خبراء أمريكيون لـ"نيوزيمن" عن دعوة واشنطن لوقف القتال: "قوية" و"أقل من جدية"
السياسية - Friday 02 November 2018 الساعة 05:51 pm
"نيوزيمن" استطلع آراء عدد من الباحثين والخبراء الأمريكيين والمستشارين في السياسات الدولية، حول طبيعة ومحتوى الدعوات الأمريكية الأخيرة تجاه الحرب في اليمن وما قد تنبئ به من تغيرات في السياسة الأمريكية.
ما من شك، يقول خبراء، أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى، كانت "قوية" بشكل لافت. وفيما يرى البعض أنها تحمل علامات "الجدية" اعتبرها آخرون أقل من ذلك.
.."واشنطن جادة"
واشنطن، الآن كما يبدو على الأقل، مهتمة وجادة في التحرك نحو وقف الحرب في اليمن، كما يرى بنيامين فيلانتي، محلل سياسات أقدم في مجلس الأمن الدولي، ومستشار لكبار الدبلوماسيين في الأمم المتحدة -ومختص بشئون اليمن والنيجر والاتفاق النووي الإيراني.
يقول فيلانتي رداً على سؤال نيوزيمن: "بالتأكيد الولايات المتحدة تبدو أكثر جدية هذه المرة لوضع حد لهذه الحرب المدمرة".
مضيفاً "إذا بقيت الولايات المتحدة والدول العظمى جادة، فقد نرى كل الأطراف -بمن فيهم الحوثيون- مجتمعين على الطاولة".
..ورَدٌ يمني
وحدد وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو مدة 30 يوما لاجتماع في السويد يحضره ممثلون عن أطراف الصراع في اليمن بمن فيهم التحالف العربي.
وتطرق ماتيس، أكثر من بومبيو، إلى مسائل تتصل بشكل الدولة ونظام الحكم في اليمن، متحدثا في السياق عن أولويات حماية الحدود السعودية ووقف الهجمات والغارات ورقابة دولية على الأسلحة الكبيرة "الثقيلة".
الحكومة اليمنية، التي جددت في بيان يوم الخميس، تأييدها لجهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث، عبرت عن رفضها –في موقف رسمي أول- لمقترحات ماتيس إلى منح الحوثيين حكما ذاتيا، وتمسكت بالمرجعيات الثلاث كقاعدة لأي حوار واتفاق سياسي.
مذكرة بمخرجات الحوار الوطني ومشروع الدستور الجديد وتنص على شكل نظام الدولة الاتحادية.
التحركات الأخيرة لمارتن غريفيث لدى الإدارة الأمريكية أثمرت، فيما يبدو، حيث طلب وطالب بدعم أمريكي لمساعيه الرامية إلى وقف الحرب وجمع المتصارعين في اليمن على مائدة مفاوضات، بعد فشل لقاء جنيف الأخير بسبب تعنت الحوثيين الموالين لإيران.
وهناك من رأى أن إيران وراء قرار المماطلة وعدم الحضور، خلال التصعيد مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على طهران.
.."إيران وليس الحوثي"
وفي تصريح لنيوزيمن، قال بروس ريدل، مدير معهد "بروكينغز" الأمريكي وهو مستشار سابق لدى أربعة رؤساء أمريكيين "إن الولايات المتحدة جادة هذه المرة في إنهاء الحرب في اليمن"، متفقا مع فيلانتي.
ويشير ريدل إلى أن "إيران استخدمت حزب الله اللبناني، للقتال إلى جانب الحوثيين، وقدمت طهران بعض التمويل لشراء الأسلحة.. كما قدمت الخبرة لصناعة الصواريخ البالستية التي استخدمها الحوثيون لمهاجمة العاصمة السعودية الرياض".
وقال بروس ريدل "أعتقد أن إيران أخبرت الحوثيين مواصلة القتال حتى آخر حوثي، ومواصلة المعركة حتى آخر يمني".
ورحبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالدعوات الأمريكية، وأكدت أن وقف القتال في اليمن يجب أن يقوم على أساس اتفاق سياسي ينهي الحرب.
وسيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة في منتصف نوفمبر للوقوف أمام الوضع في اليمن، وسيطلع المبعوث الخاص مارتن غريفيث المجلس بالنتائج التي أنجزها.
.."أقوى بيان"
مايكل هورتن، كبير خبراء مؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية للدراسات ومختص بشئون اليمن وتنظيم القاعدة، يعتبر البيان الصادر عن مايك بومبيو مؤخرا بشأن الحرب في اليمن "قوياً للغاية، أقوى من أي بيان آخر".
وأضاف في حديث مع نيوزيمن "لكنهم أعطوا التحالف والحوثيين 30 يوما لمواصلة القتال".
وبحسب المواعيد الأمريكية المعلنة قال ماتيس، وجهنا الدعوة للأطراف إلى اجتماع في السويد خلال 30 يوما.
مايكل هورتن يعلق بالقول "إذا كانوا جادين، فسيجبرون جميع الأطراف للاجتماع في جنيف أو في أي مكان آخر في غضون أسبوعين".
ويؤكد "لا يمكن لأي طرف الفوز بهذه الحرب".