الامارات تجدد التزامها بالتعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز خطط الاغاثة الانسانية في اليمن

السياسية - Friday 22 June 2018 الساعة 06:51 pm
نيويورك، نيوزيمن :

جددت دولة الامارات التزامها بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتعزيز خطط الاغاثة الانسانية في اليمن.

جاء ذلك في كلمة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة خلال لقاء مع وسائل الاعلام في نيويورك بحضور مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي لشؤون التنمية الدولية سلطان الشامسي و المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي ومندوب اليمن لدى الأمم المتحدة احمد بن مبارك
.

وعبرت المندوبة الإماراتية عن التقدير للتقدم الكبير الذي أحرزته الأمم المتحدة والأطراف المانحة خلال الشهور الأخيرة علی صعيد مواجهة الاحتياجات الانسانية في اليمن مما شكل انعطافاً كبيراً مقارنة بما كان عليه الوضع قبل شهور قليلة سبقت ذلك.

وقالت " لكن ندرك أن الوضع في الحديدة يشكل مصدر قلق كبير ولذلك من الضرورة التوصل إلى تفاهم مشترك حول آليات توصيل المساعدات الإنسانية وخطط الطوارئ في اليمن والربط بين ما يجري في الحديدة والوضع الإنساني بشكل عام" .. مجددة التزام الإمارات العربية المتحدة والتحالف العربي بالقوانين الإنسانية الدولية ومبادئ الحياد والاستقلال.

واوضحت ان التحالف العربي وضع عملية إيصال المساعدات الإنسانية في قمة أولوياته منذ قيام الحوثيين بإشعال هذا الصراع ضد الحكومة اليمنية في عام 2015 . . مشيرة في هذا الصدد أن الإمارات ساهمت بنحو 4 مليارات دولار أمريكي في شكل مساعدات إنسانية منذ شهر ابريل 2015 وغطت العديد من القطاعات بدءاً من تقديم المساعدات الغذائية العاجلة إلى المياه والكهرباء والتعليم والخدمات الاجتماعية وغيرها من الجوانب الهامة .

واستطردت السفيرة نسيبة قائلة " نؤمن أن مساهمتنا بمبلغ 465 مليون دولار أمريكي في وقت سابق من هذا العام وعبر الأمم المتحدة لصالح "خطة الاستجابة الإنسانية لليمن" شكلت فصلا جديدا في المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن .. وهذ المبلغ متاح بشكل تام ومن غير أي شروط مما يسمح للأمم المتحدة بالعمل فوراً ووفقاً للتقييم الذي وضعته لتقديم المساعدات وفقاً لأولوياتها والوصول لأكثر المجموعات السكانية تأثراً بالوضع الإنساني وفي كل أنحاء اليمن ".

وتابعت قائلة " إنها عملية غير مسبوقة في احترام مبادئ الإنسانية ولخدمة كافة أبناء الشعب اليمني بغض النظر عن مواقعهم وانتماءاتهم". . مبينة انه بفضل هذه الأموال، أشارت الأمم المتحدة بالفعل إلى تحقيق تقدم ملموس على الوضع في الأرض حيث قدم ، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوشا" مارك أوكوك أمس نتائج "خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2018" خلال جلسات "مجلس الأمم المتحدة الاقتصادي" في الجزء المتعلق بالشؤون الإنسانية و نوه إلى أن عدد الأشخاص الذين تصل إليهم الأمم المتحدة قد ارتفع لأكثر من ثلاثة أضعاف من 3 ملايين في الشهر إلى 7 ملايين وتقلص الوقت المستغرق في علاج حالات الكوليرا من أسبوع واحد لأقل من 24 ساعة وتلقى 2.3 مليون شخص العلاج الطبي وتم توصيل خدمات المياه والكهرباء إلى 3.1 مليون شخص.

واكدت المندوبة الإماراتية التزام بلادها التام بالحفاظ على هذا التقدم بل وتسريع وتيرته

واردفت قائلة " اما ما يتعلق بعملية الحديدة من الناحية الإنسانية فمن المؤكد أن الميناء هو جزء من البنيات الأساسية الهامة في اليمن .. ومكن التنسيق بين التحالف العربي والأمم المتحدة نحو 30 سفينة من انزال حمولتها خلال الشهر الماضي، بمعدل سفينة واحدة في اليوم تقريباً، وهذه العملية مستمرة حتى الآن إضافة إلى أننا عبرنا بوضوح عن التزامنا بحماية الميناء وغيره من بنيات أساسية هامة .. ولكن لا تتوفر مثل هذه الضمانات من قبل المليشيات الحوثية إذا نواجه عدداً من الألغام والعبوات الناسفة ونعتقد أن الميناء نفسه قد تمت زراعته بالألغام".
ومضت قائلة " ووفقاً للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام وأقوال المدنيين في المدينة ومعلوماتنا الخاصة فإن الحوثيين يقومون بأعمال متعمدة لخلق كارثة إنسانية وزيادة الآثار الكارثية للصراع بشكل عام".

