تحرك أمريكي لدى "الشرعية" بعد تعثر غريفيث في تمرير خطته بشأن الحديدة

السياسية - Tuesday 27 November 2018 الساعة 07:57 pm
الرياض، عدن، نيوزيمن:

نشطت التحركات الأممية الأمريكية مجدداً، اليوم، سعياً نحو تحريك العملية السياسية وتمریر خطة أممية لإنقاذ الحوثيين في الحديدة مع إبقاء المدينة ومينائي الحديدة والصليف تحت قبضتهم.

وبينما انتهی لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث مع مسؤولي الشرعية، أمس، في الرياض دون نتيجة تذكر بشأن تلك الخطة أو تحديد موعد جولة المشاورات المرتقبة في السويد، شهدت العاصمة السعودية تحركات نشطة للسفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر بالتوازي مع عقده لقائين منفصلين مع نائب الرئيس علي محسن صالح ووزير الخارجية خالد اليماني، وذلك بالتوزي مع توجه منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدی اليمن، ليزا جراندي، من صنعاء إلى عدن وعقدها لقاءً مع رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك.

والقاسم المشترك لهذه اللقاءات بحسب وكالة (سبأ) الرسمية، استعراض جهود المبعوث الاممي للتحضير لجولة مشاورات السلام القادمة وكذا بحث الفرص المتاحة لاستئناف العملية السياسية بما يؤدي إلى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

قيادات الشرعية التي كانت لها مواقف معلنة ترفض تجزئة خيارات السلام او الابقاء علی مدينة وميناء الحديدة تحت قبضة الانقلابين او تسليمهما لطرف ثالث باعتبار ذلك حقا سياديا للدولة اليمنية، واجهت الضغوط الجديدة بتأكيد تمسكها بخيار السلام شريطة ان يكون سلاما غير منقوص ودائما ومبنيا علی المرجعيات الثلاث.

واجمع مسؤولو الشرعية علی تعنت وعدم جدية ميليشيا الحوثي للسلام واستمرارها بتصعيد جرائمها ضد المدنيين.

وفي هذا الصدد قال نائب الرئيس علي محسن صالح "إن الحوثيين يتعمّدون مضاعفة المأساة الإنسانية بغرض استغلالها لأغراضهم السياسية".

وذكّر محسن، السفير الأمريكي بأن المتسبب الرئيس لما آلت إليه الأوضاع من كارثة انسانية في اليمن هو انقلاب الحوثيين على الدولة وتعطيلهم للمنشآت الخدمية والتنموية ونهبهم لرواتب الموظفين وللمال العام.

وطالب نائب الرئيس المجتمع الدولي بمضاعفة الجهود بما يُعيد لليمنيين أمنهم واستقرارهم ويُوقف التدهور الأمني والسياسي والاقتصادي الذي يسعى المشروع الإيراني لتحقيقه، مشددا في هذا الصدد علی ضرورة تضافر الجهود الدولية لمنع المخاطر الإقليمية والدولية لهذا المشروع التدميري.

وزير الخارجية خالد اليماني، اكد بدوره أن الميليشيا الانقلابية الحوثية تتمسك بالحرب وترفض السلام، وأن جهود السلام تصطدم بتعنتها.. مشددا على ضرورة ان يمارس المجتمع الدولي مزيداً من الضغوط على المليشيا الانقلابية لدفعها للانصياع للسلام والاستجابة لمتطلباته.

ولفت الی أن الشرعية تتعامل بإيجابية مع دعوة المبعوث الاممي لاجراء مشاورات جديدة سعياً منها لإنهاء المعاناة الانسانية للشعب اليمني وحقنا للدماء.

السفير الامريكي أكد من جانبه موقف بلاده الداعم للتسوية السياسية في اليمن انطلاقا من المرجعيات الثلاث المتوافق عليها، مبديا في الوقت ذات حرص الادارة الامريكية على مصالح اليمنيين وأمنهم واستقرارهم.

رئيس الوزراء ابلغ المنسقة الأممية أن ميليشيا الانقلاب تقوم بارتكاب جرائم وانتهاكات خطيرة بحق المدنيين في مدينة الحديدة ترقی الی جرائم حرب، وفقا للقانون الانساني الدولي.

وقال "الميليشيا الانقلابية تسيطر على مدينة الحديدة وتتخذ من المدنيين دروعاً بشرية وتحرمهم من المساعدات الإنسانية".

وأفاد أن الميليشيا الحوثية تبيع المساعدات الدولية في الأسواق بذريعة دعم المجهود الحربي وذلك من اجل تحقيق الكسب المادي لإثراء قادتها، وتمويل الحرب التي تشنها على اليمنيين.

ودعا رئيس الوزراء الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والدولية، الى فتح مكاتبها في العاصمة المؤقتة عدن، حتى يتسنى لها العمل بكل حرية وسهولة، معتبرا أن ذلك سيكفل للمنظمات الدولية إيصال مشاريعها وإمداداتها لليمنيين المتضررين من الحرب في جميع محافظات البلاد، ودون أن يتم حرف مسار المساعدات من قبل المليشيا الانقلابية.

وعلی صعيد متصل أكد وزير الأوقاف والإرشاد احمد عطية أن قرار القيادة السياسية اليمنية والتحالف العربي لتحرير ما تبقى من محافظة الحديدة وكل المناطق التي ما تزال تحت سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، حتمي ولا رجعة عنه.

وقال في محاضرة ألقاها، اليوم، بجامعة إقليم سبأ "إن مليشيات الحوثي الانقلابية لا تؤمن بالسلام والتعايش مع الآخر، لأنها مليشيا تتلقى توجيهاتها من إيران وتحاول تغيير هوية اليمن وانتزاعه من محيطه العربي".

وأوضح وزير الاوقاف أن المليشيات الحوثية تعمل على تجهيل الشباب والأطفال ليسهل عليها الزج بهم في معاركها العبثية والخاسرة.

واعتبر تجنيد الحوثيين للاطفال والزج بهم الى محارق الموت، يعد انتهاكا صارخا للحقوق والقوانين المحلية والدولية والإنسانية.

ومايزال الغموض يكتنف جولة المشاورات التي كان من المتوقع انعقادها في الاسبوع الأول من ديسمبر القادم لمناقشة اطار للتسوية السياسية وخطوات لبناء الثقة ومنها الإفراج المتبادل عن الاسری والمعتقلين ومعالجة وضع مدينة وميناء الحديدة وكذا صرف المرتبات المتوقفة لنحو مليون و200 الف موظف منذ سبتمبر 2016م.

وجاءت التحركات الدولية والأممية بعد أن حررت قوات المقاومة المشتركة أحياء ومناطق متوغلة في عمق مدينة الحديدة وباتت علی مرمی حجر من الميناء، في إطار عملية عسكرية موسعة لتحرير الحديدة من قبضة الحوثيين.