عندما ضربت إيطاليا الموانئ اليمنية ودمرت ميدي على الساحل الغربي
السياسية - Thursday 03 January 2019 الساعة 11:07 am
تعرضت ميدي للقصف المدفعي مما أدى إلى تدميرها مع مينائها بشكل شبه كامل من قبل البوارج الحربية الإيطالية في شعبان1320هـ / أكتوبر 1902م، وأياً كانت الأسباب أو الذرائع المؤدية إلى ذلك التدمير، فإن موقف الدولة العثمانية -واليمن تحت سيطرتها- كان موقفاً ضعيفاً إن لم يكن متساهلاً ومتعاوناً مما أدى -فيما بعد- إلى زيادة تأجيج حركات المقاومة اليمنية.
يكشف أ.د عبدالودود قاسم مقشر -أكاديمي وباحث تاريخي يمني- في مقال مطول كتبه لـ"نيوزيمن"، تفاصيل وروايات موثقة، بشأن القصف المدفعي الإيطالي، الأسباب والواقعة نفسها وكيف انجلت.
لقراءة المقال > ضرب إيطاليا للموانئ اليمنية
واحدة من الروايات صاحبها، علي بن عبدالله الإرياني، وهو معاصر للحدث ذكر في كتابه (الدر المنثور في سيرة الإمام المنصور) أن: "سبب ذلك أن رجلاً من بني مروان كان أجيراً عند بعض تجار الطليان، فقتلوه فدخل جماعة من بني مروان في سنبوك في البحر إلى جزيرة دهلك وقتلوا القاتل وجماعة من أولاده وذويه، وأخذوا عليه نحو ثلاثين ألف ريال وخرجوا إلى بلادهم... فلما وصل الخبر إلى رئيس الطليان جهز على ميدي وبني مروان، وأعانهم الترك على ذلك، فلما قابل ميدي من البحر رماها بالمدافع الكبار وُزنت حجرة المدفع- القذيفة– فبلغت ستين رطلاً، وأحرقوها بالمرآة من البحر حتى هُدمت بيوتها وُأحرقت عششها... فلما وقع ما وقع، تأهب بنو مروان للقتال، فلما بلغ الإفرنج ذلك التأهب ضعفت قواهم وجبنوا وطلبوا الصلح على أن المال المأخوذ ودية القتلى تقطع قيمة البيوت التي خربت في ميدي، وسلم بنو مروان البقية وكانت قد تجمعت الأتراك وتكفلت للطليان بتربية بني مروان..".
وإلى روايات أخرى يوردها الدكتور عبدالودود قاسم مقشر، يستعرض ما تورده الوثائق البريطانية، في تقرير كتبه نائب القنصل البريطاني في الحديدة ريتشارد سون بتأريخ الرابع عشر من رمضان 1320هـ / الخامس عشر من نوفمبر 1902م إلى القنصل دفي Devey)) والأخير أرسله إلى السفير البريطاني بالأستانة أوكونر N.R.O'Cono بتأريخ الثاني والعشرين من شوال 1320هـ/الثاني والعشرين من ديسمبر 1902م.
الثابت في جميع الروايات هو القصف الإيطالي لمدينة وميناء ميدي على ساحل البحر الأحمر، وكان حكم الإمامة والعثمانيين يومها في الطرف المهادن، بل وحتى المتواطئ ضد السيادة اليمنية.
فالمؤرخ أحمد بن عبدالله الجنداري في كتابه (الجامع الوجيز في وفيات العلماء ذوي التبريز) وأحمد بن محمد زباره في كتابه (سيرة الإمام المنصور) فأوردا، أن النصارى وطائفة من الطليان وصلوا في بابور إلى مرسى ميدي ونصبوا عليهم الحرب وأخربوا أكثر بيوته، وما كفوا الحرب إلا بعد أن غرمت لهم الدولة العثمانية جميع ما أخذه دحدح وصاحباه، "ثم إن الدولة أمسكت صاحبيه وسلمتهما إلى الطليان وإلى الآن لم يوقف لهما على خبر".
وإجمالاً، كان القصف الإيطالي وضعف موقف الدولة العثمانية من الأسباب التي يرى الباحث أنها أدت إلى الثورة اليمنية الكبرى في 1904م.