ترامب: العقوبات علی إيران هي الأشد وكل من يتعامل تجارياً معها لن يتعامل مع أمريكا

السياسية - Tuesday 07 August 2018 الساعة 08:24 pm
واشنطن، نيوزيمن، متابعات:

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إن العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران ”هي الأشد على الإطلاق وستصل في نوفمبر إلى مستوى أعلى".

وحذر ترامب، في تغريدتين على حسابه في "تويتر"، العالم من التعامل تجاريا مع إيران بقوله "كل من يجري معاملات مع إيران لن يجري معاملات مع الولايات المتحدة".. مضيفا "أطلب السلام العالمي، لا أقل من ذلك!“ وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت العقوبات التي فرضتها واشنطن دخلت حيز التنفيذ، اليوم الثلاثاء، وسط مزيج من مشاعر الغضب والقلق في إيران.

وسارعت حليفة إيران الأبرز موسكو إلى إدانة التحرك الأميركي وأعربت عن "خيبة أملها الشديدة"، مؤكدة انها "ستقوم بكل ما يلزم" لحماية الاتفاق النووي وعلاقاتها الاقتصادية مع ايران.

ووعد ترامب منذ كان مرشحا للرئاسة بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى العالم في 2015 وهو ما قام به بالفعل في 8 أيار/مايو الماضي.

وأثار الانسحاب الأميركي من طرف واحد استياء الأطراف الموقعة الأخرى، لا سيما الأوروبيين الذين أبدوا تصميمهم على الحفاظ على النص. لكن العديد من الشركات الغربية ترى ارتباطاتها التجارية مع إيران مهددة بفعل العقوبات.

وفي غضون ساعات من بدء تطبيق العقوبات، أعلنت مجموعة "دايملر" الألمانية لصناعة السيارات توقيف أنشطتها التجارية في إيران رغم إعلان الاتحاد الأوروبي عن "تصميمه على حماية الجهات الاقتصادية الأوروبية الناشطة في أعمال مشروعة مع إيران".

وتشمل الرزمة الأولى من العقوبات الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء الساعة 04,01 توقيت لندن، تجميد التعاملات المالية وواردات المواد الأولية، كما تستهدف قطاعي السيارات والطيران التجاري.

ومن المرجح أن تكون وطأة العقوبات قاسية على الاقتصاد الإيراني الذي يواجه بالأساس صعوبات أثارت في الأيام الأخيرة موجة احتجاجات شعبية واسعة ضد ارتفاع معدلي البطالة والتضخم الشديد، فضلا عن تدهور الريال الإيراني فخسر حوالى ثلثي قيمته خلال ستة أشهر.

وقال عامل بناء في طهران يدعى علي بافي لوكالة فرانس برس "أشعر أن حياتي تتدمر. الوضع الاقتصادي في الوقت الحالي يعني الموت للطبقة العاملة. العقوبات تؤثر من الآن سلبا على حياة الناس. لا يمكننا تحمل تكاليف شراء الطعام ودفع الإيجارات".

- "تجرع كأس السم"

وبما أن معظم الإيرانيين تأقلموا مع الموقف الأميركي المعادي لنظامهم الحاكم والذي تعايشوا معه على مدى أربعة عقود، فإنهم يصبون غضبهم هذه المرة على قادتهم باعتبارهم فشلوا في إيجاد حل.

وقالت ياسامان، وهي مصورة تبلغ من العمر 31 عاما، في طهران صباح الثلاثاء "ترتفع الأسعار منذ ثلاثة أو أربعة أشهر وكل حاجياتنا باتت باهظة الثمن، كل ذلك حتى قبل عودة العقوبات".. مؤكدة ان قادة إيران "سيضطرون إلى تجرع كأس السم في نهاية المطاف" والتفاوض مجددا مع الولايات المتحدة.

وبعدما راهن بكل ما لديه على الاتفاق النووي، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني واشنطن بـ"شن حرب نفسية على الأمة الإيرانية وإثارة انقسامات في صفوف الشعب".

واستبعد التفاوض مع الأميركيين في ظل العقوبات، وقال في مقابلة تلفزيونية مساء الاثنين إن اجراء "مفاوضات مع (فرض) عقوبات هو أمر غير منطقي. انهم يفرضون عقوبات على أطفال إيران ومرضاها وعلى الأمة".

وجاءت تصريحات روحاني ردا على توجيه ترامب قبل ساعات تحذيرا جديدا لإيران، مبديا في الوقت نفسه "انفتاحه" على "اتفاق أكثر شمولا يتعاطى مع مجمل أنشطة (النظام الإيراني) الضارة، بما فيها برنامجه البالستي ودعمه للإرهاب".

وقال في بيان "على النظام الإيراني الاختيار. فإما أن يغير سلوكه المزعزع للاستقرار في المنطقة ويندمج مجددا في الاقتصاد العالمي، وإما أن يمضي قدما في مسار من العزلة الاقتصادية".