مهلة يومين للانسحاب وتسليم ميناء الحديدة أو الذهاب لمجلس الأمن

السياسية - Wednesday 02 January 2019 الساعة 12:21 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، كتب: أمين الوائلي

خلاصة اجتماع أول في بداية جولة ثانية من لقاءات عمل لجنة التنفيذ المشتركة في أول يوم من العام الجديد، كما خرج بها ممثلو الحوثي: التنفيذ الصارم، أو التنفيذ بالقوة.

يختبر الحوثيون تجربة مختلفة ومخنقاً عويصاً لم يحسبوا أنهم سيصلون إليه هكذا وهنا وبهذه السرعة. مصيدة حقيقية، في الحديدة، تلك التي نُسجت لهم وشاركت أياديهم في صناعتها. هذه المرة، خبرات الانقلاب والنقض والتحلُّل من الالتزامات والاتفاقات، ليست خياراً على الإطلاق. يعرفون هذا منذُ اليوم التالي على سَكرة احتفالية الميناء.

بين يدي الجنرال

واجهت جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، وعبر ممثليها في اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار ومراقبة وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة برئاسة الجنرال باتريك كاميرت، يوم الأول من يناير 2019، الحقيقة النهائية أمام موقف حازم يتمسَّك بالتنفيذ الصارم ووفقاً لآلية إجراءات بناء الثقة التي رتبت الأولويات.

وجوبهت المليشيا برسائل قوية على لسان الأمين العام للأمم المتحدة نقلها كاميرت الذي منح مهلة 48 ساعة لتبدأ تنفيذ الاتفاق الخاص بالانسحاب من الميناء.

وبينما دفع ممثلو المليشيا بمسوغات واهية عن مسرحية الميناء ومحاولة الالتفاف على التنفيذ، أبلغهم رئيس المهمة الأممية بوضوح أن عليهم، وقف الإجراءات الهزلية فوراً، والتطبيق الصارم لبند الانسحاب.

وعقد الجنرال باتريك كاميرت، الثلاثاء الأول من يناير، اجتماعاً للجنة المشتركة بحضور ممثلي الجانب الحكومي والمليشيا، مع بدء الجولة الثانية من اللقاءات التي تعقدها لجنة تنسيق إعادة الانتشار بمدينة الحديدة، لمباشرة الترتيبات التالية في جدول إجراءات بناء الثقة وفقاً للآلية المنظمة.

وأعلن الجنرال باتريك كاميرت أن اجتماعات الجولة "لمناقشة خطط إعادة الانتشار للأطراف وآلية الاتصال والرصد والتنسيق، التي ستكون مطلوبة لرصد وقف إطلاق النار وضمان تحقيق نقل موثوق به".

استياء وتحذير ويومان للتنفيذ

مصادر مطلعة قريبة من أجواء اللقاءات، أوضحت أن الجنرال باتريك بدأ الاجتماع متوجهاً بالحديث مباشرة لممثلي الانقلابيين، أن عليهم التوقف فوراً عن الإجراءات الانفرادية والهزلية، والتطبيق الصارم للاتفاق والآلية، مشدداً على بند الانسحاب من الميناء، معبراً عن غضب وخيبة أمل الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي.

وحذر باتريك الحوثيين من الإقدام على اتخاذ أي إجراء انفرادي أو خطوات أحادية، وحدّد مهلة يومين للبدء بالانسحاب وتسليم الميناء. كما حذّر المليشيا من عدم تنفيذ الاتفاق الخاص في اجتماعات اللجنة المشتركة بشأن إزالة الحواجز والمتفجرات ونزع الألغام والعبوات الناسفة.

وبحسب مصدر في القوات المشتركة، "أبلغ الجنرال باتريك كاميرت ممثلي الانقلابيين، في اجتماع الثلاثاء، بأن عليهم تطبيق الاتفاق كما ورد وإجراءات بناء الثقة، محذراً أنه بصدد رفع تقرير أول إلى الأمين العام ليعرض على مجلس الأمن الدولي، وسوف يحدد فيه الطرف المعرقل لاتفاق استوكهولم وقرار المجلس رقم 2451".

"سلّمنا الميناء واسألوا المؤيد"!

دخل فريق ممثلي المليشيا اللقاء المستأنف محملاً بخيبات وتبعات انتكاسة السبت ومسرحية الميناء التي انقلبت عكسياً على رؤوس الحوثيين وأمام جمهورهم الذي تتنازعه الشكوك ونزيف اليقين والثقة بصورة غير مسبوقة.

ويقول وضاح الدبيش، المتحدث باسم قوات ألوية العمالقة، في تصريحه لـ"نيوزيمن"، إن "ممثلي الانقلابيين أصروا على محاولاتهم الهزلية للتنصُّل والتلاعب ببنود الاتفاق وتقديم مبررات متهالكة".

مبيناً: "حاججوا أن الميناء، سُلم إلى أبناء الحديدة، وإلى أفراد أمن خفر السواحل، وقدموا كشوفاً بأسماء، وأن عبد الرزاق المؤيد هو قائد خفر السواحل وليس مسئولاً على الميناء... وغيرها من المغالطات والتزييف".

إلا أن رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال كاميرت "أصر على موقفه وتجاهل ما قالته لجنة الانقلابيين".

تنفيذ وبلاغات موثقة

الفريق الحكومي، بدوره، قدم وثائق وإثباتات مصورة بخطوات وإجراءات الاستجابة الفورية والتطبيق الصارم لبنود الاتفاق، وما أقرته اجتماعات الجولة الأولى للجنة المشتركة، بما فيها إجراءات فتح الطرقات والمعابر الرئيسة والممرات الإنسانية لتيسير تسيير قوافل الإغاثات.

