الباحث زبارة: ثورة 26 سبتمبر نقلت اليمنيين من بيعة الإمام إلى بيعة النظام

السياسية - Wednesday 03 October 2018 الساعة 07:55 pm
صنعاء، نيوزيمن:

قال الباحث محمد عبد الله زبارة، إن ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة، جسدت سنة الله في التغيير، ونقلت اليمنيين من بيعة الإمام إلى بيعة النظام، مشددا بأن العصر لم يعد يعترف بدعاة الطاعة العمياء ودعاوى الاختيار السماوي، بل هو عصر له محدداته وأدواته القائمة على الحرية والعدل وحقوق الإنسان، وهو ما سعت له الثورة السبتمبرية وسط صراعات عاشتها المنطقة والإقليم كاستجابة لمتغيرات داخلية شديدة الإلحاح والوضوح.

جاء ذلك في ورقة عمل بعنوان (قراءات بين يدي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر) قدمها إلی ندوة نظمها أمس المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) في صنعاء ضمن موسمه الفكري الموسوم ب(مسيرة الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر نحو الدولة المدنية الحديثة).

وقال الباحث زبارة "إن ثورة 26 سبتمبر هي تغيير لواقع بحثا عن الأفضل وليس إلى المساوي أو الأسوأ، وبالتالي فأي بشر يبحث عن الأفضل حياة"، مشيراً أن اليمنيين وضعوا البذرة في 26 سبتمبر 1962 وسقوها بدمائهم فخرجت تلك البذرة من التراب إلى الحياة، ضدا عن السكون، ولكنها أبت إلا أن تغير واقعا بدور معطٍ للغير نافع أينما حل.

وأضاف "لقد مثلت هذه الثورة الفعل الإيجابي المتسم بالحياة والتطلع كاستجابة لأمر الله للإنسان بالحياة والحركة بحثا عن الغد الأفضل، وما عكسها إلا العيش في الويل حين نفسح المجال للطغاة والجبابرة خارج منهج الثورة الداعي إلى المساواة والعدل.

وأوضح زبارة أن اليمن حكم الإمامة في شمال الوطن قد عكس ممارسة الإنسان سلطة تتسم بالكبر والتجبر، خارج أمر الله القاضي بالعدل والإحسان كسنن غلابة لا تقبل المحاباة، مبينا أن هناك تضحيات جساماً في سبيل إنجاح الثورة اليمنية لم يستوعبها كثير من الناس، ولولا إدراك اليمنيين لمخططات إقليمية ودولية لما نجحت الثورة.

وأردف قائلا "عاش اليمنيون صراعات وموازنات اتسمت بالموازنة بين مصالحنا ومصالح العالم كله، ومع ذلك لم تسلم اليمن من الحرب الأهلية، فتجاوزها اليمنيون ودخلوا مرحلة التقارب الفكري القائم على المشتركات الوطنية، منتقلين إلى البناء والتشييد القائم على بناء الإنسان أولاً".

واستدرك قائلا، "ولكن للأسف الشديد أنه في بعض مراحل الثورة غابت الحرية وغاب بناء الإنسان وبالتالي عرجت قليلا فكرة التغيير الثوري القائم على الحقوق والحرية والكرامة حينما خلطنا بين ولاية الأمر وولاية الأمة بقصور واضح في ممارسة المؤسسات الرسمية للمغالبة والقسر السياسي".

وشدد الباحث محمد زبارة على أهمية السعي في السير نحو تبصير الأمة بمصالحها خارج التوصيفات الدينية وبشجاعة تدفع إلى التغيير لمن يصيب الحقيقية، والتقييم بشجاعة إلى ما صرنا عليه.

ومضی قائلا "دورنا أخف مما كان عليه عقب الثورة ولم يبق غير بناء الفرد بناءً حقيقيا"، داعياً الجميع إلى الإيمان بأن اليمن لنا جميعا كحقيقة مسلمة كمشروع كرامة للفرد والأمة.