كيف غيرت الطائرات الإماراتية المسيرة (صينية الصنع) الحرب في اليمن؟

السياسية - Saturday 28 April 2018 الساعة 02:50 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

تُظهر غارة جوية قتلت أحد كبار قادة الحوثيين أن الإمارات تنمو بشكل أكثر حزماً وتطورا في عملياتها العسكرية.

في مساء الاثنين، تم تداول شريط فيديو على الإنترنت لطائرة بدون طيار وهي تراقب موكبا مكونا من سيارتين تسيران باتجاه الشمال على طول الطريق 45، شرق الحديدة.

في الفيديو، انصب هدف الطائرة بدون طيار على سيارة تويوتا لاند كروزر زرقاء، وبعد ثوان، ضربها صاروخ Blue Arrow-7 الصيني الصنع.
توقف سائق السيارة الثانية وهرع هو ورفاقه إلى السيارة المشتعلة. 
ثم تأتي أوامر من ضابط في غرفة عمليات الطائرات بدون طيار الإماراتية.. "حدد الهدف!". 
يبدأ الناجون بالابتعاد عن الحطام ثم تأتي الأوامر مرة أخرى.. "إضرب!".
في تمام الساعة الثانية والدقيقة الثانية ظهرًا وقعت الضربة الثانية، وانفجرت غرفة القيادة الإماراتية بالتصفيق، كما تبين لقطات فيديو حصلت عليه مجلة فورين بوليسي.

وقد قُتل صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، في غارة بطائرة بدون طيار إماراتية.
ومع ذلك، مايزال التاريخ الدقيق لمقتله غير واضح.

وأعلن الحوثيون مقتل الصماد يوم الإثنين، وأفادت العديد من وكالات الأنباء الغربية أنه قُتل يوم الخميس السابق، لكن الصماد كان في جنازة يوم السبت، مما يشير إلى أن الضربة التي قتلته وقعت على الأرجح يوم الأحد، 22 أبريل.

إن العملية، التي تعد أول اغتيال ناجح لشخص بارز في التمرد الحوثي، تسلط الضوء على الحزم العسكري المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة.

منذ عام 2016، تحاول دول الخليج ترسيخ نفسها كشريك الغرب الرئيسي لمكافحة الإرهاب في المنطقة وفي نفس الوقت دعم قدراتها العسكرية من خلال صفقات أسلحة مع بكين.

ويقول فارع المسلمي، وهو زميل مشارك في شاتام هاوس: "إنهم يعملون بجد بشكل لا يصدق لكي يكونوا المقاولين الجدد في المنطقة.. سياسياً وعسكرياً". ويضيف: "هم لايريدون البقاء على الهامش، واليمن واحدة من المعارك التي يعتقدون أنها يمكن أن تحسن كلا من خبراتهم وقدراتهم".

دولة الإمارات استثمرت بشكل كبير في المساعدات العسكرية للقوات التي تدعمها قوات التحالف في اليمن. 
وقد شيدت وحدات أمنية مختلفة، لمحاربة تنظيم القاعدة على الساحل الجنوبي. 
والآن، توجه الإمارات جهودها لدعم طارق صالح، ابن أخ الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي يقود هجوماً لانتزاع ميناء الحديدة الاستراتيجي من قبضة المتمردين الحوثيين.

ويقول قائد كبير في قوات التحالف البرية التي تتقدم من ميناء المخا لـ"فورين بوليسي": "في الأيام الأخيرة، راقبنا تحركات قيادة الحوثيين عن كثب".
القصف الذي قتل فيه الصماد كان جزءا من هجوم التحالف بقيادة السعودية على الحديدة.

وعلى الرغم من أن السعوديين أدعوا الفضل في العملية، إلا أن المعلومات الاستخباراتية عن الهجوم تم تمريرها من خلال قيادات العميد طارق صالح إلى الإمارات، التي بدورها نفذت العملية.

ولم يكن مقتل الصماد حادثة منعزلة، فقد تم مؤخراً قتل عدد من الشخصيات الرئيسية في جماعة الحوثي: منصور السعيدي قائد قوات البحرية في قوات الحوثي، ونائبه صلاح الشرقي، وقائد جبهة الحدود ناصر القوبري.
كما قُتل فارس مناع وهو تاجر سلاح سيئ السمعة والمحافظ السابق لصعدة، في غارات جوية على مدار الأسبوع الماضي.

ومن المرجح أن يؤدي مقتل الصماد إلى تفاقم الانقسامات القائمة داخل الحركة الحوثية.

وكان أعضاء كبار في الحركة يقولون إن الوقت قد حان للتفاوض وتأمين صفقة مؤاتية.

وكان ينظر إلى الصماد كمفاوض موثوق به بسبب صلاته القوية مع عائلة صالح.

وتوضح عملية استهداف صالح الصماد أن الإمارات تسعى أيضا إلى مواصلة الكفاح العسكري.

وفي العام الماضي، باعت الصين إلى الإمارات العربية المتحدة الجناح لونج الثاني، وهي طائرة مسيرة تعادل MQ_9 الأمريكية.

ويقول جاستين برونك، وهو زميل باحث متخصص في القوة الجوية في المعهد الملكي في لندن: "لقد كانت الإمارات العربية المتحدة مائلة في انتشار الطائرات بدون طيار".

ويضيف: "رأينا أنهم على استعداد لاستخدامها في مناطق حساسة سياسياً مثل ليبيا".

ويقول برونك إن الصماد قُتل برأس حربي شديد الانفجار بصاروخ "AKD-10" الصيني الصنع، وهو ما يماثل صاروخ هيلفاير الأمريكي.

 

مجلة فورية بوليسي الامريكية