"مفاجآت الحوثيين" في الحديدة.. كمائن ومنازل ناسفة وخلايا نائمة تعرض الخدمات

السياسية - Friday 09 November 2018 الساعة 10:10 pm
الحديدة/عدن، نيوزيمن، أمين الوائلي:

يهوّل الحوثيون بطرق وصور دعائية مختلفة، ومكشوفة، من شأن ما يسمونها "مفاجآت" تنتظر ميامين قوات تحرير الحديدة، الذين يكتسحون أمامهم صفوف المليشيات المنهارة، ويتعاملون مع المخاطر والمحاذير المحتملة بواقعية شديدة.

تقوم المليشيات الحوثية بتلغيم منازل وتفخيخها لتفجيرها بوصول قوات التحرير.. تكشف شهادات أدلى بها مواطنون في الأحياء الداخلية من المدينة، عن أساليب مختلفة من التلغيم ونصب الكمائن والفِخاخ في الشوارع والأرصفة والمنازل، علاوة على تدبير خلايا نائمة من أفرادها تتوزّع الحارات، ومهمة أفرادها التسرُّب إلى القوات المتقدمة بالانضمام أو لإظهار التعاون وتقديم خدمات ومكلفين بمسئوليات وأدوار محددة. تخبر شهادات أنه بدءاً من "السلخانة" يرجّح ظهور هؤلاء.

كثير من التفاصيل والمعلومات توافرت لدى السلطات الأمنية المختصة في القوات المشتركة ولدى قوات التحالف، وتتعلق بالكمائن المختلفة، وزراعة العبوات والتلغيم وتفخيخ المنازل، وما وراء الأبواب المغلقة والجدران، وأساليب العصابات والتخفّي وسط المساكن وخلف السكان وإرغامهم على استقبال مسلحين وعناصر تندس لأوقات طويلة بانتظار توقيتها المحدد.

يدلي المواطنون، وعبر طرق مختلفة، بإفادات ومعلومات مهمة تكشف الغطاء عن بعض ما تقوم به الجماعة المليشياوية المتدرعة بالمدنيين في أحياء وحارات المدينة الداخلية، وتستخدمهم كنقطة ضعف لدى قوات التحرير، كما تعتبر المدنيين ساتراً واقياً للتخفي والترصُّد والمباغتة من ورائهم أو من بينهم.

في خط المساكن والمنازل والمرافق المحاذية لمناطق الاشتباكات وحيثما تصل، تجبر المليشيات السكان على فتح منازلهم لاستخدامها في أغراض القصف والقنص والاستهداف، ومن يرفض يعاقَب فوراً.. منازل كثيرة ضُربت بالقذائف لهذا السبب، وانتشرت الأنباء في أوساط المدنيين بهذا كنوع من الترويع والترهيب لضمان الانصياع في أي وقت للمسلحين. عندما رفض حارس ثمانيني بكلية الهندسة الانصياع قُصفت غرفة الحراسة بالهاون على رأس الحاج علي السنحاني الذي استُشهد من ساعته. الأمر تكرر مع أصحاب منازل وعمارات غالباً ما تكون محاذية أو قريبة من خطوط الاشتباكات، قُتلوا بدم بارد عندما رفضوا إتاحتها أمام المسلحين المليشياويين القتلة.

وزيادة في إضفاء هالة من الغموض والخطورة على تحركاتها، ظهرت -مؤخراً- مجاميع مليشياوية ترتدي الأقنعة والأزياء السوداء على طريقة القتلة المستأجَرين وعصابات المافيا، ويشبهون أولئك الذين يظهرون في بعض عروض لمقاتلي حزب الله اللبناني، كما يصف شهود عيان.

وأبيدت أعداد من هؤلاء كانوا يظهرون في بعض المعارك والجبهات، خاصة في الساحل الغربي، وفي محاور من صعدة. ولا تستقر المليشيات ومصادرها على تسمية واحدة للإشارة إلى القتلة وعصابات المقنعين، مرة يُقال كتائب الموت، وأحياناً المهام الخاصة، وأخرى التدخل السريع. جميعها تسميات مستعارة من أنسقة أخرى لتطلق على مجموعة لصوص وقتلة مدربين إلى حد ما ضمن مليشيات يغلب عليها الطابع الهمجي وسلوكيات عصابات الشوارع الخلفية.

تشير المعلومات إلى اعتماد العصابات الحوثية على خيار إرسال مجموعة أفراد بأعداد قليلة للتسلل إلى المساكن والعمارات التي تندحر منها المليشيات أمام قوات المقاومة المشتركة لتقوم بتفجير مفخخات زُرعت سابقاً، أو زراعة عبوات جديدة وتفجيرها بكميات ناسفة.