اتصال يكشف شراكة الشر.. إيران وقطر تبحثان آفاق دعم الحوثيين لتجنب هزيمتهم عسكرياً في الحديدة

السياسية - Tuesday 19 June 2018 الساعة 09:45 am
عدن، نيوزيمن:

باشرت القيادتان الإيرانية القطرية بالتحرك علی أعلی المستويات لبحث آفاق تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في سبيل مساندة ميليشيات الانقلاب الحوثية في اليمن في ضوء اشتداد الخناق عليها في مختلف الجبهات والهزائم الثقيلة التي تلقتها مؤخرا وخصوصا في جبهة الساحل الغربي.

وما كان يبحث في السابق سرا خرجت بعض تفاصيله للعلن هذه المرة في خبر بثته وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن تلقى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الاثنين، اتصالاً هاتفياً من أمير قطر تميم آل ثاني.

ورغم أن وكالة الأنباء القطرية بثت خبرا عن الاتصال لكنها حصرت ما دار فيه بأن أمير قطر تبادل مع الرئيس الإيراني، التهاني بمناسبـة عيد الفطر، دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.

بينما وكالة مهر الايرانية وعدد من وسائل الاعلام الإيرانية الرسمية كشفت تفاصيل أخری تسهل لكل متابع الإدراك بان شراكة الشر الإيرانية القطرية ركزت مداولاتها خلال الاتصال علی تطورات الأوضاع في اليمن سيما العملية العسكرية المرتقبة لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي والتي تنفذها قوات المقاومة المشتركة بدعم من التحالف العربي وهي العملية التي يجمع الخبراء بانها ستشكل قطعا ليد ايران في اليمن واغلاقا لمنفذ تهريب الاسلحة والاموال الايرانية للانقلابيين في اليمن.

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام طهران فإن الرئيس الإيراني لم يخف معارضته صراحة للعملية العسكرية الجارية حاليا لتحرير مدينة الحديدة من قبضة الحوثيين الذين يعتبرون اداة طهران في اليمن تحت ذريعة أن هذه العملية التي وصفها ب"العدوان" ستتسبب بتشكيل كارثة إنسانية ، وإن استمرار هذه المصادمات من شأنه أن يضع الفقراء في اليمن بوضع قاسٍ وحرج.. محذرا في الإطار ذاته من أن العدوان العسكري علی الحديدة لن يحل أزمة اليمن.

وفي إشارة الی ضرورة تعزيز التعاون الايراني القطري لمساندة الحوثيين وتجنب هزيمتهم العسكرية قال الرييس روحاني موجها أمير قطر "إن واجبنا هو مساعدة هؤلاء المضطهدين" - في اشارة الی الانقلابيين الحوثيين.

وزاد بالقول، "يجب علينا أن نعزز الآليات السياسية، لخلق الاستقرار والأمن في هذا البلد والمنطقة"، في إشارة أيضا الی ضرورة مضاعفة التحرك السياسي الايراني القطري في الفترة القادمة لمساندة الحوثيين في المحافل الإقليمية والدولية خدمة لمخطط طهران في اليمن ومنطقة الخليج والذي تنفذ في اطاره تفجير وتمويل الفتن والصراعات والحروب تحت مزاعم حماية أمن واستقرار المنطقة من قوی الاستكبار العالمي.

وشدد الرئيس الإيراني في ذات الصدد علی الحاجة إلی إجراء مشاورات إقليمية بين البلدين وتعزيز أسس التعاون وتوثيق الجهود من أجل تحقيق المصالح المشتركة .

واعتبر روحاني ، ماوصفه ب"سياسات" المغامرة لبعض الدول في المنطقة غير صحيحة، لافتاً إلى أن استمرار هذه السياسات سيزيد بلا شك من المشاكل في المنطقة، بما في ذلك في اليمن وفلسطين وسوريا.

أمير قطر الذي لم يفصح لوسائل الاعلام في بلاده عن ما دار في الاتصال باستثناء تبادل التهاني بعيد الفطر وهي المناسبة التي يتبادل عادة الزعماء العرب والمسلمون التهاني بها عشية حلول العيد او في اليوم الاول للعيد وليس في اليوم الرابع منه.

في حين نقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن امير قطر تأكيده بانه يتابع شخصيا عملية تطوير العلاقات بين البلدين.

وقال: "تتطور العلاقات ((الطويلة الأمد)) بين إيران وقطر كل يوم، ونحن نتطلع إلى تطوير هذه العلاقات في جميع المجالات وتعزيزها".

وأردف: "نحن نعتقد أن حل الخلافات في المنطقة كلها غير ممكن سوى من خلال قنوات الحوار، ولا يمكن لأي دولة فرض وجهات نظرها على الدول الأخرى".

وكانت قوات المقاومة المشتركة وبدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بدأت الأربعاء الماضي، عملية عسكرية لتحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر من الانقلابيين الحوثيين بعد تعنتهم ورفضهم للمبادرة الأممية لتسليم المدينة والميناء للامم المتحدة وتجنيبها المواجهات المسلحة.

وتتواصل العمليات العسكرية بنجاح وسط تقهقر وهزائم متتالية تتلقاها ميليشيات الانقلاب فضلا عن خسائر فادحة والعدة والعتاد وهو ما قض مضاجع الدوحة وطهران.

وتمثل قطر الداعم الأول للإرهاب السني ممثلا بتنظيمي القاعدة وداعش وللتنظيم الدولي للاخوان المسلمين الذي تبنی عبر فروعه في عدد من الدول العربية تنفيذ مخططات اذكاء الفتن والحروب في تلك الدول بتمويل قطري منذ 2011 تحت شعار "ثورات الربيع العربي" ومنها اليمن وليبيا وسوريا ومصر وتونس.

بينما تمثل إيران الداعم الأول للتطرف والإرهاب الاثني عشري والصفوي وتمول في إطاره مخططات إذكاء الصراع علی أسس مذهبية من خلال أدواتها في كل من اليمن ممثلا بالحوثيين وحزب الله في لبنان والحشد الشيعي في العراق فضلا عن فصائل تكونت علی اسس
مذهبية في كل من سوريا والسعودية والبحرين والكويت وعدد من الدول العربية الاخری.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، اعلنت في 5 يونيو 2017، قطع
علاقاتها مع قطر بعد كشف مخططات الدوحة لدعم الإرهاب، في حين اعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن اخراج قطر من عضوية التحالف لتورطها في دعم ميليشيات الانقلاب الحوثية والخلايا الارهابية التابعة للقاعدة وداعش.

ومع اشتداد الخناق علی الحوثيين في اليمن تحولت قناة الجزيرة القطرية إلی بوق للحوثيين ونسخة مكررة من القناة الناطقة باسمهم وتكرس أغلب نشراتها وبرامجها السياسية لمساندتهم إعلاميا وأعادت فتح مكتبها في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وتستضيف قياداتهم في أغلب النشرات لإيصال صوتهم للعالم.