باتريك في الحديدة.. هل يصدُق الحوثي مع نفسه هذه المرة؟

السياسية - Saturday 22 December 2018 الساعة 07:34 pm
الحديدة، نيوزيمن، مجاهد القب:

لم توقف جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، خروقات وقف إطلاق النار في الحديدة، غربي البلاد، حتى بعد وصول جزء من أعضاء فريق رئيس لجنة المراقبة الأممية إلى المدينة عبر الميناء الجمعة 21 ديسمبر 2018م.

إذ وثقت المصادر إطلاق الحوثيين عدداً من قذائف المدفعية، عشية وصول القوات الأممية إلى الحديدة، من مواقع قرب فندق الاتحاد في مدينة السابع من يوليو، نحو شرق المدينة.

وأطلقت ميليشيا الحوثي، قذائف الهاون نحو مصانع البلاستيك في منطقتي كيلو 7 وكيلو 10 وباتجاه المدينة الرياضية بمديرية الحوك، بالتوازي مع استمرار فرق القناصة المتمركزة في فندق الواحة في استهداف كل كائن حي يمر أمام فوهات بنادقهم، فضلاً عن قتل وإصابة 6 مدنيين من أسرة واحدة بقصف مدفعي على منزل في مديرية التحيتا جنوبي الحديدة.

هل يغادر الحوثي أنفاقه بسهولة؟

ومن شأن وصول رئيس لجنة المراقبة الأممية، الجنرال الهولندي باتريك لليمن ونزوله إلى الميدان، أن يضع زعيم الميليشيا الحوثية أمام اختبار صعب لنفسه، وما إن كان ينوي إسكات مدافعه ولجمها عن إلحاق المزيد من الأذى بأهالي الحديدة ومنشآتها الخاصة والعامة.

ويتوقع أن يباشر الفريق الأممي، خطوة مستعجلة على الأرض، ليضمن سلامة أعضاء اللجنة أولاً والوصول للأهداف الإنسانية، وبما يكفل إعادة الحياة الطبيعية لمدينة الحديدة ويحقق القرار الأممي 2451.

على أن أصعب امتحان سيواجه الحوثي قادم الأيام في الحديدة، هو إخلاء الأحياء السكنية في المدينة التي حولها إلى ثكنات عسكرية ومواقع لإطلاق القذائف والصواريخ، إلى جانب البدء بإزالة المظاهر المسلحة بما فيها شبكات أنفاق قتالية حولت شوارع وأحياء المدينة إلى ما يشبه "كنتنات" معزولة، وتفكيك نحو 40 ألف لغم وعبوة في 3.000 منزل ومبنى في أحياء الربصة والسابع من يوليو وحي الزهور وشارع صنعاء في شرق المدينة وشارعي التسعين والخمسين في شمالها.

وبجانب امتحان "المظاهر المسلحة"، يأتي اختبار إزالة الكمائن الحوثية من طريق شحنات المساعدات الإنسانية، إلى أفواه الجياع في الحديدة ومديرياتها، بعدما تسبب الحوثيون في عودة موجة المجاعة لتضرب مديرية التحيتا عبر استهداف شحنات المعونات الغذائية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في مايو الماضي، بصواريخ حرارية، وإثر ذلك أوقف البرنامج مشروع الإغاثة للسكان، فيما كان يفترض وصوله في مرحلة ثانية لقرى منطقة الجاح غرب بيت الفقيه ومن ثم الشجن وحتى الزعفران في مديرية الدريهمي.

وبجانب الامتحانين السابقين يأتي امتحان التوقف عن اختطاف الأطفال والمراهقين من أحضان أسرهم وزجهم قسراً إلى جبهات القتال الحوثية، فضلاً عن وقف حملات الشحن المذهبي، وتشظية المجتمع في الحديدة عبر التجييش الطائفي، في المديريات التي مازالت تحت سيطرتها.

ويخشى كثير من آباء الأطفال المجندين قسراً في صفوف ميليشيا الحوثي من عدم تمكن أبنائهم من العودة إلى المنازل والمدارس، حال نجح الاتفاق، إذ لا يستبعد بعض الآباء قيام الحوثيين بنقل أطفالهم لجبهات نهم ومأرب وصعدة.

ويشدد هؤلاء على ضرورة أن تقوم لجان الفريق الأمني الأممي بإلزام جماعة الحوثي بإعادة الأطفال المجندين ومن ثم إخضاعهم لبرامج إعادة التأهيل.

الألغام والمنازل المفخخة

نشرت ميليشيا الحوثي، قرابة 40 ألف لغم في مبانٍ على امتداد ومحيط شارع صنعاء بطول 4 كم من المدخل الشرقي للمدينة ومحيط مدينة السابع من يوليو، إضافة إلى محيط حيي الربصة وغليل، وكذا مباني جامعة واذاعة الحديدة.

فضلاً عن آلاف العبوات المتفجرة زرعت في مساحات خالية شمال المدينة وشرقها وصولاً إلى حي الزهور التي قامت بتفخيخ قرابة 170 منزلاً ومبنى فيها وحتى صوامع الغلال ومطاحن القمح وأرصفة ميناء الحديدة ومحيطها ومنابع المياه التي تغذي المدينة في منطقة السيالية بمديرية الحالي.

ومن شأن شبكات الألغام أن تعيق عمل اللجنة الأممية، وبالنتيجة فإن الحوثي سيكون أمام امتحان جديد يتعلق بتفكيك حقول الألغام والمتفجرات في أرجاء المدينة ومحيطها.

خطط حوثية بديلة

وطبقاً لمعلومات من غير مصدر في الحديدة، فإن ميليشيا الحوثي، بدأت بإعداد قائمة أهداف في المدينة وفي المديريات الجنوبية، تمهيداً لارتكاب مجازر بحق المدنيين لإرباك عمل الفريق الأمني.

وتفيد المصادر بأن مليشيا الحوثي تعد لارتكاب انتهاكات إنسانية تتيح لها تهيئة الرأي العام الداخلي لتقبل أية خطوة للتحايل على اتفاق إخلاء الحديدة، وتجييشها ضد مهمة الفريق الأممي، خاصة حال باشر تنفيذ خطة الإخلاء وإعادة الانتشار وفق الخطة.

وتعتقد جماعة الحوثيين، أن نجاح مهمة الفريق الأممي في الحديدة، يعني تقويض سيطرتها على المدينة، وتعطيل برنامج التعبئة المذهبية الذي تمارسه عبر دور العبادة والمدارس والكليات والجامعات.

ومنذ أيام، تنفذ جماعة الحوثيين، حملة تعبئة إجبارية للمدنيين في الحديدة، تصور الفريق الأممي بـ"قوات احتلال" تمهيداً لإعاقة مهامه، وخلق رأي عام مناهض لوجوده، مع وجود معلومات تتحدث عن وجود خطة لتنفيذ عمليات استهداف مباشرة عبر خلايا مدربة سلفاً.