مآلات معركة الساحل بعد انتزاع «حيس» من مخلب الحوثي

مآلات معركة الساحل بعد انتزاع «حيس» من مخلب الحوثي

السياسية - Tuesday 06 February 2018 الساعة 07:08 pm
نيوز يمن- تقرير خاص:

نيوز يمن- تقرير خاص: يفرض فعل السيطرة الميدانية، لقوات الجيش المدعومة من التحالف، على مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة، واقعاً عسكرياً صعباً على مسلحي الحوثي في جبهة الساحل الغربي، وصولاً إلى مناطق غرب تعز. وجاءت السيطرة على حيس الواقعة بمحافظة الحديدة، في إطار عملية عسكرية للقوات الحكومية، في ساحل البحر الأحمر، أسفرت ـ أيضاً ـ عن استعادة مديرية الخوخة، مطلع ديسمبر الماضي. وتعزز استعادة السيطرة على حيس، قدم القوات الحكومية في جبهة الساحل الغربي، كما تمنحها وضعاً ميدانياً يتيح التحرك شمالاً لتقويض سيطرة الحوثيين على مديرية الجراحي، انطلاقاً من هذه النقطة. وتقع مديرية حيس، جنوب محافظة الحديدة، وتبعد عن الساحل الشرقي للبحر الأحمر، بمسافة 28 كم، يحدها من الشمال مديريتا الجراحي وجبل رأس، ومن الجنوب مقبنة بمحافظة تعز، ومن الغرب الخوخة، وتقع أيضاً إلى جنوب مدينة زبيد بمسافة 35 كم. وتحتل مديرية حيس موقعاً جغرافياً استراتيجياً يربط ثلاث محافظات يمنية: الحديدة- إب – وتعز، ومن شأن السيطرة عليها أن يفتح الطريق لاستكمال تحرير بقية مديريات الحديدة وقطع إمدادات أهم خطوط إمداد ميليشيا الحوثي إلى هذا المحور. وباستعادة القوات الحكومية المدعومة من التحالف، السيطرة على حيس، تكون قد اقتربت من قطع أهم شريان بري يمد مسلحي الحوثي في الحديدة وتعز، بالتعزيزات العسكرية والمقاتلين، من محافظتي إب وذمار المحاذيتين. وتُعد حيس ثاني مديرية يخسرها الحوثي، في محافظة الحديدة، بعد سيطرة القوات الحكومية على مدينة الخوخة جنوب المحافظة الساحلية، مطلع شهر ديسمبر الماضي. وتم فرض السيطرة على مديرية حيس بعد مضي شهرين على انطلاق العملية العسكرية لتحرير الساحل الغربي في السادس من ديسمبر المنصرم. قلق حوثي من التداعيات ولعل أنصار جماعة الحوثيين، قد أدركوا لوهلة، تداعيات خسارة "حيس"، ذات الأهمية الجوعسكرية البالغة، وتأثيرها الحاسم، على مآلات المعركة في جبهة الشريط الساحلي. في هذا السياق، ارتفعت أصوات من داخل جماعة الحوثي، عقب سيطرة القوات الحكومة على المدينة، بمهاجمة قادة الجماعة في صنعاء، على وقع الهزيمة التي مُني بها مقاتلو الحركة في حيس. وهاجم عضو "اللجنة الثورية"، محمد المقالح، صالح الصماد رئيس "المجلس السياسي" عقب طرد مقاتلي الحوثي من حيس، حيث قال متهكماً: آ«بعد حيس سيصرح الصماد بأن الجراحي خط أحمر أو سنقلب البحر على رؤوسكمآ». في حين، خرج عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، بالتوازي مع ارتفاع وتيرة خسائرها الميدانية في غير بقعة يمنية، يُحذّر من أن انهيار جماعته سيقود إلى انهيار حزب الإصلاح والحراك الجنوبي. كُلفة استعادة حيس على الحوثيين وتكمن الأهمية العسكرية لتحرير حيس في أنها تقطع على الحوثيين الخط الرابط بين تعز والحديدة، خاصة وقد نصبت قوات الجيش نقاط تفتيش عل طول الخط لتقطع بذلك شريان إمداد مقاتلي الحوثي لجبهة تعز من جهة الغرب. وأكدت المصادر، في وقت سابق، أن القوات تقدمت إلى جنوب حيس على طريق تعز الحديدة حتى مفرق شمير تعز، وتقدمت شمالاً حتى مفرق العدين إب، وتقدمت غرباً حتى الكمب وهو سوق حيس في حيها الغربي. ومن ضمن المكاسب الاستراتيجية، لاستعادة مديرية حيس، تأمين مدينة الخوخة، إضافة إلى الاقتراب من مديرية الجراحي التي تبعد عنها 20 كم، فضلاً عن كونها تجعل القوات الحكومية على بُعد 75 كم عن مركز محافظة إب، وسط اليمن. ومن شأن انتزاع حيس من مخالب الحوثي، أن يشل حركة مقاتليه في مناطق غرب محافظة تعز، حيث موزع، والوازعية، والبرح، ومقبنة، وهجدة، والرمادة، نظراً لانقطاع خط إمدادها الوحيد من الحديدة. ويُتوقع أن تبدأ قوات الجيش بالتحرك شرقاً باتجاه الجراحي وغرباً باتجاه التحيتا وشمالاً باتجاه زبيد، وهي مناطق سيترتب على استعادتها تقويض الوجود الحوثي في الساحل الغربي كلياً، كما تجعل طريق القوات الحكومية سالكاً إلى مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي. وتشير التوقعات، إلى أن استعادة حيس ستُعطي، دافعاً قوياً لتحرير كامل الساحل الغربي وقطع إمدادات الحوثيين، عبر البحر الأحمر، وفي المقابل إنهاء الخطر الذي يشكله الحوثيون على حركة الملاحة البحرية بعد أن أخذ ــ مؤخراً ــ بُعداً خطيراً ومتهوراً بإطلاق قيادات حوثية تهديدات بإغلاق البحر الأحمر وباب المنتدب بشكل كامل.