أبو العباس.. رفض الانفتاح على القوى وصادم وجاهات الريف واستسلم لخطط الإخوان
السياسية - Sunday 26 August 2018 الساعة 11:58 pm
استكثر حزب الإصلاح على أتباع أبي العباس مغادرة تعز.. واعتبر الحزب، في نقاشات ناشطيه وقياداته، تعميم عادل فارع إلى أنصاره بالتجهز للرحيل من تعز خارجاً عن صلاحياته كمنتمٍ للمنطقة الرابعة ومحور تعز واللواء 35، أي أن كتائب أبي العباس فصيل ضمن الجيش الوطني ويتبع وزارة الدفاع.
وقبل ذلك بأيام كان الإصلاح وقادته العسكريون بمن فيهم وهيب الهوري أحد قادة اللواء 22 وقائد الحملة على الكتائب، وكذلك قائد المحور كان خطابهم أن قوات أبو العباس عناصر خارجة عن القانون يجب تصفيتها وطردها من تعز بشكل نهائي.
وأخيراً.. اهتدى الإصلاح إلى أن كتائب أبي العباس ليست سلفية، وأن الحديث عن تهجير السلفيين في تعز مبالغة كبيرة، ووصل الأمر إلى كتابة القيادي الإصلاحي البارز توفيق عبد الملك، أشبه ببيان ينكر سلفية الكتائب ويتهكم على قادتها وزعيمها عادل فارع الذي اعتبره سواق دراجة نارية ترقى إلى مكانة لايستحقها.
يريد الإصلاح من أبي العباس وأتباعه أن يسلموا سلاحهم للمحور وينقادوا لأوامر الحزب وإطاعته، وإلا فهم خارجون عن الصف والسلفية والجيش والشرعية، وحين أعلن أبو العباس عن الاستعداد لمغادرة تعز لم يقبل الإصلاح هذا الأمر، واعتبره مؤامرة كبيرة على تعز، في تخبط واضح وعدم القدرة على التعاطي بمسؤولية مع تعميم أبي العباس.
وسط هذه الدوامة التي تعيشها تعز والإصلاح والكتائب السلفية، يحضر سؤال كبير: لماذا فشل أبو العباس في أن يكون قوياً رغم الدعم المتاح له والسلاح الذي يملكه ويستطيع أن يحصل عليه من الطرف الداعم له داخل التحالف والمتمثل في دولة الإمارات؟
أولاً، فشل أبو العباس في بناء تحالفات مع قوى سياسية واجتماعية تشاركه ذات الموقف من الإصلاح، ولم يوظف الإمكانات التي تتوفر لديه لبناء قوة عسكرية متينة، كما هو حال ألوية العمالقة، مثلا، أو ألوية السلفيين في صعدة والتي لها حضور عسكري قوي على الأرض.
قد تكون شخصية أبي العباس البسيطة وعدم امتلاكه للخبث السياسي ونشأته في المدينة وحداثة التجربة بالنسبة له من أسباب تكلس أبي العباس وجماعته وانكفائهم على ما تحت أيديهم من مناطق ومواقع محررة في الجبهة الشرقية، غير أن هناك أسبابا أخرى، بل وأخطاء منعت السلفيين في تعز من أن يشكلوا رقما مهما على الأرض.
كان الإصلاح أكثر خبثا في تعامله مع أبي العباس منذ البداية، حيث عمل على إحداث انشقاق داخل الكتائب بقيادة السلفي أبو الصدوق أحد مساعدي أبي العباس، وأيضا نجح الإصلاح في اختراق بنية الكتائب وزرع عناصر وقيادات عملت من الداخل على ضرب علاقات أبي العباس بالحواضن الاجتماعية في المناطق التي تقاتل فيها الكتائب.
وكان أول نجاح للإصلاح هو الإيقاع بين كتائب أبي العباس والمجاميع الأهلية التي تشكلت في مناطق المواجهات، وذلك من خلال عناصر وقيادات داخل الكتائب نجحت في حوثنة هذه المجاميع التي تقاتل الحوثيين من قبل وصول الكتائب وبدعم أهلي ومجتمعي وتصويرها على أنها عناصر وخلايا متحوثة.
ثانياً، اصطدم أبو العباس أو قياداته بالشخصيات الاجتماعية المؤتمرية المؤثرة في ريف تعز والمدينة، وتم التعامل مع هذه الرموز على أنها قيادات حوثية، حيث تعرضت هذه الشخصيات للتنكيل، وبعضها مازال هاربا حتى اليوم خصوصا في جغرافيا جبهة الكدحة التي استنزفت أبو العباس كثيرا.
وحتى القوى اليسارية التي يقودها التنظيم الناصري أو قيادات ناصرية شكلت فصائل مقاتلة، وكانت بعض هذه الفصائل تقاتل مع كتائب أبي العباس في الكدحة، لكن حصل الصدام بين هذه الفصائل وقوات أبي العباس، وانسحبت من المعركة، وكان منها على سبيل المثال مجاميع القائد فؤاد الشدادي ومجاميع عبد الله قحطان، حيث عاد الشدادي إلى مناطق صبر لمواجهة الحوثيين وذهب قحطان مع اللواء 17 التابع للإصلاح في مناطق الاشرح وحمير.
