رموز الثورة اليمنية في مرمى أحقاد المليشيا.. العلفي أنموذجاً

متفرقات - Friday 24 August 2018 الساعة 03:57 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

ليست القصة مجرّد استبدال لوحة ضوئية تعريفية معلّقة على صدر مبنى خدمى بأخرى ربّما أكبر منها حجماً وأشدّ بريقاً، لأنّه لو كان الأمر كذلك، لكان رفع مستوى الرعاية الصحية والخدمات التي يقدمها مستشفى العلفي بالحديدة لمرتاديه أهم بكثير من استبدال اسم المستشفى بآخر!

طمس منظّم لهوية وطنية

ولأنّه لو كانت القصّة كذلك، لما بقيت مدرسة العلفي وسط صنعاء عرضة للإهمال منذ 3 سنوات ماضية، ودون لوحة تعريفية لا ضوئية ولا خشبية ولا قماشية، حتى بادرت شركات خاصة لإعادة اسم العلفى إلى واجهة المدرسة، على نفقتها مقابل تضمين اللوحات إعلانات تجارية بمنتجات تلك الشركات..!
إنه، اذاً، استهداف متواصل وطمس منظم لهوية وطنية جمهورية.. وهو بلا شك توارث أحقاد، وتصفية حسابات انتقامية تحاول النيل من رموز الثورة اليمنية (26 سبتمبرـ 14 أكتوبر- 30 نوفمبر).

إهمال مدرسة العلفي في صنعاء

ولاحظ سكان مجاورون لمدرسة الشهيد العلفي، محاولات متكررة لمليشيا الجوثي، تستهدف طمس معالم ومكونات مدرسة العلفى بصنعاء، وتحويلها إلى مركز جهادي للجماعة، وبدأت مليشيات الحوثي تغيير معالم المدرسة بطلاء بوابتها باللون الأخضر، كصبغة طائفية وشعار لحدود انتشارها وسيطرتها على مؤسسات الدولة ومنشآتها الخدمية التعليمية، وألصقت صور قيادات الجماعة على واجهة المدرسة، في حين يتعرض أحد أسوارها الخارجية للتشقق جراء الإهمال.

وتغيير اسم مستشفى العلفي بالحديدة

وفي تعليقه على تغيير المليشيا لمسميات المشاريع الخدمية والمنجزات التنموية القائمة في البلد، يسخر النائب في البرلمان، أحمد سيف حاشد، من تلك الممارسات قائلاً: "لا يعمرون.. وإنما يبدلون الأسماء فقط"، معتبراً في تغريدة له رصدها (نيوزيمن)، تغيير اسم مستشفى الشهيد العلفي باسم مجمع الساحل الغربي الطبي التعليمي يشي بتوجه الجماعة ومشروعها القادم، فضلاً عن محاولة طمس ثورة 26 سبتمبر من الذاكرة اليمنية. وأضاف النائب حاشد "يغيرون أسماء المرافق رغم أنهم سيسلمون مدنها.. إنه الغباء أيضا..".

سرقة المتحف الحربي

ويرصد الناشط على شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر)، يزن الخالدي، صور طمس منظم لهوية الجمهوية ورموز ثورة 26 سبتمبر 1962م، تقوم بها مليشيا الحوثي، منها تغيير اسم مستشفى الشهيد العلفي في الحديدة، ودفن صالح الصماد في ضريح الجندي المجهول في السبعين، وسرقة المتحف الوطني والحربي في صنعاء، داعياً إلى إعادة إحياء الثورة والحفاظ على الجمهورية.

تغيير للمناهج وتزييف للتاريخ

وفي ذات السياق، يرى رمزي العيسى، أنه ليس غريباً على الحوثيين تغيير اسم مستشفى العلفي، إلى مجمع الساحل الغربي "فقد غيروا المناهج والأفكار، وزوروا التاريخ ودمروا الأخلاق والقيم". وأضاف "وإن استمروا 3 سنوات أخرى سيغيرون الهوية والمجتمع ولن يعود اليمن أصل العرب، حقدهم على اليمن ورموزه لا يوصف"، وكشفت مصادر مطلعة اعتزام مليشيا الحوثي تغيير اسم مستشفى 48 إلى مسمى آخر ذي طابع طائفي محصور بالجماعة.

علي عبدالمغني والزبيري..!

وعند دخول مليشيا الحوثي صنعاء، كشفت مصادر محلية لـ(نيوزيمن) قيامهم بتغيير جامع ذي النورين (ثالث الخلفاء الراشدين) الواقع في حي سبأ إلى جامع العنسي.

وفي تعليقه على تغيير اسم مستشفى العلفي بالحديدة، يتوقع النائب عبدالرحمن معزب، أنهم -في حال استمرارهم- سيقومون بتغيير "كل من اسمه أبو بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عائشه"، مضيفا على حائطه بموقع فيس بوك: "وعادهم با يغيروا اسم شارع علي عبد المغني، وشارع الزبيري وأي أثر يتصل بالخلفاء الراشدين أو بثورة ال 26 من سبتمبر والربع عشر من أكتوبر".

العلفي.. تاريخ لا يقبل الطمس

ويرى متابعون أن العقدة النفسية لمن وصفوها بالسلالة الحوثية تركت "العدوان" والقصف والجوع والأزمات التي طحنت المواطن في الحديدة، وركزت على تغيير اسم مستشفى العلفي هناك، معتبرين مثل هذه الممارسات في حالة الحرب "غباء جماعي يرزق به الجهلة"، مؤكدين أن الشهيد العلفى (عصيٌ على الطمس) وسيبقى خالداً في الذاكرة الشعبية اسماً وتاريخاً ونضالاً ومدرسة في التضحية والفداء والبطولة.

وأطلق اسم الشهيد العلفي على مستشفى العلفي بالحديدة ومدرسة العلفي بصنعاء تخليداً للشهيد محمد عبدالله العلفي (مارس 1931- 1961م) كواحد من أبرز رجال الحركة الوطنية في اليمن، وفدائي جمهوري يعد أحد الثلاثة المشتركين في محاولة اغتيال الإمام أحمد حميد الدين، أثناء زيارته لمستشفى الحديدة، مع زميليه محسن الهندوانة وعبد الله محمد اللقية، 27 مارس 1960م.