مؤرخ تهامي يذكّر بـ“قصة الاحتلال البريطاني للشواطئ اليمنية” بعد الحرب العالمية الأولى

السياسية - Saturday 22 December 2018 الساعة 09:07 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا

مصاحبة للجدل الذي فجره موافقة الشرعية والحوثيين على “منح الأمم المتحدة دورا رياديا في الحديدة” وفق قرار مجلس الامن امس الجمعة، ينشر نيوزيمن دراسة تاريخية لأستاذ التاريخ المعاصر المشارك في جامعة الحديدة “أ.د. عبدالودود قاسم حسن مقشر”، عن “قصة الاحتلال البريطاني للشواطئ اليمنية” بعيد الحرب العالمية الأولى التي هزمت فيها الدولة العثمانية التي سبقت بريطانيا في احتلال اليمن حينها.

يتتبع الباحث أهداف الوجود البريطاني، في وقت كانت تهامة تحت الاحتلال العثماني، وحكم الادريسيين قبل أن تؤول إلى دولة الإمام يحيى حميد الدين الذي ورث الوجود العثماني والإدريسي وتقاسم اليمن مع الاحتلال البريطاني شمالاً وجنوباً.

يعدد الكاتب مبررات وأهداف الاحتلال البريطاني “الإشراف والمراقبة على جلاء الجنود الأتراك من اليمن وعسير وتهامة، وتيسير ذلك في مدة لا تتجاوز أقصاها فبراير 1919م”،

إضافة لـ”استباق القوى الاستعمارية الأخرى -الفرنسيين والإيطاليين- في احتلال الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر وخصوصاً الإيطاليين الذين حلموا بالسيطرة على هذه الأرض وخططوا لها.

حفظ النظام والأمن في مدينة الحديدة والمناطق المجاورة لها في انتظار قرار خاص من القوى العظمى بملكيتها، وهو ما أعلنته بريطانيا كأحد أسباب احتلال تهامة وخشيتها من أن تعم الفوضى تهامة وينعدم الأمان، واعتبرت أن تدخلها هو التزام أخلاقي باعتبارها المنفذ لاتفاقية مندروس..!

استغلال البريطانيين احتلال الحديدة كورقة مساومة وضغط على الإمامين الإدريسي ويحيى من أجل تحقيق أهداف استعمارية بحتة”.

وقال إن البريطانيين أرادوا الحديدة لـ”إبقاء يدها الطولى في المنطقة”، لـ”محاصرة القومية العربية التي بدأت بالتوالد".

وضمن مفاوضات الصراع العثماني البريطاني، توصل الجانبان بعد حرب -يسرد الكاتب تفاصيلها في المقالة- يبرز خيار “الانسحاب إلى داخل تهامة عشرة كيلومترات بعيداً عن المدينة”.

يعدد الكاتب وحشية البريطانيين ضد أبناء تهامة الذين لم يكونوا مع الوجود العثماني ولم يقبلوا بالأدارسة ولا بالإمام يحيى ولا بالبريطانيين، حيث شكلوا مقاومة تهامية تسعى لاستعادة أبناء تهامة لأرضهم ومصالحهم.. قائلاً إن البريطانيين استخدموا أساليب “وحشية مثل إلقاء القنابل على البيوت التي يشك أن بها مقاومة وعلى من بداخلها من مواطنين وتم نسف مقرات حكومية تركية من دون سبب، وتدمير وحرق مآذن بعض المساجد التي ادعوا أن بها مقاومين تهاميين وأتراكاً، وقتل عدد من جرحى المقاومة أمام نظر الأهالي كأسلوب للتخويف والإرهاب وأسر عدد من المقاومين التهاميين”.

استسلم العثمانيون واحتل “الكفار أرض المسلمين”، فبدأت مقاومة تهامية جديدة، يقول الكاتب عنها:

“أغلبية من فر من الحديدة، حسبما أورد الوشلي ويوسف بك حسن ومطير، هم من الأسر الأرستقراطية والعلمية، وهم الذين -فيما بعد- عاد أغلبيتهم وسكنوا بجانب منازلهم التي قد نالها قسط من الخراب والتدمير”، أما “الطبقات الكادحة والعمالية (و) هي السمة الغالبة للتكوين الاجتماعي في المدينة فأغلبيتهم لا يملكون إلا بيوتهم القشاشية فقط، وظروفهم الاقتصادية والمعيشية معدمة فلا تسمح لهم بالانتقال من موطنهم إلى مواطن أخرى إطلاقاً، وهم من كان فيما بعد لب المقاومة الشعبية اليمنية التهامية ضد الغازي المحتل”.

وبعد استنفاد القوة والرشوة رضخت بريطانيا “وحسمت المقاومة التهامية اليمنية في الأخير الأمر، وأشتد أزرها بالقبائل والالتفاف الشعبي حولها، ومن ثم عمدت إلى المقاطعة الاقتصادية للمستعمر واستعانت بفتاوى رجال الدين والذين نصوا على حرمة التعامل مع العدو الذي يحتل الأراضي التهامية بأي شكل من الأشكال ودخول المتعامل معهم تحت باب الخيانة”.

حتى “تم جلاء البريطانيين، ولم يحل يوم الجمعة الثاني عشر من جمادى الأولى 1339هـ / الحادي والعشرين من يناير 1921م حتى تم جلاء آخر جندي بريطاني عن تهامة”.

ينصح الدكتور عبدالودود بـ”إعادة قراءة التاريخ في اليمن”، ويقول في دراسته: “تحتاج إلى وقت طويل لنسف الكثير من القراءات المغلوطة والتي كتبت بغير يد أبنائها، ومن تلك القراءات أن الحديدة سلمت إلى الإدريسي تبعاً لما كتبه أمين الريحاني، فقال إن البريطانيين سلموا المدينة إلى صديقهم الإدريسي، فتلقفها كتاب الأئمة الزيدية والباحثين وعدوها من البديهيات من دون ذكر أو إشارة عن مقاومة للشعب اليمني”.