وفي المدينة اكتفى أبو العباس بالعناصر المنتمية إلى مناطق المدينة القديمة والنسيرية والمنطقة الشرقية، وكذلك انسلخ عنه كثير من القيادات والعناصر السلفية التي فضلت العودة إلى المساجد بعد أن رأت أن هناك من يتقلد مناصب هامة في الكتائب ليسوا مؤهلين لإدارتها.
وكانت أخطر اختراقات الإصلاح هي عملية زرع عناصر محسوبة على القاعدة داخل كتائب أبي العباس، ودفعها إلى تنفيذ عمليات قتل واختطاف لربط الكتائب بالجماعات الإرهابية ونجح الإصلاح في هذا الجانب كثيرا، حيث استيقظ أبو العباس مؤخرا بعد أن استثمر الإصلاح الاختراق.
وفيما لم يقم أي علاقات بينه وبين القوى السالف ذكرها، نجد أن من يطلقون عليه اسم زعيم داعش في تعز "أبو الوليد" هو ابن القيادي الإصلاحي علي الوافي، ومدرج ضمن قوائم المطلوبين لمكافحة الإرهاب، وهو موجود في مناطق أبي العباس وبحماية من نائبه عادل العزي.
كان أمام أبي العباس خيارات كثيرة للتنسيق مع قيادات المؤتمر والناصريين والقوى المحلية التي لاتقبل هيمنة الإصلاح، وهي قوى كثيرة وفاعلة كذلك لم يرتبط بالمجتمعات المحلية من خلال تجنيد واستقطاب المقاتلين من الريف، حيث يعد مخزنا بشريا هاما وخيارا ناجحا ميدانيا كذلك.
وأحاط زعيم كتائب السلفيين في تعز نفسه بقيادات لاتملك أدنى مؤهلات القيادة، ووصل به الحال إلى أنه لم يتمكن من تشكيل فريق إعلامي يسانده رغم تطوع الناصريين والمؤتمريين في الوقوف إلى جانبه، بينما هو اكتفى بعناصر لإدارة نشاطه الإعلامي، وهذه العناصر جميعها تمت تنشأتها داخل الإصلاح، وكل نشاطها ثلاثة أو أربعة منشورات على الفيس بوك، رغم امتلاكه الإمكانات المادية لبناء مؤسسات إعلامية وليس فريقاً فقط.
استكثر حزب الإصلاح على أتباع أبي العباس مغادرة تعز.. واعتبر الحزب، في نقاشات ناشطيه وقياداته، تعميم عادل فارع إلى أنصاره بالتجهز للرحيل من تعز خارجاً عن صلاحياته كمنتمٍ للمنطقة الرابعة ومحور تعز واللواء 35، أي أن كتائب أبي العباس فصيل ضمن الجيش الوطني ويتبع وزارة الدفاع.
وقبل ذلك بأيام كان الإصلاح وقادته العسكريون بمن فيهم وهيب الهوري أحد قادة اللواء 22 وقائد الحملة على الكتائب، وكذلك قائد المحور كان خطابهم أن قوات أبو العباس عناصر خارجة عن القانون يجب تصفيتها وطردها من تعز بشكل نهائي.
وأخيراً.. اهتدى الإصلاح إلى أن كتائب أبي العباس ليست سلفية، وأن الحديث عن تهجير السلفيين في تعز مبالغة كبيرة، ووصل الأمر إلى كتابة القيادي الإصلاحي البارز توفيق عبد الملك، أشبه ببيان ينكر سلفية الكتائب ويتهكم على قادتها وزعيمها عادل فارع الذي اعتبره سواق دراجة نارية ترقى إلى مكانة لايستحقها.
يريد الإصلاح من أبي العباس وأتباعه أن يسلموا سلاحهم للمحور وينقادوا لأوامر الحزب وإطاعته، وإلا فهم خارجون عن الصف والسلفية والجيش والشرعية، وحين أعلن أبو العباس عن الاستعداد لمغادرة تعز لم يقبل الإصلاح هذا الأمر، واعتبره مؤامرة كبيرة على تعز، في تخبط واضح وعدم القدرة على التعاطي بمسؤولية مع تعميم أبي العباس.
وسط هذه الدوامة التي تعيشها تعز والإصلاح والكتائب السلفية، يحضر سؤال كبير: لماذا فشل أبو العباس في أن يكون قوياً رغم الدعم المتاح له والسلاح الذي يملكه ويستطيع أن يحصل عليه من الطرف الداعم له داخل التحالف والمتمثل في دولة الإمارات؟
أولاً، فشل أبو العباس في بناء تحالفات مع قوى سياسية واجتماعية تشاركه ذات الموقف من الإصلاح، ولم يوظف الإمكانات التي تتوفر لديه لبناء قوة عسكرية متينة، كما هو حال ألوية العمالقة، مثلا، أو ألوية السلفيين في صعدة والتي لها حضور عسكري قوي على الأرض.
