ضيافة دولة مأرب للعسكريين (العفاشيين) في غرف مظلمة

السياسية - Sunday 16 December 2018 الساعة 12:40 pm
مأرب، نيوزيمن، خاص:

تستطرد دولة مأرب في استقبال القادمين من صنعاء وأخواتها، الفارين من بطش وتنكيل الحوثي، على طريقتها الخاصة، حيث البطش والتنكيل الإصلاحي بات جزءاً من تقاليد الضيافة المستوطنة عبر سلوكيات أجهزة وأدوات أمنية متشعبة اختلط فيها بقية ما يقال له "الرسمي" بأكثرية حزبية وتنظيمية باتت هي المتن وتتراخى على هوامشها رسمية دولة لم يعد منها غير الراية البالية.

"دولة مأرب أفردت للعفاشيين استقبالاً خاصاً يبدأ من الاعتقال والسجن أو الإخفاء" يقول قيادي محلي (مؤتمري)، نزح إلى مأرب من المحويت قبل أن ينزح من مأرب بمعجزة أبقت عليه حياً، واستخلصته من قبضة ضيافة أجهزة دولة مأرب.

سجن وتعرض للإهانات وخضع لتحقيقات بوليسية غير رحيمة، كما يصفها، وبنى المحققون معه الاستجوابات التي تعرض لها على نقطة واحدة "أنت عفاشي".

صحفي من مؤسسة الجمهورية بتعز كان قضى أشهراً طويلة في مأرب، حيث وصلها محمولاً على جناح آمال التلاقي مع رفاق فبراير والدولة الحلم، وهناك مكث ما يقارب العام ممنوعاً من الكتابة والنشر في رسمية وزارة الدفاع المملوكة لحزبية الإصلاح، إدارة وسياسة وصحافة، وبقي كما يشرح "في دائرة اشتباه مغلقة حول هويته العفاشية القديمة".

أما (ا. ن) الذي هرب من صنعاء بأطفاله إلى مأرب، وتعسكر في لواء رابط مؤخراً بجبهة نهم وأصيب في إحدى المواجهات برأسه ولم يحصل على حقه في منحة علاجية، كما عوقب مؤخراً بقطع راتبه وإنزال اسمه من الكشوف بذريعة "الغياب عن الجبهة والتفريط بالواجب العسكري"، فهو الآخر يشكو بحرقة ومرارة مع نيوزيمن، من الامتهان اللا إنساني الذي يتعرض له من معارف وأقارب لكنهم إصلاحيون أكثر من كونهم أقارب كما يشرح "أصحاب بلادي وأقاربي والله، لكن إصلاحيين لو يقدروا يقطعوا عني الهواء مش إلا الراتب". ويضيف "يعتبروننا كمؤتمريين أو عفاشيين مثل اليهود، مدري أسوأ"!

منذ ديسمبر 2017 شدد الإصلاحيون في مأرب من إجراءات الضيافة الخاصة للقادمين العفاشيين من صنعاء وغيرها، خصوصاً العسكريين وضباط الجيش والأمن. يتبقى كثر في سجون وغرف مظلمة أعدت للعفاشيين خاصة في مأرب، بينما خرج محافظها العرادة قبل أيام على شاشة أبو ظبي نافياً نفياً قاطعاً أن تكون هناك سجون أو معتقلات سرية في مأرب ووضع منصبه وذمته رهاناً إذا ثبت.

والمسألة ليست في سرية أو علنية السجون، أو في رسميتها من عدمه. القصة أن مأرب أخرى في مأرب. دولة في دولة أو دولة في لا دولة.

ومن يفرون هرباً من هاشميي الحوثيين في صنعاء عليهم أن يكونوا أكثر حذراً من هاشميي الإصلاحيين في مأرب. ولهذه قصة بل قصص أخرى.

ومنذ أن دعا ضباط وصف وأفراد الشرطة العسكرية في محافظة مأرب، الجهات المختصة، إلى إجراء تحقيق شفاف وعادل في حادثة مقتل الرائد ضيف الله هرشل السوادي تحت التعذيب داخل سجون الاستخبارات العسكرية في المحافظة، وهم عرضة للملاحقات والفصل وتدبير المكائد. بات الخوف يقاسمهم أيامهم السوداء.

يتعرض ضابط بالشرطة العسكرية برتبة عقيد "متهم بالعفاشية" لمحاولة اغتيال رفقة ضابط آخر ومرافقين، من قبل نقطة وطقم للشرطة العسكرية نفسها في مأرب (..). وبينما نجا الرجل ظن المنفذون أنهم أجهزوا عليه وبلغوا بذلك، ليتفاجأ الجميع لاحقا بأنه حي يرزق وأصيب، لكن كان عليه أن يحتاط لنفسه من ضيافة أخرى.

ما تفعله دولة مأرب في ملء فراغ اللا دولة بمأرب يتساوى مع ما تفعله دولة الحوثي بصنعاء، بصورة خاصة تجاه العسكريين والأمنيين ورجال الجيش (السابق)، كلاهما يتفقان على إنهاء بقايا بقايا النظام كما اتفقا يوماً على إسقاطه.