يحدث في تويتر: المغرد حسين والعصابة المدنية الكهنوتية الحديثة.. والشعب الانقلابي!
السياسية - Wednesday 10 October 2018 الساعة 10:39 am
بمنطق الحوثيين ليس مبالغاً القول إن اليمنيين "جماعة إرهابية" تستقوي بتحالف يدعم الإرهاب ضد رسل المدنية الحديثة. وبمنطق حوثي فإن المليشيا الانقلابية المسلحة الممسكة بخناق أكثر من 20 مليون يمني تمثل التجلي الأرقى والأنقى لـ"حضارية السلوك" و"ثقافة الحوار".
وباعتبار المنطق الحوثي، السؤال البسيط والكبير هو: هل يؤمن الحوثيون بمنطق من أي نوع في حالتي ما يفعلون ويقولون؟!
المغرد الحوثي.. والمعلقون العقلاء
في تعليق له على تغريد لحسين العزي القيادي الحوثي (المنظر الفكري حالياً لجماعته في تويتر) يقول السفير عبدالوهاب طواف "تغريداتك كقصص خيال أشرار".
بالتجاوز عن هذا إلى الثقافة فربما نستفيد: شعار أو "صرخة الموت" الحوثية تفاجئنا هذه المرة وبالمنطق الحوثي نفسه باعتبارها الحياة ذاتها، أو كما ينتهي إليه (تفسلف) شاق لحسين العزي توصل إلى أن صرخة الموت "ثقافة ترسخ الحوار.. والحياة.. ضمن المشترك الإنساني الفطري.. والصيغ الإنسانية الجامعة".
كلام كثير وكبير غرد به العزي حول الشعار فقط. إنه يتحدى جوهر المنطق ذاته. معظم التعليقات كافية للتعبير كيف يتلقى المتابعون رسائل المبشرين الحوثيين عن حضارية دعوة الموت ورسالة عصابة جاءت من لعنة التاريخ.
عبدالله الحداد تساءل في نهاية تعليقه: "يا حسين هل تعي ما تقول؟".. وكتب: "حتى الكذب يحتاج شوية عقل، أي حوار وأي منهجية وأي ثقافة ورقي تتكلم عنها، حسين هل تفجير المساجد وبيوت الخصوم واحتلال ممتلكات الشعب حوار ورقي وثقافة، هل إعادتنا لعصر بني إسرائيل يوم قالوا نحن أبناء الله واحباؤه وأنتم تقتلونا بحجة عيال عيال رسول الله حسين؟".
لكن العزي يواصل بلا كلل شروحه الخاصة على متن النظرية الفلسفية (الصرخة أو الشعار) فهو أيضاً "كثقافة قرآنية وضع أنصار الله على طريق الدولة المدنية (...) فكانوا النقيض الصارخ للجماعات الدينية والأحزاب الكهنوتية وقدمتهم كحركة وطنية سياسية اجتماعية".
ويتوقع المتحدث الحوثي هنا من الناس أن يبذلوا جهودهم مع هكذا كلمات مرصوصة لجمع الاعجابات وليس للفهم.
معلق اسمه عادل يوجز رأيه سؤالاً منطقياً: "هل فعلاً هناك من يصدق كلام حسين العزي؟".
وعلق سام الغباري "هذا الكلام كان ممكن تمرروه علينا يوم كنتم في صنعاء، أو حين كان أحمد شرف الدين يتحدث عن دين الدولة، ومن تلك المرويات، لكن بعد ما رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا فمن يصدّقكم فهو انتحاري أحمق. أنصحك ما في داعي تمثل دور علماني، شكلك مسخره والله".
الشعب المعتدي على عصابة
منطق الحوثيين مستفز لمنطق الفطرة والأشياء بالضرورة. كم يحتاج واحد مثل العزي من الجرأة حتى يخرج على الناس شاهراً مزحة كهذه مثلاً: " في مؤتمر الحوار تمسكت الأحزاب بالدولة الدينية وكان أنصار الله المكون الوحيد الذي نادى بالدولة المدنية" (!!)
ثم ماذا؟ يتشارك مغرد الحالة ويعلق عليها "وعندما رفض الجميع الدولة المدنية تحمل الحوثيون المسئولية لوحدهم وفعلوها وأقاموا دولة ومدنية وحديثة في اليمن كما هو معروف، والشي بالنظر!"
"لم نعتد يوما على أحد" يؤكد جازماً القائد الحوثي. اليمنيون هم المعتدون على الحوثيين، "الشعب هو الذي لا يقدر نعمة المليشيا الانقلابية الكهنوتية المدنية السلالية البغيضة البائدة الحديثة" في اجتزاء من سياق طويل تعقيباً على ما يصفها "ضفعة حسين العزي" (!!)