الطاقة الشمسية.. بديل اليمنيين لتبديد ظلام الأئمة الجدد (1-2)

متفرقات - Saturday 25 August 2018 الساعة 12:41 pm
عبدالله أنعم، نيوزيمن، تقرير:

مع إشعال الحوثيين الحرب واجتياح المدن والمحافظات، دخلت البلاد في أزمة خانقة، وانهارت معظم الخدمات، حيث توقفت محطات توليد الكهرباء الحكومية وغرقت العاصمة اليمنية والعديد من مدن البلاد في ظلام دامس.

ودفع انهيار الكهرباء في اليمن وغياب الخدمة، بسبب الانقلاب الحوثي، الناس للبحث عن بديل آخر، فوجدوا ذلك في الطاقة الشمسية.

وراجت تجارة منظومات الطاقة الشمسية المنزلية في الأسواق، وانتشرت ألواح الخلايا الشمسية فوق أسطح البيوت في كل مدينة وقرية تقريباً.

وحصلت الكثير من المدن والقرى النائية على الكهرباء من خلال "الطاقة الشمسية" التي باتت أغلب الأسر اليمنية، وبالذات في مناطق شمال ووسط وغرب البلاد، تعتمد عليها في تجربة فرضتها الظروف القاهرة التي أوجدتها المليشيات الحوثية.

ووصلت استخدامات الطاقة الشمسية إلى المجال الزراعي ومجال مياه الشرب بسبب جرعات الحوثيين على المشتقات النفطية وارتفاع أسعار الوقود (الديزل) وصعوبات توفيره.

وفيما عادت الكهرباء الحكومية بشكل كلي أو جزئي إلى بعض المناطق المحررة جنوب ووسط وشرق البلاد، إلا أن بقية المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية بما في ذلك العاصمة صنعاء، تعتمد بشكل شبه كلي على الطاقة الشمسية والمولدات التجارية لتغطية الاحتياجات الأساسية للبيوت.

ودفع انقطاع الكهرباء المواطنين لاستخدام الطاقة الشمسية التي بلغ مستوى الاستفادة منها نحو 300 ميغاوات بشكل فردي ومباشر، حسب دراسات اقتصادية.

51 % من اليمنيين يستخدمون الطاقة البديلة

ويلحظ في تجربة اليمنيين باستخدام الطاقة الشمسية، الاستخدام العشوائي وغير المدروس لحاجة الأسرة من الطاقة، فهي مقتصرة على الإنارة في معظمها إلى جانب تشغيل الأجهزة الإلكترونية كالتلفزيون والكمبيوتر والغسالات والقليل منها يستخدم في تسخين وتدفئة المياه.

ويعتمد 51% من اليمنيين على الطاقة المتجددة منهم نحو 34% ممن يستخدمون الطاقة الشمسية في الإضاءة وتشغيل الأجهزة المنزلية والكهربائية فيما يستخدمها 17% للإضاءة فقط، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة "برسنت" لبحوث الرأي العام.

وتصل تكاليف منظومة الطاقة الشمسية المنزلية التي توفر الحد الأدنى لحاجة الأسر الفقيرة أو محدودة الدخل لما يقرب من 170 ألف ريال يمني، حوالى 300 دولار أمريكي (الدولار 550 ريالا) وتشمل قيمة (لوح بطارية منظم وأسلاك) أما بالنسبة للأسر التي تحتاج لمزيد من الطاقة ولديها القدرة المادية وكذلك بالنسبة للمؤسسات فإن تكاليف المنظومة القادرة على تشغيل أغلب الأجهزة قد تزيد عن ألفي دولار.

صعوبات مستخدمي الطاقة الشمسية

ومع غروب الشمس قد لا يمكن لكثير من مستخدمي ألواح الطاقة الشمسية تشغيل التلفاز سوى ساعات قليلة والسبب تدهور كفاءة البطارية التي تخزن الطاقة الكهربائية، وهي مشكلة تواجه معظم مستخدمي الطاقة الشمسية، حيث تبدأ كفاءة البطارية بالتدهور تدريجياً بعد أشهر قليلة.

ويواجه مستخدمو الطاقة الشمسية الكثير من الصعوبات منها التكلفة المرتفعة للمنظومة في ظل وضع معيشي صعب يعيشه اليمنيون وصل حد احتياج 80% من السكان للغذاء.
كما أن غالبية المستخدمين لا تمتلك وعياً كافياً بهذه الأنظمة من حيث الصيانة الدورية لبعض المكونات وعدم المعرفة بشروط ومعايير الاستخدام الأمثل للنظام، وقبل ذلك الجهل بمعرفة الأنظمة ذات الجودة الأفضل في ظل انتشار هذه الأنظمة في السوق من مختلف الماركات.

وتحتم محدودية الإمكانيات المالية لدى الكثير من الأسر شراء منتجات طاقة بمعايير جودة منخفضة مما يسبب إخفاقاً مبكراً لبعض أجزاء منظومة الطاقة، وبالتالي إخفاق النظام كاملاً في فترة لا تتجاوز سنة واحدة.

بصيص ضوء

في ظل الصورة المظلمة التي انتجتها مليشيات الظلام الحوثية لقطاع الكهرباء في اليمن، توجه اليمنيون فجأة نحو الطاقة الشمسية والبديلة، وهو قطاع شهد نمواً سريعاً، حيث تشير تقارير اقتصادية إلى أن حجم الإنفاق على هذه السوق بلغ أكثر من 400 مليون دولار أمريكي، وهو إنفاق كبير جداً في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد.

ووفقاً لتقديرات اقتصادية، فإن حجم سوق الطاقة الشمسية في اليمن سيصل إلى 3 مليارات دولار خلال السنوات الأربع المقبلة مع أن هذه السوق ما زالت تتطلب كثيراً من التنظيم والاهتمام بها.

ويشير تقرير المؤشرات الاقتصادية لليمن الصادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، أن معظم الأسر اليمنية أصبحت تعتمد على الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء، وتنفق ما يقارب ألف دولار للحصول على طاقة بقدرة 100 امبير، كما يبلغ متوسط تكلفة الحصول على الطاقة الكهربائية باستخدام المولدات التجارية لمدة 8 ساعات يوميا 150 دولارا شهريا.