وقالت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة يقوم الحوثيون بإعاقة عمليات إنزال حمولات السفن في ميناء الحديدة ، وإجبار فرق الإغاثة على إزالة كاميرات المراقبة من المخازن وبالتالي تسهيل العمليات التي يقوم بها الحوثيون لسرقة وتحويل مسار الإمدادات الغذائية ، وتدمير شبكات الصرف الصحي والمياه عن طريق حفر وبناء مواقع ارتكاز عميقة للدبابات والمدافع وسط الأحياء السكنية حيث يؤدي قطع إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي لزيادة احتمالات وقوع كارثة جديدة لوباء الكوليرا ، الى جانب قيامهم بزرع الألغام والعبوات الناسفة بصورة عشوائية على الطرق والأحياء السكنية ، و زرع الألغام البحرية والعبوات الناسفة حول الميناء لتدمير البنيات الأساسية ، و نشر القناصة والأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية ، وانتحال صفة مقاتلي المقاومة وإساءة معاملة المدنيين بهدف إثارتهم ضد قوات التحالف العربي ، وهذه الممارسات تشكل مصدر قلق كبير".

وشددت علی ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الإنساني الدولي وحماية الممرات المستخدمة في توصيل المساعدات الإنسانية مع التركيز على التعهد بالاحتفاظ بالميناء مفتوحا للعمل ، محذرة ان الأمر سيكون كارثياً من الناحية الإنسانية إذا اعتقد الحوثيون أنهم سيحققون مكاسب في المفاوضات السياسية إذا أقدموا على تدمير الميناء ..

ومضت قائلة " على المجتمع الدولي عدم مكافأة الحوثيين إذا قرورا انتهاج سياسية الأرض المحروقة وتدمير المنطقة التي تقع تحت سيطرتهم، ويجب أن تجد أي أعمال عدوانية يقوم بها الحوثيون لتدمير البنيات الأساسية المستخدمة في توصيل المساعدات الإنسانية أقصى مستويات الشجب والإدانة".

و كشفت المندوبة الاماراتية ان التحالف العربي اعد خططا لمواجهة كافة الاحتمالات .

وقالت " هذه الخطط هي جزء من كل مكون من مكونات هذه العملية، ليس لدينا خطط عسكرية وإنسانية منفصلة، بل لدينا خطة واحدة متكاملة وتشتمل بشكل تام على جانبي العملية".

واوضحت في هذا الصدد عناصر أساسية في الجانب الإنساني من العملية تتمثل بتوفير المساعدات لسكان الحديدة ..حيث تتضمن مساهمة الإمارات 35,000 طن من المساعدات الغذائية الإضافية تم وضعها مسبقاً في اليمن وفي مواقع أخرى مجاورة وذلك لنقلها عن طريق البحر والجو والبر هناك عشرة سفن راسية حالياً أو في طريقها للحديدة .. فضلا عن تخصيص سفنا إضافية في المملكة العربية السعودية بجانب سبع طائرات إماراتية مجهزة لإلقاء المساعدات وجاهزة لعمل جسر جوي اضافة الی 100 شاحنة تعاقدت معها الإمارات لإيصال المواد الغذائية من خلال القوافل البرية من عدن .. مؤكدة ان أول قافلة برية قد وصلت قبل سابوع وقامت بتوزيع المساعدات جنوب الحديدة.

وافادت ان هذه الأرقام هي إضافة لعشرة آلاف طن من المواد الغذائية التي تقوم الأمم المتحدة بتخزينها سلفاً في الحديدة، والتي تشير التقديرات إلى أنها ستكفي 6.6 ملايين نسمة خلال شهر واحد.

واعلنت مندوبة الإمارات لدی الأمم المتحدة استعداد بلادها لإعادة إعمار ميناء الحديدة في حال قام الحوثيون بتدميره ... موضحة انه تم وضع الرافعات ومواد البناء والخبراء على أهبة الاستعداد لنقلهم والشروع في إعادة إعمار الميناء خلال فترة زمنية وجيزة.
ولفت ان هذه الجهود تهدف لزيادة السعة الاستيعابية للميناء واستئناف الملاحة لسفن المساعدات الدولية والسفن التجارية في أسرع وقت.

