تقرير بريطاني يفصح عن مشروع إيران الشرير في اليمن: النفوذ إلى جنوب السعودية

السياسية - Wednesday 05 December 2018 الساعة 05:30 pm
عدن، نيوزيمن:

قال موقع "كونزرفاتيف" البريطاني، إن هدف التحالف العربي الوحيد في اليمن هو كبح طموحات إيران المزعزعة ليس أكثر، عن طريق مليشيا الحوثيين.

وقال الموقع، في تقرير نشر الأربعاء، إن التحالف العربي بقيادة السعودية، تدخل في اليمن في العام 2015 بناءً على طلب من الحكومة المعترف بها، بغرض طرد الحوثيين الذين استولوا على أجزاء واسعة من البلاد.

ونوه أنه وطوال فترة الحرب، تم تقديم أدلة موثوقة على أن الحوثيين قاموا بتعذيب وقتل صحفيين ونقاد، وسرقة إمدادات الإغاثة، واستخدام البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية، وكذلك اضطهاد الأقليات في البلاد.

وأضاف، أن الهدف الجيوسياسي الإيراني يتمثل في تشكيل "هلال شيعي" يهيمن عليه الإيرانيون، ويخلق جسرا أرضيا عبر الشرق الأوسط، من إيران واليمن والعراق وسوريا ولبنان إلى البحر المتوسط. وهذا المشروع من شأنه أن يمنح إيران كتلة نفوذ إلى الشمال من المملكة العربية السعودية.

وقال إن "إيران تحاول كجزء من سياستها وطموحاتها الشريرة، محاصرة السعودية بعملاء يسعون إلى السيطرة على كراسي الحكم في الدول المجاورة لها. من شأن صعود الحوثيين إلى السلطة في اليمن أن يمنح طهران نفوذا وتأثيرا في منطقة جنوب المملكة العربية السعودية. ولتحقيق هذه الغاية، مولت إيران الانتفاضات الشيعية المتمردة في البحرين، التي تعتبرها محافظة إيران الرابعة عشرة".

وأشار إلى أن إيران صممت أساليب الحوثيين على غرار نموذج حزب الله اللبناني، بما يشابه الحركات الإرهابية في أمريكا اللاتينية. بيد ان الحوثيين يفتقرون إلى انضباط الجماعات الإرهابية الأخرى، حيث إن هياكل القيادة فيها فوضوية، والنزاعات الداخلية عصفت بدوائرها، لاسيما بين الأجنحة العسكرية ورجال الدين.

ولفت إلى أن حركة الحوثي تأسست في التسعينيات باعتبارها حركة شيعية تحارب التأثير السني، وتستهدف المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، مضيفا أنها ومنذ إنشائها، سعت إلى إحياء العمامة الشيعية لتحكم البلاد دون امتلاك أي أفق سياسي حقيقي لليمينيين. لم يعرف الحوثيون آفاقا سياسية يمنية سوى أيديولوجية دينية نابعة من طهران، وقد بدا ذلك جليا من خلال شعاراتهم المستلهمة من ايران.

وقال الموقع البريطاني: "يمكن فهم حقيقة الصراع اليمني من خلال هذه الصورة الأشمل، ولا يمكن إلقاء اللوم على الإمارات والسعودية اللتين كانتا ولا تزالان المانحتين الأكبر لليمن".

وتطرق التقرير إلى الأزمة الإنسانية في اليمن، قائلا: "يتعرض أكثر من 4 ملايين طفل لخطر الموت من خلال المجاعة والأمراض والجوع. وقد سجلت الحرب اليمنية أرقاماً قياسية في كل نواحي البؤس الإنساني. فهناك أكثر من 21 مليون شخص من المشردين داخلياً، وفقاً للأمم المتحدة - مما يجعلها رسمياً أكبر أزمة إنسانية في العالم. فالغذاء والماء والدواء نادران، حيث تطارد المجاعة 14 مليون نسمة، وفقا لصحيفة الغارديان. ويتم الإبلاغ عن حوالي عشرة آلاف حالة كوليرا جديدة كل أسبوع. ومات ما معدله سبعة وسبعون طفلاً دون الخامسة من العمر كل يوم منذ عام 2015، وفقاً لمنظمة انقذوا الأطفال".

وتابع: "إن حجم المعاناة التي وصفها ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم هو أمر فظيع لدرجة أن هذه المأساة حجبتا النظر عما هو أبعد من الألم في اليمن. إن معاناة اليمن يجب تزيل عنا هذا الغموض وأن نتعمق في تفاصيل الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الرعب.

وقال: "ولكن بكل تأكيد، فإن أيادي الحوثيين ليست نظيفة".