في المقابل، قدم الفريق الحكومي، بلاغات موثقة بالخروقات المستمرة من قبل المليشيا لوقف إطلاق النار واستهداف مواقع وجنود القوات المشتركة، وعرقلة فتح الممرات والطرقات، حيث تعرضت الآليات والجنود وفرق العمل للاستهداف والقنص المباشر، معززة بالصور، وأرفقت بلاغات مصورة أيضاً باستمرار عمليات زراعة الألغام والمتفجرات وعمل الخنادق والسواتر وتقطيع الطرقات.

وشمل ذلك فتح الطرقات والممرات الإنسانية لتسيير القوافل الإغاثية. كما قدمت اللجنة الشرعية بلاغات ووثائق توضح استمرار اختراقات مليشيات الحوثي الانقلابية. محاولته لوقف وعرقلة فتح الممرات والطرقات. صور ووثائق توضح استمرار المليشيات الانقلابية بزراعة الألغام والعبوات الناسفة وحفر الخنادق وقطع الطرق.

التنفيذ أو التنفيذ بالقوة

المليشيات الحوثية وصلت إلى أقصى ما تستطيعه بالالتفاف والمناورات التمثيلية، وباتت اليوم، والآن، محصورة في زاوية خيار وحيد للتنفيذ المرئي والدقيق والمشترك للبنود المحددة والاتفاق المفصل، أو مواجهة التنفيذ بالطريقة الوحيدة التي تفهمها، وستتكفل بها القوات المشتركة.

وعكست ردود الأفعال تجاه محاولات الالتفاف الحوثي على الاتفاق والتنفيذ، منذ يوم السبت، موقفاً جماعياً متطابقاً، محلياً وإقليمياً ودولياً، استهجن الخفة والطيش في التعامل مع القرارات والاتفاقات الدولية، ومحاولة استغباء العالم من قبل جماعة ركبت غرورها وتحيط بها خطاياها الجسيمة.

التزام بالتوجيهات وتعطّش للحسم

وكان قد أكد فريق ممثلي الحكومة في لجنة التنسيق الأممية لإعادة الانتشار في مدينة الحديدة، استمرارية العمل مع اللجنة المشتركة برئاسة الجنرال باتريك كاميرت بصدد التنفيذ المجدول للالتزامات المبينة في اتفاق السويد.

وشدد مصدر إعلامي مرافق للفريق الحكومي، في تصريح خاص لـ"نيوزيمن"، على المضي في أخذ كافة الترتيبات والإجراءات اللازمة من جانب الفريق. مؤكداً حرص القيادة العليا في التنفيذ الشامل والكامل لاتفاق استوكهولم.

وترأس الفريق الحكومي لقاءً بقيادات قوات ألوية العمالقة، وألوية حراس الجمهورية، وألوية المقاومة التهامية، في إطار ترتيب آلية وقف إطلاق النار وضمان التنفيذ لما جاء في اتفاق استوكهولم.

وأشاد المصدر بمستوى انضباط والتزام وتجاوب كل وحدات الجيش، وجاهزيتها العالية لتنفيذ توجيهات القيادة العليا. وقال المصدر: "وجدت اللجنة تجاوباً كاملاً من كل وحدات الجيش في تنفيذ توجيهات القيادة العليا، رغم تعطشهم واستعدادهم لحسم المعركة".

1/1 على محوري الجاح والتحيتا

وفي 1/1/ 2019 وتزامناً مع استئناف اجتماعات لجنة التنسيق المشتركة بمدينة الحديدة يوم الثلاثاء، استهدفت الخروقات والإعاقات النارية الحوثية أعمال فتح الطرق ورفع الحواجز في الحديدة من قبل القوات المشتركة.

كما واصلت المليشيا خروقاتها مستهدفة مواقع وجنود المقاومة المشتركة وخصوصاً في منطقة الجاح بالأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جي، لما لا يقل عن خمس مرات صباح ونهار الثلاثاء.

وأصيب جندي، على الأقل، في المقاومة المشتركة في الجاح برصاص القناصة، كما أعلن مصدر عسكري بالمقاومة لنيوزيمن.

وشنت المليشيا هجمات عنيفة بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة على مديرية التحيتا الساحلية جنوب الحديدة، في تكرار يومي لمحاولات الوصول إلى خط الإمداد لقطعه وتلغيم المعبر الإغاثي الذي يصل مركز التحيتا بمديرية الخوخة. علاوة على استهداف الفازة والخط الساحلي.

وأفشلت المقاومة المشتركة أكثر من عشر محاولات متتابعة خلال يومين لتلغيم الممر الإغاثي، وأمّنته من التسللات، بينما تولت الفرق الهندسية إعادة مسح الطريق والمعبر للتأكد من سلامته للاستخدام.

وأشار مراسل نيوزيمن، إلى تساقط عشرات القذائف الحوثية بين منازل ومساكن المواطنين في التحيتا.

وحتى ظهيرة الثلاثاء كانت أصوات القذائف والاشتباكات العنيفة والانفجارات القوية تُسمع في أرجاء مركز التحيتا والقرى المجاورة، ما أثار الفزع والخوف لدى الأهالي الذين نزح معظمهم تحت القصف الحوثي المستمر على قراهم ومزارعهم على مدار الأسابيع الماضية.

ونقل نيوزيمن بالتزامن إفادات متطابقة، لمراسلنا في مركز التحيتا، وشهود عيان في مركز منطقة السويق التابعة للمديرية وتخضع للمليشيا، ومواطنين في الريمية والفلاح، حول تحشيد جديد وتعزيزات للمليشيا إلى السويق تشمل أسلحة ثقيلة بما فيها مدفعيات وصواريخ كاتيوشا ورشاشات مختلفة.