من إحراق "الغذاء" إلى قصف "يماني".. مخطط "التحالف" الذي ينفذه الحوثي

السياسية - Wednesday 07 November 2018 الساعة 10:34 am
الحديدة، نيوزيمن، سياف الغرباني:

منتصف يونيو/حزيران الماضي، وصلت قوات المقاومة المشتركة، مدعومة بالتحالف العربي، إلى المنفذ الجنوبي لمدينة الحديدة الساحلية، غربي اليمن، في سياق عملية عسكرية لاستعادة الساحل الغربي، من سيطرة المسلحين الحوثيين.

في تلك الأثناء، ارتفع صخب معركة مدينة الحديدة، على وقع التقدم الضارب للقوات المشتركة على الأرض، مقابل التراجع الكبير لميليشيا الحوثي، على امتداد الشريط الساحلي الغربي، انطلاقاً من مدينة الخوخة جنوب الحديدة حتى المطار.

بيد أن منسوب الضجيج إزاء العملية، ارتفع بشكل ملحوظ في غضون انهيار محادثات جنيف بين وفدي الحكومة والحوثيين، واستئناف قوات المقاومة المشتركة العمليات العسكرية في الحديدة وتحركها للسيطرة على مدخل المدينة الشرقي في منطقة (كيلو 16).

ودخلت منظمة الأمم المتحدة، والهيئات التابعة لها، خط التجاذبات الدولية حول عملية الحديدة، من بوابة الوضع الإنساني، حيث أطلقت مسؤولة أممية رفيعة في الثالث عشر من سبتمبر/أيلول الماضي، تحذيراً ذهبت فيه إلى احتمال توقف مطاحن البحر الأحمر، حال استمرت الاشتباكات.

وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي من تضرر أكبر لصوامع الغلال على مستوى اليمن، المتخصصة في طحن القمح والدقيق، بمدينة الحديدة غرب البلاد.

وقالت غراندي، في بيان: "إذا دمرت المطاحن أو تعطل عملها ستكون التكلفة البشرية فادحة"، مضيفة: "نشعر بقلق بالغ حيال مطاحن البحر الأحمر التي تحوي حالياً 45 ألف طن متري من الغذاء وهو ما يكفي لإطعام 3.5 ملايين نسمة لمدة شهر".

الكلفة الإنسانية تجذب الحوثيين

ولعل تصريح المسؤولة الأممية، قد جذب قيادات جماعة الحوثيين، إذ تلقفته سريعاً واتجهت لوضع وصفة قاتلة على ضوئه، بهدف حشد مواقف دولية مناهضة لانتزاع الحديدة وقطع أهم حبل سري تتغذى عبره بالمال والسلاح.

وفي غضون أيام، من تصريح المسؤولة الأممية، حذر القيادي في جماعة الحوثيين، محمد علي الحوثي، من "استهداف التحالف العربي مخازن منظمات إغاثة أممية ومطاحن البحر الأحمر". وزعم في تغريدة على تويتر، وجود خطة لدى التحالف لاستهداف مخازن المنظمات الدولية الإغاثية والمطاحن في الحديدة".

ويلحظ أن القيادي الحوثي، أوعز لمسلحيه بتنفيذ الخطة التي قال إن التحالف ينوي الإقدام عليها، إذ تعرّض مستودع "برنامج الغذاء العالمي" لهجوم يرجح أن ميليشيا الحوثي متورطة فيه.

وأعلن المتحدث باسم البرنامج، إرفيه فيروسيل، أن قذيفة هاون "أطلقتها مجموعة مسلحة مجهولة الهوية" أصابت مستودعاً تابعاً للبرنامج في مدينة الحديدة، ويتّسع المستودع لكمية من الطعام تكفي لمساعدة أكثر من 19 ألف شخص من المحتاجين.

وسبق وأكدت مصادر محلية أن الميليشيا الحوثية استهدفت المستودع، في محاولة لإثارة حنق المجتمع الدولي الذي لا يزال مراقباً للقتال العنيف الدائر في الحديدة، ودفعه لممارسة ضغوط لوقف عملية القوات المشتركة المسنودة بالتحالف العربي.

وكانت مخازن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في الحديدة تعرضت لحريق هائل أتلف كل ما فيها من مواد غذائية في مارس/آذار الماضي. وألمحت الحكومة إلى احتمال تورط ميليشيا الحوثي بإحراق المخازن في المنطقة الخاضعة لسيطرتها.

وكان الحوثيون قد حوّلوا مخازن غذائية للمنظمات الدولية إلى ثكنات عسكرية في الحديدة، حيث أدخلوا عناصرهم وعرباتهم القتالية إلى مخازن اليونيسف ومخازن تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في الحديدة.

وقبل أيام استهدفت ميليشيا الحوثي مصنع الألبان "يماني"، بقذائف الهاون، عقب إحكام القوات المشتركة السيطرة على المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، ونتج عن القصف مقتل عاملين في المصنع إلى جانب إصابة ثلاثة آخرين.

ومؤخراً اتجهت ميليشيا الحوثي، لما هو أخطر، مع تصاعد العمليات العسكرية في الحديدة، إذ وثقت المعلومات قيامها بزرع حقول ألغام في حرم الميناء الاستراتيجي، والمناطق المحيطة، بالتزامن مع احتجاز 16 سفينة محملة بشحنات غذاء ودواء في مينائي الحديدة والصليف.

وتواصلت المعارك بين المقاومة المشتركة، ومسلحي الحوثي، في مدينة الحديدة، لليوم الخامس على التوالي، في وقتٍ وجهت فيه منظمة أطباء بلا حدود اتهامات للحوثيين باقتحام أحد المستشفيات.

وجاء بيان أطباء بلا حدود عقب قيام الحوثيين باقتحام مستشفى 22 مايو في شارع الخمسين، واتخاذ الأطباء والمرضى دروعاً بشرية، فضلاً عن تحصن مسلحيهم في أسطح المرفق ونصب مدافع هاون في محيطه.