الدوحة تشهد حشدا إنسانيا دوليا لبحث الأزمة الإنسانية في اليمن
السياسية -
Monday 22 February 2016 الساعة 03:50 pm
مشاركة
آ تحتشد بالدوحة أكثر من 90 منظمة إنسانية إقليمية ودولية ومايزيد عن 150 خبيرا ومتخصصا في المجالات الإغاثية لبحث الأزمة الإنسانية في اليمن في جلسات عمل بدأت اليوم تحت عنوانآ "الأزمة الإنسانية في اليمن ..تحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية".
ويسعى المؤتمر الذي تنظمه جمعية قطر الخيرية بالشراكة مع 13 منظمة وشبكة دولية وإقليمية على مدى ثلاثة أيامآ إلى توحيد رؤى الشركاء الفاعلين بخصوص الأزمة الإنسانية في اليمن وتبادل المعلومات وتعزيز آليات المتابعة المتعلقة بتحديد احتياجات المتضررين حسب نوع الحاجة وتوزيع المناطق الجغرافية وتطوير خطط العمل والمبادرات بين الشركاء.
وتركز جلسات وورش العمل في اليومين الأولين على تقييم الوضع الإنساني في اليمن وتحديدالاحتياجات في قطاعات إنسانية متعددة كالتعليم والصحة والمياه والإصحاح وسبل العيش والتمكين الاقتصادي والمأوى والغذاء والحماية ..
فيما يخصص اليوم الثالث للاجتماع رفيع المستوى لعرض النتائج وإطلاق المبادرات والشراكات والتحالفات والتنسيق بين الفاعلين الميدانيين.
وأكد سعادة السيد عبدالرقيب فتحآ وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني،أن المؤتمر يؤسس لأول مرة لقاعدة بيانات واضحة وعملية إغاثية في اليمن تقوم على أسس علمية ميدانية.
وأوضح سعادة الوزير اليمني في تصريحات للصحفيين على هامش المؤتمر إلى هناك مسحا شاملا أجرى في 12 محافظة يمنية من أصل 22 محافظةآ لتحديد الاحتياجات وآليات العمل الميداني.
وقال إن هذا المؤتمر يؤسس لخطوة حقيقية لعملية التنسيق بين كل الشركاء من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أو جمعية قطر الخيرية أوجمعيات الهلال الأحمر في دول مجلس التعاون وغيرها من المنظمات والمؤسسات الإنسانية .
وأضاف " نتطلع لتكون المرحلة 2016 مؤسسة على أعمال إغاثية تتجنب الكثير من الأخطاء التي عادة ما تحدث خلال الكوارث وتقوم على عملية تنسيق وتقييمآ متكاملين ومتتابعين".
ولفت سعادة الوزير فتح إلى أن هذا المؤتمر يرتكز على أربع خطط رئيسية هي خطة اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة اليمنية وخطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وخطة جمعية قطر الخيرية وخطة مكتب الأمم المتحدة الأوتشا..
وقال "إن هذه الخطط ستكون هي المرحلة الحقيقية لإيجاد عمل إغاثي علمي مبني على بيانات ومعلومات وأيضا يبتعد عن العشوائية والتكرار في تنفيذ الكثير من الأخطاء ."
ودعا الوزير اليمني المانحين من دول ومنظمات إلى خطة متكاملة على المديين المتوسط والطويل لإغاثة الشعب اليمني وإعادة تأهيل المرافق الخدمية .
وأضاف "نحن نعول بصورة رئيسية على إيجاد إغاثة تمتد على مرحلتين الأولى إغاثة عاجلة تركز بصورة أساسية على الإنسان والثانية تنمية محلية تهتم بإعادة الخدمات مثل المياه والكهرباء والصحة وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحرب ".
وبشأن عقد مؤتمر للمانحين من دول وحكومات أوضح أن التركيز ينصب حاليا على العمل الإغاثي الذي هو من مهام المنظمات الإنسانية وجمعيات الهلال الأحمر ..
وقال "وفيما يتعلق بخطط الحكومات سندعو بصورة عاجلة من خلال الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى أن تكون هناك خطط حكومية تتوافق وتتواءم مع خطط المنظمات الدولية والإنسانية وجمعيات الهلال الأحمر" .
وأعلن عن اجتماع من المقرر أن يعقد في 7 مارس المقبل سيؤسس لمكتب تنسيق وتنظيم الأعمال الإغاثية في اليمن وستطلق خلاله خطة متكاملة موحدة لدول مجلس التعاون لدعم اليمن في المجالات المختلفة .
وعن حجم الاحتياجات خلال الفترة الراهنة أشار سعادة الوزير اليمني إلى أن أصحاب المبادرة في عقد هذا المؤتمر قدروا الاحتياجات بنحو مليارين و400 ألف دولار وقدرتها الحكومة اليمنية بنحو مليار و400 ألف دولار لمدة ستة أشهر فقط.ونبه إلى أن هذه أرقام تقوم على التقديرات فقط وقد تكون كافية لإعادة الحياة وليس لتأسيس حياة طبيعية لأن الحرب مستمرة وأثارها مدمرة .
بدوره أوضحآ المستشار عبدالله الرويلي ،مدير إدارة المساعدات الإنسانية في مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية أن الأزمة اليمينة تحتاج إلي مساعدات كثيرة لتغطيتها ، مشيرا إلى أن بعض تقديرات الأمم المتحدة ذكرت أنها ، تحتاج لمساعدات عاجلة تقارب 2.5 مليار دولار .
