الرفاق في تعز يحتفلون بالتاريخ.. ضرورة العودة إلى الواجهة

السياسية - Saturday 27 October 2018 الساعة 08:17 pm
تعز، نيوزيمن، عماد طربوش:

احتفل الرفاق في تعز اليوم بأربعين عاماً من التأسيس وتحت شعار لنناضل من اجل يمن حر اتحادي ليشكل الاجتماع تذكيراً بحزب كان ذات يوم يشكل في تعز الرقم الثاني بعد حزب الدولة المؤتمر الشعبي العام وتحديداً في انتخابات 93 رغم تحالف المؤتمر والإصلاح في مواجهته حينها.

ما زال الكثيرون يتذكرون زخم الحزب الاشتراكي في أول انتخابات برلمانية بعد الوحدة، والحضور القوي الذي مثله الحزب في الريف والمدينة، وذلك لم يكن بحكم وجود قيادة الحزب مؤسسات الدولة بعد الوحدة، بل إن هذا الحضور كان من قبل عام 90 أيام العمل الحزبي السري.

نجح سلطان البركاني في انتخابات 93 بصعوبة أمام مرشح الحزب الاشتراكي، حينها، والبركاني اسم مهم في الحجرية وتعز آنذاك، حيث لم يعتمد الحزب على الأسماء في تحديد مرشحيه، بل على قاعدة جماهيرية واسعة كانت مفتونة بتجربة حكم الحزب في الجنوب رغم المآخذ الكثيرة عليها.

إبان حرب صيف 94 اعتقل الأمن السياسي في تعز كل قيادات الحزب وأودعها السجون، وكان ملاحظا أن الحزب لم يكن حضوره مقتصراً على الفقراء والفلاحين وأبناء الريف والعمال، بل إن شريحة كبيرة مثل أطباء تعز كان الحزب حينها يشكل ما نسبته أكثر من 70 % من هذه الشريحة العلمية، إضافة إلى رجال أعمال وشيوخ واكاديميين حينها شكل اعتقالهم شللاً للقطاع الصحي في تعز الذي يعيش طوارئ بسبب الحرب تم تعويضه باستقدام من محافظات أخرى.

وبعد الحرب سكنت الهزيمة روح الحزب في تعز بشكل كبير، كون الجميع كان يراهن على دور لتعز إلى جانب معسكر علي سالم البيض الذي ربما فقد كثيرا من الدعم في الشمال بسبب إعلانه للانفصال حينها.

ولم يخرج الحزب الاشتراكي في تعز من غفوته إلا في بداية احتجاجات 2011 أو ما أسميت بثورة الشباب، حيث استعاد الحزب القدرة على التواصل الجماهيري والحشد واستطاع انتزاع حيز له إلى جانب الإصلاح وهيمنته على الساحات حتى ولو كان ذلك بالتحالف مع مكونات حوثية.

وكان الحزب يعتبر هذه التحركات الثورية مكملا للحراك الثوري في الجنوب الذي خرج من عباءة الحزب ومنظماته الفرعية ليتجاوز بذلك قطيعة تشكلت منذ 2007 حين بدأ قادة الحزب في الجنوب العمل الجماهيري بعيدا عن القرار المركزي لمنظمة الحزب وأصبح هناك فراغ وعدم قدرة على التوفيق بين مطالب حراك الجنوب المنادي بالانفصال واشتراكي الشمال الذي تمثل تعز عموده الفقري والذي مطلبه إصلاح ما سمي بمسار الوحدة.

ووصلت موجة ربيع العرب فرع اليمن الى توافق وطني برعاية خليجية وتم نقل السلطة لنائب الرئيس السابق علي صالح وبدأت عملية تقاسم المناصب والاستحواذ والهيمنة الاصلاحية على نصيب الثوار ليكون الاشتراكي أول من أعلن رفضه هذا التسابق على المناصب ويكتفي بعدد من الوظائف لقيادات الحزب ليعود فرع تعز إلى سباته الشتوي ويفاقم الانقلاب من عزلة الفرع مجددا عن الشارع.

ذهب الإصلاح إلى تشكيل المشهد في تعز وفق مشروعه الخاص جند المقاومة ومن ثم عسكر الجيش الوطني من أتباعه وانفرد بالقيادة العسكرية وأكثر من نصف المدنية في المحافظة، وحصل الاشتراكي على مديرية الشمايتين واكتفى بالبقاء متفرجا بإحباط شديد على مشهد الصراع داخل تعز، وظهر التنظيم الناصري أكثر فعالية منه وهو يقارع محاولات ابتلاع تعز من قبل الإصلاح.

ترك الاشتراكي حضوره القوي في صبر والحجرية والنسبي في جبل حبشي ليشكل رصيدا اضافيا للإصلاح من خلال سكوته عن كثير من ممارسات الاصلاح واحيانا توافقه معه سكوتا للهروب من التزامات الموقف.

افسح غياب الاشتراكي في الحجرية المجال للإصلاح للتحرك بحرية في إحدى أهم قلاع الحزب ومعقل قياداته سواء المركزية في الجنوب قبل الوحدة أو في تعز لاحقاً، وظهر اشتراكيو تعز بكثير من الإرهاق والإحباط وهم يواجهون تغيرات المشهد وتأثيره عليهم وتوالي الضربات في جسد الحزب طيلة ربع قرن من الزمان.

يملك فرع الحزب مقومات التأثير ولو بالموقف السياسي في تعز ويملك فرصة لتدارك ما تبقى من رصيده الجماهيري والتنظيمي من خلال إحياء روح النضال ضد الاستقواء الإصلاحي بصميل الدولة والجيش لمواجهة الخصوم وربما يشكل البيان الأخير للحزب مع التنظيم الناصري بسملة تحرك حزبي جديد يستلهم تاريخا عريقا لحزب ارتبط بالكفاح للانتصار لمشروعه ومبادئه الإنسانية.