صالح الشهيد الحي يقتل قاتليه بخطاب وداعي ويثير الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي

السياسية - Saturday 16 June 2018 الساعة 09:43 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

برباطة جأش و إرادة صلبة لا تلين وشجاعة وشموخ قائد محنك ودهاء وكبرياء زعيم خالد وجه الزعيم علي عبدالله صالح خطابه التاريخي والاستثنائي الوداعي للشعب اليمني قبيل استشهاده بلحظات علی أيدي مليشيات الغدر والكهنونت الحوثي مطلع ديسمبر الماضي.

وخطف هذا الخطاب الاضواء مجددا عقب بثه مساء امس علی قناة "اليمن اليوم" واثار جدلا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي.

ليس لما حمله من مكاشفة دقيقة من زعيم صنع تاريخ اليمن الحديث لحقيقة وأهداف جماعة الكهنوت الحوثية ومساعيها لاعادة الحكم الامامي فحسب بل لما ابداه من حرص في خطابه الوداعي الأخير وهو يواجه لحظات الموت لحمل هموم شعبه ووطنه أكثر من عرض مآساته وقذائف الدبابات والمدفعية تنهال علی منزله وتكريسه لغالبية الخطاب لكشف حقيقة الحوثيين وتحذير جماهير الشعب اليمني من خطورة مشروعهم التآمري وفكرهم الضال والمنحرف وتجديد الدعوة للشعب اليمني للثورة ضد الحوثيين وحماية النظام الجمهوري ، فضلا عن كونه فند قبل استشهاده وبحدس السياسي المحنك كل المزاعم والأكاذيب المضللة التي حاولت عصابة الكهنوت الحوثية الترويج لها بعد اغتياله في مسعی منها لتشويه سمعته ومحو خلوده الابدي في وجدان اليمنيين .

وفي هذا الصدد يقول المحامي محمدالمسوري " قتلهم صالح قبل أن يقتلوه، شاهدنا جميعا ثبات الأبطال وإطلاق النار على منزله من كل جهات لم يهتز الزعيم صالح أو تهتز له شعره وبينه وبين الموت دقائق يسيرة" .
ويضيف " وجه بشموخ خطاب الوداع وفيه دعوة للإنتفاضة ضدهم لا للإستسلام.
لم يقل أنا في وجه السيئ الحوثي.

بل قال ثوروا ضدهم ، قتلهم وقضى عليهم".

بدوره قال الباحث والمفكر الاسلامي - مؤسس جماعة الشباب المؤمن محمد عزان
" ‏في خطابه وهو ميت.. كان أكثر تأثيراً وإثارة من خطاباتهم وهم أحياء".
وأردف قائلا " لم نعد ندري.. هل قَتلوا الرئيس علي عبد الله صالح؟ أم هو الذي بمقتله قتلهم؟! إلا الحماقة أعيت من يداويها".

القيادي السابق في جماعة الحوثيين علي البخيتي قال من جانبه " ‫أذهلتني شجاعة ⁧‫الزعيم صالح‬⁩؛ خطابه الأخير والقذائف تدك منزله؛ لم يضعف او يظهر استسلام؛ كان قوياً شجاعاً وكأنه مسجل في أقوى سنوات حكمه".

واستطرد البخيتي قائلا " هذا الرجل أسطورة جمهورية في مواجهة ⁧‫خرافة الولاية‬⁩ التي يسعى التافه القاتل عبدالملك الحوثي لترسيخها".
وخاطب البخيتي زعيم الحوثيين قائلا" لم تقتل صالح أيها الوغد بل صنعت له حياة جديدة".‬

واستطرد قائلا " ‫لك الفخر يا صالح؛ قُتِلت في منزلك وانت تدافع عن قناعاتك وتلتزم بما تعهدت للشعب؛ قلت لن تغادر وطنك وكنت وفياً لوعدك الشجاع؛ وسجلت موقف بطولي مسح كل خطاياك أثناء فترة حكمك والتي لا تقارن بمن أتوا بعدك؛ نم قرير العين يا زعيم فالكهنة الأوغاد ⁧‫الحوثيين‬⁩ لم يروا يوماً جميلاً بعد مقتلك".‬

في حين قال السفير عبدالوهاب طواف " خطاب الشهيد البطل الزعيم/علي عبدالله صالح يمثل خارطة طريق لأحرار اليمن وتصالح مع الشرعية ودول الخليج، وإدانة لإرهاب مليشيات الحوثي الإيرانية وإنحياز لخيار الشعب اليمني".

