هل باتت القوى الكبرى مستعدة للاستثمار في عملية السلام باليمن؟

السياسية - Tuesday 04 September 2018 الساعة 06:48 pm
جنيف، نيوزيمن، خاص:

تطلق الأمم المتحدة في جنيف، الخميس السادس من سبتمبر 2018، مشاورات جديدة بين أطراف النزاع اليمني، في محاولة للتفاهم حول إطار لمفاوضات سلام تنهي الحرب البشعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية والتي تشهد أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم.

ولا يبدو اللقاء المتوقع سوى محاولة يظهر من خلالها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أنه قادر على تحقيق تقدم ما، وأن مهمته لا تراوح مكانها، وأنه قادر على جمع الطرفين اللذين يخوضان المعارك في اليمن في مدينة محايدة مثل جنيف، بحسب ما يراه مراقبون.

واستبق المتمردون والحكومة اليمنية جولة المشاورات الجديدة، بالتقليل من احتمال حدوث اختراق، مؤكدين أنها تهدف إلى بناء الثقة قبل الدخول في مفاوضات جادة.

وهذه المرة الأولى التي تجري فيها محادثات بين أطراف النزاع منذ آخر جولة مشاورات في أغسطس 2016 في الكويت، حين فشلت مساعي الأمم المتحدة في التوصل إلى حل ينهي النزاع المستمر منذ 2014 بعد نحو 108 أيام من المفاوضات.

وفي مسعى لوقف إراقة الدماء، قال غريفيث، إن مشاورات جنيف "ستوفر الفرصة للأطراف لمناقشة إطار عمل للتفاوض، والإجراءات المتصلة ببناء الثقة، وخطط محددة لتحريك العملية قدماً".

وقال مصدر أممي لـ"نيوزيمن"، إن اليمن خارج جدول أعمال مجلس الأمن لشهر سبتمبر، لكنه أوضح في حال تحقق تقدم ما في مفاوضات جنيف غير المباشرة بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثيين، فسيعقد المجلس جلسة للاطلاع على نتائج سير المفاوضات.

ولفت أن مشاورات جنيف لن تكون ثنائية مباشرة وسيلتقي الوفدان في افتتاح الجلسات فقط وتركز المفاوضات على بحث ملف الأسرى إلى جانب مدينة الحديدة ورواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات للمتضررين من الحرب وإعادة فتح مطار صنعاء.

وأكد مسؤولون يمنيون أن المحادثات غير مباشرة، إلا أنها قد تتحول إلى مفاوضات مباشرة في حال حصل "تقدم ما".

ويرى دبلوماسي أمريكي أنه "لا يجب توقع الكثير"، مضيفاً أن المشاورات "قد تؤدي إلى تحقيق أمر ما" في حال نجح المبعوث الدولي في التوسط للإفراج عن أسرى، وإعادة فتح مطار صنعاء.

وأكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أن موضوع الأسرى يحتل أولوية في المشاورات، متوقعاً تحقيق اختراق في هذا الملف.

ويقول الباحث المتخصص في الشؤون اليمنية فارع المسلمي، إن مشاورات جنيف "مهمة لأنها الأولى منذ عامين، ولأنها تجري برعاية مبعوث أممي جديد"، متوقعاً رغم ذلك ألا تؤدي لأي اختراق فعلي، خصوصاً أن القوى الكبرى غير مستعدة بعد للاستثمار في عملية السلام في اليمن.

لكن الصحفي اللبناني خيرالله خيرالله يرى أن الحوار مع المتمردين الحوثيين ليس سوى تمرير الوقت.

وتساءل خير الله في مقال له في "العرب" اللندنية: "كيف يمكن الحوار مع طرف يؤمن بأنّ في الإمكان العودة إلى عهد الإمامة ويضع نفسه في موقع “المرشد” في إيران؟ لا يمتلك الحوثي أي مشروع اقتصادي أو حضاري لليمن. كلّ ما يمتلكه هو مشروع يصبّ في خدمة المشروع الإيراني".