وقالت " وحالياً، هناك رافعتان كبيرتان بالميناء تعمل إحداهما بصورة جزئية".. مشيرة الی انه تم إرسال طواقم لإزالة الألغام لضمان إعادة فتح الممرات البحرية بصورة سلسلة.

وذكرت انه تم إعداد خطط لزيادة تدفق المساعدات في جميع أنحاء اليمن عبر قنوات بديلة إذا ما عمد الحوثيون على تعطيل أو تدمير ميناء الحديدة .. موضحة في الشان ذاته ان خطة الطوارئ البديلة تستهدف وصول المساعدات للسكان في مدينة الحديدة والمناطق الأخرى وتتضمن عمليات نقل وإلقاء جوي للمساعدات وزيادة تدفق المساعدات عبر الموانئ الأخرى واستخدام طرق جديدة سالكة.

وتابعت قائلة " نقوم بتأمين مخارج آمنة للمدنيين بعيداً عن مناطق الصراع حيث ننسق مع منظمة الهجرة الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ضمانا لجاهزية الخطة .. وقد قامت قواتنا بالفعل بإلقاء منشورات تنبه السكان إلى كيفية تفادي التعرض لأي ضرر إذا ما اقتربوا من المناطق التي بها صراعات".

واضافت " نركز على إنهاء الصراعات .. ونهدف لتعزيز الاستقرار في تلك المناطق بصورة سريعة وجعلها آمنة للمدنيين وآمنة لعمليات المنظمات الدولية للإغاثة الإنسانية .. ويشمل ذلك تحديد البنيات الأساسية للعمليات الإنسانية وكذلك قوافل المساعدات الإنسانية والعاملين في مجال الإغاثة .. ونعمل عن قرب مع لجنة الإخلاء والعمليات الإنسانية حول قائمة بالمناطق التي لا تشملها الهجمات والتي تقع في نطاق عملياتها .. كما أنه لدينا التزام مع الأمم المتحدة للتحقيق في أضرار مثل التي تم الإبلاغ عنها في أوائل هذا الأسبوع والتي طالت الزجاج الأمامي لسيارة لاند كروزر بدون ركاب تابعة لبرنامج الغذاء العالمي".

وزادت المندوبة الإماراتية بالقول" لا أريد التكهن بما سيؤول اليه مسار العمليات العسكرية ، ولكننا نأمل الوصول إلى نهاية سريعة بنجاح مساعي و وساطة المبعوث الأممي مارتن غريفث ، ومع ذلك علينا نخطط بجدية للخيارات الأخرى المتوقعة ، لأننا نواجه جماعة مسلحة مدعومة من ايران ولديها الاستعداد لاتباع سياسة الأرض المحروقة مهما كانت التكلفة .. وللأسف رغم أنها لا تشكل إلا 3 % فقط من تركيبة سكان اليمن إلا أنها أخذت 27 مليون يمني رهينة تحت تهديد السلاح"..

وشددت على جدية والتزام التحالف العربي على الوفاء بالتزاماته الانسانية ومراعاته للقانونين الانساني والدولي .. داعية المجتمع الدولي إلى الزام مليشيا الحوثي بنفس هذه المعايير، لان شعب اليمن يستحق الاحترام والمساندة من كل الأطراف في ظل مسعى الحكومة الشرعية في تحرير البلاد من الانقلاب الحوثي البغيض وتخليص الشعب من المعاناة على يد الحوثيين .

وتابعت " ويحرص التحالف العربي على حماية أكثر فئات الشعب اليمني ضعفا في ظل رؤية شاملة لرفاهية وأمن كل الشعب اليمني في المستقبل .. وبينما تتجه أنظار العالم الآن نحو الحديدة ، ما زلنا نعتقد أن نهاية هذا الصراع لا بد أن تأتي عبر عملية سياسية مصدرها الشعب اليمني ويقودها اليمنيون أنفسهم تحت رعاية الأمم المتحدة".

وخلصت السفيرة الإماراتية الی القول "من منظورنا إن ذلك الاتفاق السياسي يشكل نواة ونقطة انطلاق لرؤيتنا لاستعادة اليمن لعافيته بالكامل ، والتي تتطلب الاستقرار والتنمية والاستثمار ، وعندها سيبدأ اليمن مرحلة جني ثمار التعافي من هذا الصراع المدمر والقضاء على التطرف وتحقيق السلام الدائم".