الصحفي والمحلل السياسي محمد عايش اعتبر من جانبه ان خطاب صالح الوداعي قبيل استشهاده أُثبتُ المُثبت من كذب الحوثيين ودجلهم وانعدام أي أخلاق لديهم.. موضحا ان الخطاب قد أكد ان الرجل قُتِل داخل بيته، وهي الحقيقة التي يصر الحوثيون على إنكارها، ويبذلون كل جهد لعكسها، بادعاء أنه قتل هارباً.. ومتجهاً إلى مناطق "التحالف" و "الشرعية"..

وقال " كما ظل صالح حتى آخر نَفَس له، وكما يظهر في الخطاب، يسمي العدوان "عدواناً"، رغم أنه يعرف أنه يلقي ذلك الخطاب باعتباره "وصيةً" لا باعتباره مجرد مزايدات..بينما أجهد الحوثيون أنفسهم كثيراً، في سبيل إثبات أنهم إنما قتلوا حليفهم بسبب التحاقه بـ"العدوان".. وظلوا يقدمون الأدلة الركيكة تلو الأدلة الركيكة التي تحاول إثبات هذا الإدعاء دون أن يقنعوا أحداً، باستثناء المغرر بهم الجاهزين لتصديقهم دائما حتى وهم يقولون لهم إنهم ممثلو الله في أرضه، وشعبه المختار، وسلالته النقية".

وخلص إلی القول " بغض النظر عن كل مبررات الحوثيين لمعركتهم مع صالح.. هناك حقيقة واحدة أكثر جلاء من عين الشمس هي أنهم كذابون أفاكون.. لا يخجلون من الكذب ولا يترددون عن اقتراف خطيئته" .

مراسل قناة الجزيرة سمير الصلاحي قال من جانبه " لاشيء لفت نظري في خطاب الراحل صالح سوى شجاعته العجيبة وهو يلقي خطابا بكل أريحية والمدافع تدك الجدار الذي يقف خلفه".

وعلق الناشط السياسي حسين الوادعي علی خطاب صالح بقوله "حتى وهو ميت يبدو أشد حضورا من النخبة السياسية الرديئة سلطة ومعارضة"، مضيفا "رحل الشخص وبقي النظام في شكل ملهاة سوداء ونخبة هي الأردأ والأقذر في التاريخ السياسي الحديث".

وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد - عضو جمعية علماء اليمن محمد شبيبة قال من جانبه " بدا صالح قوياً وهو يشاهد الموت وسجل على وقع القذائف خطاباً مرتجلاً من أهدأ خطاباته وأثبتها وهذا يدل على ثباته وشجاعته".

الإعلامية والناشطة السياسية منى صفوان وصفت من جانبها خطاب صالح الأخير بانه الأكثر وطنية ، ليس فقط من كل خطبه، بل من كل الخطابات والخطباء لكل الرؤساء والزعماء في اليمن ، مؤكدا انه مازال الأقوى والاصدق رغم انه قد سلم رسالته وقال : وداعا ".

وزادت بالقول "انه اكثر من خطاب وداع لرجل يعيش لحظاته الاخيره، وسط حصار منزله، والقصف الشديد من قبل الحوثيين لاقتحام مسكنه، قبل ان يتمكنوا منه ويقتلوه".

ومضت قائلة " فوسط هذه الاجواء ارتجل “علي عبد الله صالح” خطابه الاخير، بكل تماسك وشجاعة ، حيث سمع دوي القصف في خلفية الفيديو بينما كان الرجل يرتجل كلمته الاخيرة متماسكا بثبات اعصاب فولاذية" .. مشيرة إلی ان صالح أراد ان يوصل رسالته الاخيرة، في خطاب مزج بين براءة الذمة ورؤيته لحل أازمة اليمن بكل عقلانية ومسؤولية،.من خلال تمسكه بمبدأ الشراكة ، والديمقراطية والحوار بين اليمنيين، وتشديده علی اهمية وقف العدوان والحرب ، وبدء حوار شامل، ومن ثم تشكيل مجلس انتقالي ، والاشراف على انتخابات رئاسة الجمهورية والمجلس الاستشاري، ومن ثم انتخاب مجلس النواب، وتشكيل الحكومة.

فبما يقول الناشط يحيى الثلايا " في خطاب وداع الرئيس الراحل صالح كان تشخيص الداء واضحا، وضع النقاط على الحروف ومضى، حددها امامة عنصرية هاشمية".

