ارتفاع جنوني للأسعار.. بوادر عصيان مدني في صنعاء

متفرقات - Tuesday 04 September 2018 الساعة 05:40 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أغلقت مئات المحال التجارية ومؤسسات المصارف والتحويلات النقدية، اليوم، أبوابها في عدد من شوارع صنعاء، على إثر تدهور أسعار الريال اليمني والتضارب الحاصل في سوق العملة المحلية مقابل الدولار، في حين نفّذت مليشيا الحوثي الكهنوتية حملات مداهمة واعتقالات لإجبار تجار الجملة والتجزئة على إبقاء أبواب محلاتهم التجارية مفتوحة أمام المستهلكين.

الدولار يتجاوز حاجز الـ(600) ريال

وفي حين يواصل سعر الدولار الأمريكي تجاوز حاجز الـ(600) ريال يمني للدولار الواحد، ويقترب سعر جالون البترول سعة (20) لتراً من الـ(10) آلاف ريال للجالون الواحد، شهدت معظم السلع الغذائية الاساسية ارتفاعاً متسارعاً في أسعارها وبأرقام ونسب قياسية متجاوزة بكثير حالة القدرة الشرائية للمستهلكين وموظفي الدولة المنقطعة مرتباتهم للعام الثاني على التوالي.

إغلاق اضطراري لمحال تجارية

وعصفت اضطرابات سوق العملة وجرعات المشتقات النفطية بأسعار المواد الغذائية الأساسية إلى أعلى مستوياتها (قمح، سكر، أرز، الزيوت والألبان...الخ)، ويقول على النهمي، تاجر مواد غذائية تجزئة، إنه اضطر لإغلاق دكانه حتى استقرار سوق العملة، مخافة عجزه عن شراء بضائع جديدة من سوق الجملة، في حال استمر في بيع بضاعته المتواضعة بأسعار قد لا تفي بغرض شراء نصف الكمية المباعة من البضاعة بعد ارتفاع الأسعار.

أسعار خيالية للدقيق والسكر

وقفزت خلال اليومين الماضيين أسعار الكيس الدقيق الأبيض من (11 ألف ريال) إلى ( 13500) ريال، فيما ارتفع كيس السكر (السعيدة 26 كجم) من 12500 ريال إلى 15200 ريال، وقفز سعر الكيس الأرز (درجة أولى) إلى أسعار خيالية متجاوزا الـ(30 ألف ريال) للكيس الواحد. وحسب تجار تجزئة التقاهم "نيوزيمن"، فقد ارتفع سعر كيلو الأرز من 700 إلى 1000 ريال، وكيلو السكر من 350 إلى 550 ريالاً.

انتشار مسلح للمليشيا

وفي جولة استطلاعية لـ(نيوزيمن) لوحظ إغلاق معظم محلات الجملة في حي القاع وشعوب وشارع تعز ومنطقة مذبح وشارع الزبيري والأصبحي، وسط انتشار ملحوظ لمليشيا الحوثي وتعقب أصحاب المحلات التجارية وتوزيع تعميمات تحذرهم من إغلاق أبواب محلاتهم التجارية، وأوضح عبدالواحد الزريقي -تاجر مواد غذائية بحي الأصبحي- أنه يعتزم تصريف المواد الغذائية في رفوف ومخازن متجره وتصفية "الدكان"، نظراً لارتفاع أسعار الشراء من تجار الجملة وفي نفس الوقت عجز المواطنين عن شراء المواد الغذائية الأساسية الضرورية والتي -حسب التاجر الزريقي- باتت أسعارها فوق قدرتهم الشرائية.

وضرب الزريقي أمثلة لـ"نيوزيمن" موضحاً في هذا السياق ارتفاع سعر علبة السمن القمرية (أصغر عبوة) من (900 ريال) إلى (1200) ريال، وارتفاع أسعار علبة الفاصوليا من (220ريالا) إلى (300 ريال)، وعلبة الفول من (170ريالا) إلى ( 250) ريالا، وقال: "ارتفع سعر جالون الزيت (الامازون عبوة لتر ونصف) من 1500 ريال إلى 2200 ريال خلال يومين فقط".

المليشيا تعالج الأزمة بعمليات سطو مسلح

حكومة المليشيا في صنعاء، كما هي عادتها عند كل صعود لسعر العملات الأجنبية، وجدت في أزمة تدهور سعر الريال اليمني فرصة جديدة لممارسة عمليات نهب وسطو مسلحة جديدة على تجار الجملة والعاملين في سوق الصرافة والتحويلات النقدية.

وفي هذا السياق أقرت حكومة المليشيا الحوثية في صنعاء إنشاء ما أسمتها "سلة تمويلات من البنوك والصرافين لمواجهة احتياجات السوق المحلية من المواد الأساسية كالقمح والأرز والسكر والحليب وغيرها من السلع الأساسية".

سلة تمويلات لكبار المستوردين

واعتبر عاملون في سوق الصرافة والتحويلات النقدية الإجراء الإداري الذي أقرته مليشيا الحوثي بتكوين سلة تمويلات قد يعالج قضية توفير السلع لتجار الجملة وكبار المستوردين، لكنه لن يحد من تدهور الريال ولن يستفيد جمهور المستهلكين من هذه الإجراءات، في ظل انقطاع مرتبات موظفي الدولة وإيداع إيرادات الضرائب والجمارك وعائدات المشتقات النفطية في غير حساباتها وأوعيتها الرسمية تحت إشراف البنك المركزي في صنعاء.

واعتبرت حكومة المليشيا في صنعاء، أن المطبوعات النقدية الجديدة لحكومة الرئيس هادي، هي السبب الحقيقي وراء انخفاض قيمة العملة الوطنية"، وقالت إنها "لا تحمل أية قيمة، لأنها طبعت بشكل يخالف الدستور والقانون، كما أنها أضرت بمصلحة الوطن والمواطن"، وهو ما يستدعي منع تداولها وإنزال العقوبات القانونية على من يتعامل بتلك المطبوعات بعد مصادرتها.

انعدام الحليب وارتفاع أسعار المياه المعدنية

وفيما تحدثت حكومة المليشيا عن اتخاذها عدداً من "الآليات والتدابير المناسبة للتخفيف من معاناة المواطنين نتيجة ارتفاع أسعار الصرف وتأثر أسعار المواد الغذائية والبضائع والسلع"، تواصل أسعار السلع والمواد الغذائية تصاعدها بشكل جنوني، وفي جولة ميدانية لـ"نيوزيمن"، لوحظ انعدام سلعة "الحليب البقري" من الأسواق إثر ارتفاع سعر العبوة (حجم صغير) من 130 إلى 200 ريال خلال اليومين الماضيين، كما ارتفع سعر سلعة مكرونة "روزانا" من 230 إلى 300 ريال، قابله ارتفاع مماثل في جميع أنواع سلعة المكرونة والشعيرية، وارتفع سعر حافظات الأطفال من 80 إلى 130 ريالا، وقارورة المياه المعدنية (شملان حجم صغير) من 80 إلى 130 ريالا.