تعرية شاملة وانكشاف تام.. ضبط مليشيا الحوثي متلبسة بسرقة إيرادات الموانئ ونهب المرتبات

السياسية - Monday 17 December 2018 الساعة 08:29 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

بين تأثيرات خطابها التعبوي منطلقاً على قاعدة الدفاع عن السيادة وشعارات مقاومة الاحتلال والغزاة وصرخة الموت لأمريكا وإسرائيل وأدواتهم في دهاليز الأمم المتحدة ومقاطعة بضائعهم.. وبين مخرجات تفاهمات السويد واتفاق الانسحاب من ميناء ومدينة الحديدة وتسليمها لمراقبي الأمم المتحدة، تعيش مليشيا الحوثي الكهنوتية حالة من التخبط والارتباك غير المسبوق.

تحاول مليشيا الحوثي تسويق مخرجات تفاهمات السويد واتفاق الحديدة كما لو أنه انتصار سياسي لقياداتها، لكن الانتصار المفترض ذاته يضع الجماعة وقادتها في مأزق التناقض الفج والتعري التّام، فبدت في عيون عناصرها مشتبهة ومدانة، مع سبق الإصرار والترصد، ليس بانكشاف سوءتها فحسب، وإنما ببيع دماء "الشهداء" والتضحيات على مدى 4 سنوات ماضية هباءً منثوراً..!

في شقه الإداري لمؤسسات الدولة لم يختلف اتفاق غريفيث لتسليم ميناء ومدينة الحديدة، كثيراً عن اتفاق إنشاء "المجلس السياسي الأعلى" بين حزب المؤتمر ومليشيا الحوثي، ومبادئ وتفاهمات تشكيل حكومة بن حبتور، قبل أن تنقلب مليشيا الحوثي على هذه الاتفاقات السياسية مع شريكهم وتشعل مواجهات مطلع ديسمبر 2017م، والتي انتهت باغتيال رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح، وأمين عام حزبه عارف الزوكا.

توريد إيرادات الموانئ والجمارك والضرائب وغيرها إلى أوعيتها الإيرادية القانونية في حسابات البنك المركزي اليمني، إنهاء المظاهر المسلحة، سحب المشرفين، والعمل وفقاً للقوانين والدستور، مبادئ عامة وأساسية انقلبت عليها مليشيا الحوثي في اتفاقها مع شركائها المحليين في اتفاق إنشاء "المجلس السياسي"، ووافقت عليها في اتفاق المبعوث الأممي مارتن غريفيث بشأن ميناء ومدينة الحديدة، 
فالاتفاق المعلن بقدر ما ألزم مليشيا الحوثي "بإيداع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسي في البنك المركزي اليمني من خلال فروعه الموجودة في الحديدة للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في محافظة الحديدة وجميع محافظات اليمن"، بقدر ما ضبط المليشيا الحوثية، أمام الملأ، متلبسة بجرائم سرقة إيرادات الموانئ والسطو على مرتبات موظفي الدولة، وهو الحال ذاته في بقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتها..!

كذلك فإن الاتفاق المعلن دان صراحة مشرفي المليشيا بعرقلة وإعاقة وظائف مؤسسات الدولة وسلطاتها المحلية، وألزم المليشيا بسحب مشرفيها من مؤسسات الدولة "واحترام المسارات القانونية للسلطة"، كنقطة خلاف جوهرية بقيت مشتعلة بين مليشيا الحوثي وحزب المؤتمر حتى انفجار أحداث ديسمبر 2017م.

إيداع إيرادات الجمارك والضرائب إلى البنك المركزي اليمني والعمل وفقا للقانون اليمني، كتوجيهات ملزمة جاء بها اليوم "وليّ" المليشيا الجديد "غريفيث"، في ما قيل إنه اتفاق تسليم الحديدة وموانئها، انقلبت عليها مليشيا الحوثي بالأمس حينما جاءت كمصفوفة تنفيذية لحكومة المليشيات ذاتها، والتي تعهدت في مصفوفة برنامجها الحكومي على "توحيد الأوعية الإيرادية وضبط وتنمية الموارد وتوريدها إلى البنك المركزي والالتزام بالقوانين النافذة في هذا الشأن".

وفي تصوير ساخر لحالة التناقض الفج، والصدمة القاسية لعناصر المليشيا الحوثية، حيال هذه التطورات، يختزل الناشط السياسي في الجماعة محمد المقالح، ويقرب الصورة بتغريدة ساخرة جاء فيها "أيها المؤمنون ويا أعلام الهدى ومصابيح الدجى غريفت يرحمكم الله ولي من أولياء الله دخل القلوب وشغف العيون واخترق الحجب والسواتر والألباب، حتى إن البعض سلموا له تسليما وقدموه إماما، اقيموا الصلاة يرحمكم الله، ولا تصرخوا في وجيه أخوانكم في الله.."!