صنعاء.. الأكشاك تبيع الماضي بعد اغلاق الحوثي صحف ومجلات وكتب الحاضر
السياسية - Sunday 29 April 2018 الساعة 11:53 pm
تعيش العاصمة صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية حالة من العزلة جراء ما تفرضه هذه الميليشيا من تعتيم إعلامي ومصادرة للحقوق والحريات.
منذ أن سيطرت ميليشيا الحوثي الانقلابية على مؤسسات الدولة أغلقت مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بما فيها الالكترونية التي عملت على حجبها، وتمتد يدها لحجب وسائل التواصل الاجتماعي والتي أخضعتها للرقابة، وعملت كل ما بوسعها لتكميم الأفواه وقمع مختلف الحريات دون استثناء فهي لا تؤمن بحرية الرأي والرأي الآخر، وتنتهج ثقافتها القائمة على القمع.
لا يوجد في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الانقلاب أية وسيلة إعلامية سوى وسائلها التضليلية والتجهيلية، فهي تخاف الحقيقة، ويقول أحد الصحفيين -فضل عدم ذكر اسمه-: "من العيب أني أخفي اسمي هنا، لكني مجبر على ذلك حفاظاً على حياتي، فأنا متوقف للعام الثالث عن مزاولة مهنة الصحافة، لأن ميليشيا الحوثي تخشى الحقيقة لأن كل ممارساتها خاطئة، ومن الصعب أن تفسح المجال أمام حرية التعبير".
بدوره أحد مراسلي القنوات الاخبارية الخارجية، يقول إن ميليشيا الحوثي لا تكترث لما تقوم به، فهي تنتهك كل القوانين المحلية والدولية بما فيها حرية الصحافة والتعبير وحقوق الإنسان، حيث أغلقت جميع وسائل الإعلام بما فيها الدولية التي كانت لها مكاتبها في صنعاء وأبقت على الوسائل الإعلامية التي تغطي حقائق ما تمارسه هذه الميليشيا وتتبنى وجهة نظرها فقط.
في ظل القمع الذي طال كل شيء، أغلقت العديد من مكتبات وأكشاك بيع الصحف والمجلات، والتي لم تُغلق لم تجد أمامها سوى محاكاة الزمن الجميل الذي كان يحترم الحقوق والحريات ويؤمن بالرأي والرأي الآخر، وعملت على جلب مختلف المجلات القديمة لبيعها.
في هذا الصدد يقول أحمد عبدالله -مالك كشك لبيع الصحف والمجلات-: "لم يكن أمامي أي خيار سوى بيع المجلات القديمة لتأمين لقمة العيش".
ويشير إلى أن عُشاق القراءة يقبلون على شراء المجلات القديمة بغرض القراءة والاطلاع في زمن التجهيل المفروض على الشعب.
هذه الممارسات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي من تكميم للأفواه وتقييد للحريات والتجهيل تعتقد أنه سيخدم مشروعها الاستبدادي والكهنوتي وسيحكم قبضتها على شعب اعتاد على الحرية والديمقراطية، وفي ذلك يقول الناشط الشبابي عبدالباسط صالح: "أثبتت ميليشيا الحوثي أنها تعيش في العصور القديمة وتمتلك ثقافة الاستعباد التي لا يمكن أن تجد لها سبيلاً وسط شعب متعلم ومثقف ومؤمن بالحرية والديمقراطية والحصول على حقوقه كاملة، ولم تفكر في أننا نعيش في زمن التطور المعرفي والتكنولوجي، لذا من الصعب أن تفرض مشروعها البائد على شباب اليوم الذين عقولهم تفوق كل هذه الخرافات التي تحاول ميليشيا الحوثي محاكاتها".
لم تكتفِ ميليشيا الانقلاب بملء معتقلاتها بالصحفيين والناشطين والمناهضين لمشروعها الكهنوتي، بل إنها تحاصر حتى البسطاء وتُقيد حرياتهم، فهي تخاف من الحقيقة وتراها بأنها عدوها الأول.