أى زمن، جائت هذه الوحشية.. ان تصبح طائرات الـF16، وسيلة وحيدة لمقاتلة الناس.. مواطن على سيارة، فوق سقف بيته، في مزرعته، سيارة ليس عليها شيئ.. اي شيئ على الارض، هدف للطائرات.. ماذا فعلت داعش، في العراق، مختلفا عما فعلته طائرات السعودية، هنا؟ الاختلاف هو فقط ان السعودية، وجدت يمنيين يثيرون الدهشة والابهار، في صمودهم على ارضهم وجبالهم، بما لايملك العدوان قدرة علو فهمه وادراكه. سأختصر الحديث، في هذا المنشور الأولي، فالوصول لهكذا منطق، ليس سهلا، وتتنقل لتحقيقه كما تشاهد في افلام السينما.. هذه منطقة، يمكن ان تتحرك فيها سيارة، شرط أن لا تكون، سيارة من التي يستخدمها الجيش. اما هذه المنطقة، فليس لك، الا موتورات.. اما هذه، فلايمكن الا تقطعها على الاقدام. ويبهرك، الماربي، وهو يقول لي: لحظة، هذه طائراة استطلاع.. انتبه، هذه طائرة "ميج" كما يقولون. يقولون لك: لا، عادي صاحبة هذا الصوت، لن تضرب.. هي تصوير استطلاع. من يمكنه ان يتوقع أن يمنيا، في هذه الصحراء، يوقف سيارته سريعا، وبعدها بثواني تتفحم السيارة بسبب صاروخ القته طائرة.. هذا ليس خيالا، حضرت كل هذا، قلت لرجال من اعمار مختلفة، كلهم يصغون سمعهم لتقرير نوع الطائرة التي يسمعونها: كيف تفعلون ذلك.. رد علي الشيخ صالح بن سودة طعيمان: لنا سنة، ونحن وهي، كيف مانتصاحب. البدوي، يقرأ الريح، والشمس، واثار لاتكاد ترى في صحراء قافرة.. وهاهو اليوم، يكافح احدث الطائرات، بأكثر الطرق عراقة في تاريخ الانسان: الامكانيات الطبيعية، السمع. في صروح، سترى، العدو الفاجر.. ستراه في كل شبر.. وسترى، في المقابل، ان بغي العدوان وفجوره، هو سبب اليمنيين الحقيقي، لمقاومة كل ذلك. عدو، هذه اعماله، لايمكن الا مواجهته.. هذا لايجدي معه شيئ آخر.. لكأنه جائحة أو مرض عضال. آ·آ آ آ آ آ  من صفحة الكاتب بالفيسبوك