وفي الاطار ذاته قال الناشط سامي الحسني " خطاب الزعيم على عبدالله صالح استمر 15دقيقة خلال الوقت كله كان يتحدث عن هموم الشعب ومعاناتة في 14 دقيقة ولم يتحدث عن معاناتة من اقتحام الحوثيين الا بكلمات بسيطة وكانه يقول انا فداء للشعب اليمني سوف اقدم روحي كقربان لحرية الشعب اليمني وثورتة العظيمة ضد الكاهن الملعون عبدالملك الحوثي".

وتناول العديد الكتاب والمحللين والسياسيين خطاب صالح بالرصد والتحليل لابعاده وذكروا الحوثيين بحجم الجريمة التي ارتبكوها بغباء بغدرهم بصالح مما شكل البداية الفعلية لنهاية مشروعهم الانقلابي.

وفي هذا يقول السفير الأسبق لليمن في لبنان فيصل بن امين ابوراس "صالح كان حاجة حوثية اكثر من حاجة صالح اليهم ، حين قتل فقدوا الغطاء الشعبي والبعد الوطني الذي وفر لهم الحد الادنى للحاضنة الشعبية، ومن غطاء شعبية لا باس به كان يتمتع بها صالح" .. . مبينا انه بعد ان تمكن انصارالله من مقاليد السلطة، تبين مع الوقت حجم عدم الانسجام وفجوة التباين في الرؤية لليمن، كل منهما له رؤيته.
وتابع " الخطأ انهم نظروا اليه بنصف عين ونظرة دونية لامس الاحتقار بينما اضعاف اضعافهم كانوا ينظرون اليه بعين ملؤها الحب و الأمل".

ومضی قائلا" اتفهم تحت سماء واحدة، حين يكيد الخصم العداء لخصمه، ولكن لا اتفهم قط عدم احترامه لمؤيدي وجماهير ذلك الخصم الواسعة والعريضة ومكانته ورمزيته، مهما كانت الخصومة !" .

واردف السفير ابو راس قائلا " هذه اثمان تدفع حينما الأطماع تسيطر والطموحات تتوسع ولا يعود للعقل حيز ولا للمنطق مكان. والوطنية والنزاهة والحرية والسيادة جميعها تصبح وجهة نظر".

وتطرق الی الورطة التي اصبح الحوثيون يعيشون فيها اليوم بعد اغيالهم لصالح بقوله " عاش صالح يوم مات، فقط ليعود ليخوض المواجهة ميتا مع خصومه الجدد بخصومه القدماء .. اين يكمن الحل؟ إن عاش صالح واجه، وان مات واجه!"

خطاب صالح الوداعي حقق اهدافه وحول سهام النقد مجددا للحوثيين علی جرائمهم البشعة بحق اليمنيين ومشروعهم الإمامي الكهنوتي وغدرهم المشهود بحلفائهم .

وفي ضوء تنامي تلك الانتقادات حاولت عدد من القيادات الحوثية تبرير جرائمها وتزييف الحقائق دون جدوی .

بينما ابدی عضو المجلس السياسي للحوثيين عبدالملك العجري امتعاضة من اصداء خطاب صالح الاخير وما آثاره من ردود افعال.

وقال " لا اريد الخوض في حادثة مقتل صالح -لاعتبارات كثيرة -لولا الاصرار على تحويلها لمناحة عظيمة " .. مبديا استغرابه ما يثار عن رواية مقتل صالح ومايطرح من تساؤولات عن مدى اخلاقيتها .

واضطر القيادي الحوثي إلی الاعتراف بكذب الرواية الحوثية عن مقتل صالح اثناء محاولته الفرار برده علی ما اثاره الناشطون بالقول " حسنا ،،قلتم ان صالح قتل في بيته وهذا احتمال وارد وشيء طبيعي " .. مضيفا " هي نتيجة طبيعية ،اعلن القتال ولم يحالفه الحظ فقتل سواء قتل في بيته او خارج بيته لا تفرق كثيرا ".

وطرح تساؤلات تعكس مدی الحيرة التي تعيشها القيادات الحوثية في ضوء اصداء الناشطين علی خطاب صالح بقوله " لم افهم ايش كان المطلوب بالضبط يقاتلنا صالح ونحن نبقى على الحياد مثلا والا فنحن متوحشين وعديمي اخلاق مثلما قال ضاحي خلفان؟".