.وأوضح الرويلي أن التفاوت في تقديرات هذه المبالغ يحكمها الدراسات الفعلية على على أرض الواقع ، موضحا أن الوضع في اليمن لا يعطى الفرصة المثالية لتقدير الاحتياجات بينما الأزمة تؤكد أن هذا الوضع في احتياج كبير ،
وقال : نحن في المملكة والخليج لدينا التزام مباشر لتقديم ما نستطيع للاخوة في اليمن.وأشار مدير إدارة المساعدات بمركز الملك سلمان بأن التعامل مع الأزمة اليمنية ليس أمر طارئا ، كونهم أشقاء لنا وبيننا صلات أخوة ، وهذه المساعدات من باب الواجب تجاه إخواننا اليمنين .
وأكد الرويلي،أنه في حال تفاقم هذه الأزمة فإن نتائجها ستكون سلبية على الجميع وليس على اليمن وحده .ولفت إلى أن مركز الملك سلمان الذي يمثل منظومة العمل الإنساني في المملكة العربية السعودية ،هو من أكبر الفاعلين في الأزمة وذلك من منطلق أن المملكة هي الأقرب للازمة اليمينة على مستوى الجغرافيا والاقرب لمعرفة الاحتياجات، لذلك نقدم تصورنا لحل هذه الأزمة من منطلق أننا دول جوار وأشقاء بالتعاون مع منظومة العمل الدولي .
من ناحيته ، قال السيد محمد علي الغامدي المدير التنفيذي للتنمية الدوليةآ بقطر الخيرية والمنسق للمؤتمر في تصريح صحفي إن هذا المؤتمرهو الأول من نوعه بهذا المستوى حول الوضع الإنساني في اليمن.
آ وأضاف "نسعى نحن وشركاؤنا من تنظيم هذا المؤتمر للخروج بمبادرة عالمية لوضع خطة استجابة إنسانية مشتركة، تجمع بين الاحتياجات العاجلة، ومرحلة الإنعاش المبكر، بحيث يتبناها جميع المشاركين".
وأشار إلى الدراسة المسحية الشاملة المتعددة القطاعات التي أعدتهاآ قطر الخيرية لتقييم الأضرار الناجمة عن الأزمة اليمينة،آ بالتعاون معآ فريق من الكفاءات اليمينة الخالصة وفق منهجية علمية، والمتاحة حاليا في المؤتمر.
وأوضح أن الدراسة تسمح لقطر الخيرية ولشركائها وكل الفاعلين الإنسانيين من أجل معرفة حجم الأضرار والأولويات التي يجب الاهتمام بها لتلبية الاحتياجات للمتضررين في اليمن في كل قطاع من القطاعات التي سيتم مناقشتها في الورش التقنية.
وتعتبر الأزمة اليمنية واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم بالنظر لعدد المتضررين الذين تجاوزت نسبتهم 80 بالمائة من عدد سكان اليمن الذين يصل عددهم إلى حوالي 26 مليون نسمة.وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإنه بسبب الأزمة الإنسانية الحالية في اليمن فقد تجاوزت نسبة من يعيشون تحت عتبة الفقر 60 بالمائة أي بزيادة بلغت 35 بالمائة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل الأزمة.وتشهد القطاعات الخدمية في اليمن إنهيارا حادا وخاصة الصحة والتعليم والمياه كما تشير إلى ذلك الأرقام والإحصاءات التقديرية للمنظمات والوكالات الإنسانية.آ آ
وقدرت دراسة مسحية نفذتها جمعية قطر الخيرية أن عدد المشاريع التي تضررت في مجال المياه والصرف الصحي بلغ (735 مشروعا) أي ما نسبته حوالي (17 بالمائة) من إجمالي عدد المشاريع في المناطق المستهدفة..
فيما وصل عدد الأسر التي تضررت بسبب الأحداث في قطاع المياه والصرف الصحي 656,747 أسرة .وأظهرت الأرقام أن حوالي 78 بالمائة من المناطق المتضررة قد تأثر فيها قطاع التعليم حيث بلغ إجمالي عدد المدارس في المحافظات التي شملها المسح حوالي (2,987 مدرسة) تضررت منها حوالي (949 مدرسة)، أي ما نسبته (32 بالمائة) من إجمالي المدارس في المنطقة..
كما وصل عدد الطلاب الذين حرموا من التعليم بسبب الضرر الحاصل على المؤسسة التعليمية إلى 488,638 طالبا-طالبة.
كما أظهرت الدراسة المسحية لقطر الخيرية، أن عدد المرافق الصحية التي تضررت سواء كانت من حيث التلف أو فقدان أثاث ومستلزمات بلغ 227 مرفقا صحيا .وتشير إلى أن جميع أنحاء الجمهورية اليمنية تأثرت في المجال الغذائي بسبب الأحداث الأخيرة حيث بلغ إجمالي الأسر المتضررة والتي لا تستطيع الحصول على غذاء كافي حوالي 861,458 أسرة.
وبلغ عدد المشردين مليونين ونصف المليون شخص بزيادة تقدر بثماني مرات عما سجل في بداية الأزمة وكانت محافظات تعز وعمران وحجة وصنعاء وأبين من أكثر المحافظات اليمنية تضررا، إذ تبلغ حصة هذه المحافظات مجتمعة أكثر من 1,5 مليون نازح.