أقماع الحناء والحساسية الجلدية

متفرقات - Tuesday 14 August 2018 الساعة 05:38 pm
جلال محمد ، نيوزيمن، تقرير خاص:

تشكل أيام العيد ومواسم الأعراس، مناسبة لإبداء حجم الزينة والتباهي النسوي المتبع، ويعتبر النقش أحد انواع الزينة التقليدية التي لابد من التزين بها، إلا أنه و في الآونة الأخيرة ظهرت شكاوى عدة حول تعرض عدد من الفتيات خصوصاً الصغيرات لحساسية وحروق جلدية، بعد استخدامهن لأحد منتجات الحناء المتوفرة في أسواقنا المحلية في ظل انعدام الرقابة وازدياد الأصناف المغشوشة المهربة والمنتهية في ظل سلطة الحوثيين، لتستمر معاناة المواطن اليمني بين غلاء المعيشة وانعدام الرواتب والبضاعة الفاسدة والجماعة الملتهية بالنهب.

مراسل "نيوزيمن" التقى في أحد المراكز الطبية الحكومية بعدد من الحالات التي تعاني من الحساسية المفرطة جراء المواد المستخدمة في النقش، الطفلة هنادي العمودي (12عاماً)، كانت إحدى ضحايا الحناء، حيث انتشرت على يدها حروق وحساسية، تسببت بها نقوش الحناء التي رسمت للطفلة في أحد أسواق العاصمة صنعاء، وفقاً لتأكيداتها.

تقول هنادي: كان لدينا حفل زفاف، فتوجهت لأحد الأسواق مع أمي لشراء ملابس وأغراض للعرس، وهناك وجدنا "منقشه" في السوق، تنقشت عندها بمبلغ زهيد "1500" بالحناء كما هي العادة في الاعراس، وبعد ساعات بدأت الحساسية والالتهابات الحارقة، فانتظرت حتى تذهب وحدها ولكنها أخذت بالازدياد، فقررت التوجه للطبيب لمعالجتها.

الأعراض ذاتها تكررت لدى أخريات، أحلام الصلوي (38 عاماً)، تقول: كان لدينا "خطوبة" فقررت أنا وبعض نساء العائلة أن "نتنقش" بالحناء لتظهر بعد ساعات أعراض الحروق والحساسية، وأصبح الحناء مثل الغراء البلاستيكي، عندما نحاول إزالته "تقترش" النقشة مثل الخيط المطاطي،
ولم ينتظر الأمر كثيراً، فانتشرت الالتهابات والحساسية بعد حوالي 18 ساعة مكانها.

الدكتور "وليد الحاج" أخصائي أمراض جلدية تحدث ل"نيوزيمن"، وأكد لنا أن الحناء المستخدم في الرسم على الجلد ملوث وتدخل في تريكبته من أجل سرعة ظهور لونه مواد كيمياوية مضرة، إضافة لعملية تجهيزه التي تتعرض للتلوث بالعفن والبكتيريا، والنقش به يعني زراعة هذا العفن داخل الجسم لأسابيع، وهذا يسبب في نوعين من الالتهابات: الأول التهاب بكتيري وينتج عنه حساسية وفقاعات ماء وارتفاع في درجة الحرارة، وهذا النوع مطابق تماماً للحالات التي قام هو نفسه بمعالجتها.

أما النوع الثاني من الالتهابات التي تسببها الحناء الملوثة بالعفن، وفقاً لصافي فتدعى التهابات الفطر العميق.

أحد تجار "اقماع النقش" أفاد نيوزيمن بأن هناك نوعين متواجدين في السوق، الحناء الطبيعية: وهي منتج يصنع من أوراق نبات الحناء، المنتشر بشكل كبير في الهند واليمن.

الحناء المصنعة: وهي تصنع من مواد كيماوية ولها عدة ألوان اخطرها الأسود، وهذا النوع تحديدا منتشر خلال السنوات الأخيرة بكثرة في السوق اليمني، رغم أن عددا من دول العالم منعته من أسواقها، بعد أن تسبب بوفاة مواطنين، نتيجة المضاعفات التي حصلت معهم إزاء النقش بالحناء السوداء على جلدهم، لكن في ظل ما تعانيه بلادنا ورخص هذا المنتج اندفعت المنقشات وصالونات التجميل لشرائه.

ورغم أن المرأة تريد أن تكون بأبهى حلتها في المناسبات العائلية أو الاجتماعية والعيدية، معتبرة الحناء كعادة وتقليد مجتمعي عنوانا للزينة دون أن تكتشف أن هناك نوعا يعد السبب الرئيس لإصابة الكثير منهن بالحساسية والحروق، فهناك أنواع من الحناء مخالفة للشروط الصحية منتشرة في الأسواق، الأمر الذي يدعو إلى زيادة الرقابة على أسواقنا المفتوحة، والتي تحوي على مخاطر لا تعد ولا تحصى.