ذراع إيران تحاصر "آل حميدان" في قلب صعدة لحرب وشيكة

السياسية - Sunday 06 January 2019 الساعة 12:04 pm
صعدة، نيوزيمن، خاص:

تعالت التحذيرات من تفجُّر جديد للحرب في منطقة آل حميدان بمحافظة صعدة، معقل أتباع المذهب الزيدي وأنصار محمد عبدالعظيم الحوثي، حيث دارت معارك عنيفة أواخر العام الماضي بين جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بزعامة عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأتباع محمد عبدالعظيم، سقط خلالها العشرات، وفشلت مليشيا عبدالملك في اقتحام معاقلهم، قبل أن تتدخل وساطات لوقف المواجهات، وأسفرت عن هدنة حذرة.

وتصاعدت حدة التوتر خلال الساعات الماضية بعد اعتراض الحوثيين قافلة مساعدات غذائية لمنعها من الوصول إلى "آل حميدان" والأهالي المحاصرين في معقل أتباع المذهب الزيدي.

* قافلة مساعدات أشعلت التوتر

وكشفت لـ"نيوزيمن" مصادر محلية وأخرى قبلية بمحافظة صعدة، أن المليشيا الحوثية، قامت صباح الجمعة 4 يناير 2019، بالتقطع للمساعدات الإغاثية والإنسانية المخصصة لمنطقة "آل حميدان"، الأمر الذي استدعى تدخلاً من أهالي المنطقة ومنعوا الحوثيين بالقوة من مصادرة أغذية الإغاثة الإنسانية وأوصلوها إلى المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الحادثة الأخيرة والاحتكاك المباشر، استتبعت من الحوثيين فرض الحصار وتطويق "آل حميدان" مجدداً، ونصب نقاط تفتيش ومراقبة، زيادة في التضييق للخناق، وفي مسعى منهم لأسر من تبقى من الأفراد والأشخاص المؤثرين من أتباع عبدالعظيم، وهو ما لم يتم لهم، بينما تم أسر بعض النازحين في المنطقة من المتعاطفين مع قضية آل حميدان.

وأكدت مصادر نيوزيمن، أن التوتر بلغ أشده، ما ينذر بتفجر جولة جديدة من الحرب، خصوصاً في ظل تعنت ونقض الحوثيين للاتفاقات التي أبرمتها الوساطات خلال الأسابيع الماضية ولم تنفذ منها شيئاً، ولاسيما ما يتعلق بأوضاع وظروف الأسرى الصحية والجرحى الذين يعانون من مضاعفات خطيرة.

* تحذيرات ومناشدات

وقالت المصادر إن "الأوضاع متأزمة للغاية وقد تنشب الحرب في أي وقت".

ويستغل الحوثيون ظروف الحصار والعزلة التي يفرضونها، على آل حميدان خاصة، عن العالم الخارجي للقيام بجرائم وانتهاكات بشعة ولا يصل منها شيء إلى الرأي العام.

وحذرت أوساط قبلية ومحلية من مجزرة جديدة تعد لها مليشيا الحوثي بحق آل حميدان وأتباع محمد عبدالعظيم، مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالالتفات والتدخل لوقف حمام الدم وجرائم المليشيا الحوثية بحق المدنيين والمحاصرين والذين تمنع عنهم المساعدات الغذائية ويتم تحويلها لتباع للتجار.

* مصير الوساطات ومعاناة الأسرى والجرحى

يذكر أن وساطات متتالية تدخلت لحل قضية الأسرى وإطلاقهم، وفشلت تباعاً أربع وساطات لدى الحوثيين، وكل وساطة أعطيت مواعيد كاذبة أكثر من مرة، ولم تلتزم بها أو تفِ المليشيا بما تم الاتفاق عليه، لتستمر مشكلة الأسرى والجرحى قائمة ومعاناة كبيرة يتعرضون لها تحت التعذيب والتنكيل ومنع الطعام وسوء التغذية علاوة على مضاعفات صحية وإصابات متفاقمة منعت عنها الإسعافات الأولية والعلاجية.

