نهبت شقق الأكاديميين.. مليشيا الحوثي تنذر موظفي جامعة صنعاء بترك السكن أو دفع إيجار

السياسية - Friday 26 October 2018 الساعة 09:49 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تواصل مليشيات الحوثية إجراءاتها المتضمنة الاستيلاء على كل مقدرات جامعة صنعاء واستغلالها لصالح قيادات تابعة للمليشيات ممن عينتهم في الجامعة خلال الفترة الماضية.

وقالت مصادر في جامعة صنعاء لنيوزيمن: إن القيادي في مليشيا الحوثي الدكتور أحمد دغار الذي عينته المليشيا رئيسا للجامعة مطلع العام، أصدر أوامره باقتحام ونهب عدد من شقق السكن الخاصة بأساتذة الجامعة المتواجدين خارج اليمن ومنحها لبعض الأساتذة التابعين لمليشيا الحوثي، أو القيادات المالية والإدارية التي عينتهم المليشيا في الجامعة.

ووفقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي تبرر هذه الإجراءات بان ملاك الشقق السكنية من أساتذة الجامعة المتواجدين في الخارج يؤيدون العدوان وأنهم مرتزقة، في الوقت الذي تؤكد المعلومات أن بعض من تم اقتحام شققهم والاستيلاء عليها متواجدون في الخارج لأسباب متعلقة لما يسمى في الجامعة بسنة التفرغ أو البحث العلمي التي يحصل فيها الأستاذ الجامعي على إجازة خاصة تمكنه من إعداد بحوث أكاديمية في مجال تخصصه.

وكانت مليشيات الحوثي عينت الدكتور أحمد الدغار، رئيسا لجامعة صنعاء مطلع العام الجاري، ضمن حزمة قرارات أصدرتها بتعيينات شملت حوثنة عدد من مؤسسات الدولة التنفيذية والتربوية والأكاديمية، وعلى الرغم من إصدار وزير التعليم العالي في حكومة الإنقاذ التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية والمحسوب على المؤتمر الشعبي العام حسين حازب قرارا بإيقاف الدغار عن عمله كرئيس للجامعة وتكليف نائبه بإدارة شؤون الجامعة في مايو المنصرم، إلا أن الدغار ومن خلفه مليشيات الحوثي رفضت الانصياع أو تنفيذ القرار، حيث استمر في ممارسة مهامه ضاربا عرض الحائط بقرار وزير التعليم العالي.

وحسب المصادر فإن الدغار استولى على إحدى الشقق المملوكة لأحد الأكاديميين المتواجدين خارج اليمن، فيما منح بعض قيادات المليشيات الحوثية وعلى رأسهم القيادي الحوثي صالح زيد الذي عينته المليشيا مسؤولا للشؤون الإدارية بالجامعة والذي يتولى أيضا منصب مشرف المليشيات في الجامعة شققا من تلك التي تم اقتحامها ونهبها لتكون سكنا له ولعائلته.

إلى ذلك صعدت مليشيات الحوثي من تعسفاتها بحق بعض موظفي الجامعة الذين يقطنون مع أسرهم في مساكن تابعة لبعض كليات الجامعة مثل كلية الزراعة، وكلية الهندسة، ومعهد الشوكاني وأنذرتهم بضرورة إخلاء هذه المساكن والخروج من الجامعة مع أسرهم.

ووفقا للمصادر التي تحدثت لنيوزيمن، فإن مليشيات الحوثي طردت اثنين من الموظفين مع أسرهما من سكن معهد الشوكاني، فيما هددت آخرين بالطرد، وطالبتهم بتسديد إيجارات مقابل سكنهم للسنوات التي سكنوا فيها مع أسرهم في الجامعة وبعضهم، كما تقول المصادر، يقطن في سكن بعض الكليات منذ ثلاثين عام أو أكثر.

الموظفون الذين تسعى مليشيات الحوثي لطردهم مع أسرهم بعضهم رسميون ويعملون في الجامعة منذ عشرات السنين كحراس في بعض الكليات، أو عمال في مزارع الجامعة أو مرافقها الأخرى، فيما آخرون موظفون متعاقدون ويسكنون هم وأسرهم في سكن الكليات التي يعملون فيها ومعظمهم تم قطع مرتباتهم والحوافز التي كانوا يتحصلون عليها من قبل المليشيات الحوثية.

ووفقا للمصادر فإن عمليات المضايقة تهدف إلى طرد هؤلاء الموظفين وإحلال عناصر من مليشيات الحوثي بديلا عنهم في إطار ملشنة وحوثنة جامعة صنعاء.

وتفرض مليشيات الحوثي قبضة حديدية على جامعة صنعاء منذ انقلابها على السلطة في عام 2014م وتزايدت هذه القبضة بعد انتفاضة ديسمبر 2017م حيث أقدمت المليشيات على تعيين قيادة جديدة للجامعة، وأقصت معظم موظفي الجامعة الماليين والإداريين واستبدلتهم بعناصر تابعة للمليشيا، فيما فرضت طوقا أمنيا على الجامعة وكلياتها ومرافقها بعناصر أمنية حوثية.

وسعياً للسيطرة على العمل النقابي في الجامعة عبر ما تسميه المليشيا الحوثية ملتقى الطالب الجامعي التابع لها، أقدمت المليشيات الحوثية الأسبوع الماضي على اقتحام مكتب الأنشطة الطلابية بكلية التربية بجامعة صنعاء ونهبت محتوياته بما فيها الأثاث والوثائق الخاصة بالطلاب والمكتب، وذلك بعد أيام من قمع المليشيات لوقفة احتجاجية نظمها عشرات من طلاب وطالبات الجامعة تنديدا بالانهيار الاقتصادي والتجويع واختطاف عشرات الفتيات من قبل المليشيات.