قد تكون شخصية أبي العباس البسيطة وعدم امتلاكه للخبث السياسي ونشأته في المدينة وحداثة التجربة بالنسبة له من أسباب تكلس أبي العباس وجماعته وانكفائهم على ما تحت أيديهم من مناطق ومواقع محررة في الجبهة الشرقية، غير أن هناك أسبابا أخرى، بل وأخطاء منعت السلفيين في تعز من أن يشكلوا رقما مهما على الأرض.
كان الإصلاح أكثر خبثا في تعامله مع أبي العباس منذ البداية، حيث عمل على إحداث انشقاق داخل الكتائب بقيادة السلفي أبو الصدوق أحد مساعدي أبي العباس، وأيضا نجح الإصلاح في اختراق بنية الكتائب وزرع عناصر وقيادات عملت من الداخل على ضرب علاقات أبي العباس بالحواضن الاجتماعية في المناطق التي تقاتل فيها الكتائب.
وكان أول نجاح للإصلاح هو الإيقاع بين كتائب أبي العباس والمجاميع الأهلية التي تشكلت في مناطق المواجهات، وذلك من خلال عناصر وقيادات داخل الكتائب نجحت في حوثنة هذه المجاميع التي تقاتل الحوثيين من قبل وصول الكتائب وبدعم أهلي ومجتمعي وتصويرها على أنها عناصر وخلايا متحوثة.
ثانياً، اصطدم أبو العباس أو قياداته بالشخصيات الاجتماعية المؤتمرية المؤثرة في ريف تعز والمدينة، وتم التعامل مع هذه الرموز على أنها قيادات حوثية، حيث تعرضت هذه الشخصيات للتنكيل، وبعضها مازال هاربا حتى اليوم خصوصا في جغرافيا جبهة الكدحة التي استنزفت أبو العباس كثيرا.
وحتى القوى اليسارية التي يقودها التنظيم الناصري أو قيادات ناصرية شكلت فصائل مقاتلة، وكانت بعض هذه الفصائل تقاتل مع كتائب أبي العباس في الكدحة، لكن حصل الصدام بين هذه الفصائل وقوات أبي العباس، وانسحبت من المعركة، وكان منها على سبيل المثال مجاميع القائد فؤاد الشدادي ومجاميع عبد الله قحطان، حيث عاد الشدادي إلى مناطق صبر لمواجهة الحوثيين وذهب قحطان مع اللواء 17 التابع للإصلاح في مناطق الاشرح وحمير.
وفي المدينة اكتفى أبو العباس بالعناصر المنتمية إلى مناطق المدينة القديمة والنسيرية والمنطقة الشرقية، وكذلك انسلخ عنه كثير من القيادات والعناصر السلفية التي فضلت العودة إلى المساجد بعد أن رأت أن هناك من يتقلد مناصب هامة في الكتائب ليسوا مؤهلين لإدارتها.
وكانت أخطر اختراقات الإصلاح هي عملية زرع عناصر محسوبة على القاعدة داخل كتائب أبي العباس، ودفعها إلى تنفيذ عمليات قتل واختطاف لربط الكتائب بالجماعات الإرهابية ونجح الإصلاح في هذا الجانب كثيرا، حيث استيقظ أبو العباس مؤخرا بعد أن استثمر الإصلاح الاختراق.
وفيما لم يقم أي علاقات بينه وبين القوى السالف ذكرها، نجد أن من يطلقون عليه اسم زعيم داعش في تعز "أبو الوليد" هو ابن القيادي الإصلاحي علي الوافي، ومدرج ضمن قوائم المطلوبين لمكافحة الإرهاب، وهو موجود في مناطق أبي العباس وبحماية من نائبه عادل العزي.
كان أمام أبي العباس خيارات كثيرة للتنسيق مع قيادات المؤتمر والناصريين والقوى المحلية التي لاتقبل هيمنة الإصلاح، وهي قوى كثيرة وفاعلة كذلك لم يرتبط بالمجتمعات المحلية من خلال تجنيد واستقطاب المقاتلين من الريف، حيث يعد مخزنا بشريا هاما وخيارا ناجحا ميدانيا كذلك.
وأحاط زعيم كتائب السلفيين في تعز نفسه بقيادات لاتملك أدنى مؤهلات القيادة، ووصل به الحال إلى أنه لم يتمكن من تشكيل فريق إعلامي يسانده رغم تطوع الناصريين والمؤتمريين في الوقوف إلى جانبه، بينما هو اكتفى بعناصر لإدارة نشاطه الإعلامي، وهذه العناصر جميعها تمت تنشأتها داخل الإصلاح، وكل نشاطها ثلاثة أو أربعة منشورات على الفيس بوك، رغم امتلاكه الإمكانات المادية لبناء مؤسسات إعلامية وليس فريقاً فقط.