وفي السياق نفسه، أوضحت لـ"نيوزيمن"، مصادر قبلية مطلعة، أن وساطة قبائل همدان والتي بذلت مجهودات كبيرة لتحجيم الحرب والضرر وحل مشكلة الأسرى، تعاني من التعثر بسبب المواعيد الكاذبة من قبل الحوثيين.

أكثر من عشرة مواعيد، تقول المصادر، ولم يف أو يلتزم بواحد منها الحوثيون، وبينما تمكنت وساطة همدان، فقط، من إبرام اتفاق يقضي بإخراج أسير واحد من أتباع عبدالعظيم لدى الحوثيين تدهورت حالته الصحية، فإنه وحتى هنا تراجعت المليشيا ولم يطلق المذكور حتى الآن.

وتشير المعلومات إلى عدد كبير من الأسرى مصابين بجراح خطيرة وتستدعي حالاتهم الصحية الحرجة تدخلا طبيا وعلاجيا على وجه السرعة.

وتطابقت الشهادات والمعلومات، حول ظروف إنسانية سيئة للغاية يعاني منها الأسرى والجرحى في قبضة الحوثيين، من سوء التغذية إلى التعذيب وسوء المعاملة ومنع الأكل حد الاقتصار على وجبة واحدة وبسيطة في اليوم.

وعلاوة على ذلك كله يفرض الحوثيون على أهالي وأقارب الأسرى مبلغ مائة ألف ريال في اليوم، على مدى قارب الأشهر الثلاثة، تحت ذريعة نفقات وحاجيات وصرفة الأسير، وفي الواقع لا يحصل هؤلاء على شيء يذكر بينما تفاقمت المعاناة النفسية والمعنوية والصحية.

* جرائم قتل وانتهاكات وحشية

ويتعرض أهالي آل حميدان وأتباع عبدالعظيم الحوثي للابتزاز والعنف من قبل الحوثيين. وتشير المصادر المحلية لـ"نيوزيمن"، إلى مقتل بائع قات قبل أقل من عشرة أيام، حيث قتل صدام السحاري في الخفجي على يد مشرف حوثي يدعى "أبو ناجي الحباجري". وكان السحاري يدين بمبلغ مالي لأحد الأشخاص، وتدخل المشرف الحوثي الذي احتد وجن جنونه بعدما شاهد صورة محمد عبدالعظيم على جنبية السحاري وأرداه على الفور، بينما أصيب شقيقه بثلاث طلقات نارية في منطقة الحوض أفقدته الحركة وصار قعيدا طريح الفراش مدى الحياة.

وتتكرر جرائم وانتهاكات وحشية يقترفها الحوثيون يومياً بحق المواطنين الذين تحولوا إلى أقلية مضطهدة تتبع المذهب الزيدي في وسط عدائي متوحش يتنفذه مسلحو ومليشيا الذراع الإيرانية بزعامة عبدالملك.

* مصادرة وسرقة الإغاثة الغذائية

ويصادر الحوثيون الإغاثات ومخصصات آل حميدان من المساعدات الإنسانية. بحجة أنهم من أتباع ومناصري "أبو جعفر" أو محمد عبدالعظيم.

وطبقاً لشهادت جمعها "نيوزيمن"، يعمل مشرفون حوثيون موزعون في الأرجاء على التقطع للمساعدات وسرقتها، مع الإشارة إلى أن التي تصل منها في الأيام العادية لا تمثل إلا نسبة بسيطة جداً من المخصصات والسلال الإغاثية الغذائية، ولا تستلم الحالة الواحدة سوى الثلث مما هو مخصص.

وتقول شهاة نتحفظ على اسم مصدرها القبلي: "كل حالة يتم صرفها للمواطنين عبارة عن ربع كيلو سكر، وكيلو عدس، ونصف كيس بر من أسوأ الأصناف التي تصل اليمن، أما الأصناف الممتازة فيوزع بعضها للحوثة ومشرفيهم ببذخ والكثير يذهب إلى التجار".