ذي إيكونوميست البريطانية: حضرموت تتفرد بسلميتها في بلد يعج بالبنادق والأسلحة
السياسية - Monday 17 September 2018 الساعة 07:33 pm
كما هو متوقع في بلد يعيش حالة حرب، فاليمن يعج بالبنادق والأسلحة.
قوات الحكومة المعترف بها دولياً تحمل الكلاشينكوف، وكذلك يفعل المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، الذين أطاحوا بالحكومة في 2015.
لكن ليس هؤلاء المقاتلين من يحمل السلاح، فاليمن متخمة بالبنادق، وتعتبر أكثر البلدان الذين يحمل مواطنوها الأسلحة -باستثناء أمريكا.
فالعديد من اليمنيين يعتمرون بنادقهم على أكتافهم قبل الخروج، والأسواق تبيع كل شيء بدءاً من المسدسات إلى البازوكا.
وفي معظم المدن لا يمكنك الذهاب بعيداً دون رؤية شخص يحمل بندقية.
هذا ما يجعل المكلا عاصمة محافظة حضرموت على الساحل الجنوبي استثنائية. فالأشخاص الوحيدون الذين يحملون البنادق هم الجنود الذين يرتدون الزي العسكري فقط، فيما تنتشر لافتات في أرجاء المدينة، تحذر المدنيين من حمل السلاح في الأماكن العامة.
في حين يجبر الراغبون في دخول مدينة المكلا تسليم أسلحتهم في إحدى نقاط التفتيش الموجودة على مداخل المدينة.
حيث يصطف الناس أمام الشباك، بينما يقوم الجنود بتوزيع الإيصالات بحيث يمكن لمالكي الأسلحة استعادة أسلحتهم عند المغادرة.
وتحوي حاوية تخزين الأسلحة عند حاجز التفتيش على ما يكفي من الأسلحة لتجهيز "جيش من الميليشيا".
في عام 2015 استولى تنظيم القاعدة الإرهابي على مدينة المكلا، في محاولة لإنشاء إمارة إسلامية له بعيدة عن ساحات القتال.
وبعد عام من استيلاء التنظيم على المدينة، قامت قوات يمنية دربتها ودعمتها دولة الإمارات العربية المتحدة وانتزعت السيطرة على المدينة بأكملها وطردت الإرهابيين.
وقد أدى القتال إلى تدفق الأسلحة، كما يقول العميد عمر أحمد بادبيس، الذي يدير العمليات في ساحل حضرموت.
ومع ذلك، ظلت المدينة هادئة نسبياً منذ ذلك الحين.
ويهدف الحظر المفروض على حمل الأسلحة في الأماكن العامة إلى أن يظل الأمر على هذا المنوال.
لم تحاول أي مدينة أخرى في اليمن القيام بمثل هذه التجربة، ذلك ربما لأنها لن تنجح في أي مكان آخر.
لكن، كما يقول أحد سكان المكلا، "في أماكن أخرى.. تثبت الرجولة بحمل السلاح"، وهي دلالة على قوة القبيلة.
ففي الثلاثينيات من القرن العشرين، أنشأت بريطانيا جيشاً من البدو للهيمنة على القبائل المحلية لتوقيع الهدنة.
وكانت النتيجة الدائمة هي أضعاف النزعة القبلية في حضرموت، وبالتالي انحسرت النزاعات وتراجعت ثقافة حمل السلاح.
ويقول اللواء فرج سالمين البحسني، محافظ محافظة حضرموت: "حتى في النزاعات القبلية، يتراجع الناس عن القتال، ويلجأون إلى المحاكم".
لقد سار حظر السلاح بشكل جيد مع سكان حضرموت الذين يعتبرون أنفسهم فريدين. حيث يقول أبو بكر، وهو تاجر في المكلا، إنهم أقل طموحاً سياسياً وبالتالي أكثر سلماً من معظم اليمنيين.
ويحظى المنهج الصوفي بشعبية كبيرة في المنطقة، ويعود له الفضل في توجيه الناس بعيداً عن السلاح.
إن الأمر بسيط للغاية، كما يقول أبو بكر "نحن لا نحب حمل السلاح".
ماذا لو سار بقية اليمن نفس الطريقة التي سارت بها مدينة المكلا.
صحيفة ذي ايكونوميست البريطانية