حساب المكاسب والخسائر بين انتكاسة صرواح وحادثة مرخة

السياسية - Sunday 06 January 2019 الساعة 10:50 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

يستقبل مشاط الحوثيين في صنعاء، الرجل الذي سلم الحوثيين محور عتق عندما كان قائداً للمحور، اللواء عوض محمد المحوط، ليناقش معه "تشكيل جبهات لمقاومة الاحتلال السعودي الإماراتي في شبوة".

وبالتزامن يتصاعد فحيح خطاب أزمة في معسكر الشرعية باتجاه الدور الإماراتي ضمن التحالف العربي المؤيد للشرعية في شبوة، وهذه المرة على خلفية حادثة أمنية في منطقة نائية بمرخة شبوه السفلى، أياً تكن ملابساتها، فإن أبسط مسؤوليات أي شرعية هو دعم رجل الأمن أولاً، والاستماع له، وبعدها يتم النقاش.. فرجل الأمن هذا يذهب للميدان بروحه مقابلاً الرصاص والدم، ليس له أي هدف ذاتي، قد يرتكب الأخطاء ويقصر، لكن ذلك يأتي الحديث عنه كإطار لهدف مدعوم يكافح الانفلات والتقديرات الوهمية.

تلتقطها الجزيرة الحدث مادة وسوقاً ملتزمة لطبيعتها رفع العقائر وتنصب سرادقا كبيرا للعزاء يشبه الاحتفال والبهجة بمناسبة طارئة مكملة أضلاع مثلث شركاء استثمار وتوظيف الأزمات ومكاثرتها حول وفي طريق معارك التحرير من الساحل والحديدة وحتى نهم وصعدة وميدي والبيضاء وصرواح مأرب.

وبعد أيام من انتكاسة ميدانية وعسكرية غامضة ومدوية في مأرب، لم يحقق أحد في حيثياتها ومسبباتها حتى الآن، وتلافاها تحرك وتدخل قوي للتحالف العربي وباشتراك من رجال القبائل والمقاومة الشعبية، وكلفت خسائر باهظة في الأرواح ونزيف السمعة والكفاءة العسكرية للجيش الوطني، تختلق أزمة كبيرة حول خطأ مفترض في عملية أمنية محدودة استهدفت عناصر إرهابية لا غبار عليها.

قياساً إلى انتكاسة صرواح مأرب، فإن حادثة مرخة المحدودة والمحلية لا تكاد تذكر بالنسبة إلى خسائر وفضائح وجنايات بحق عشرات الجنود الذين تُركوا لمصير مأساوي بلا ظهير علاوة على خسائر أرواح كثيرة فيما بعد في محاور جبهة صرواح. وأبردها الشرعيون ورجالهم في قيادة الدفاع والأركان والمنطقة والمحور، بل إنهم جرموا وحرموا وهاجموا من يكتب أو ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي متسائلاً ومتأسفاً.

وتُشعَل وتُغذىَ حرائق كبيرة بإزاء حادثة وجيزة في مديرية نائية في شبوة. 

لأنها شبوة وليست مأرب. ولأنها مرخة وليست صرواح. ولأنها النخبة الشبوانية (وحدات أمنية محلية) المدعومة من التحالف وليست قوات وجيش الشرعية الهائل المدعوم من التحالف أيضاً، إنما في عهدة الإصلاح ودولة مأرب وقيادة الجنرال علي محسن الأحمر.

اللواء عوض محمد المحوط العولقي، هدّد خلال وبعد لقاء مشاط الانقلابيين الحوثيين، من صنعاء بتشكيل ما أسماها "جبهات لمقاومة الاحتلال السعودي الإماراتي بشبوة"، ثم "يشيد بمقاومة السادة بمرخة للنخبة ويعزيهم في قتلاهم".

تبادل الخدمات بين الشرعية والانقلاب.. معركة الحديدة في ذمة حادثة مرخة

المشروع السلالي العنصري نفسه يطل برأسه. ويعد الحوثيون وسيدهم "سيداً" مستنسخاً لشبوة وما جاورها. والرجل الذي سلم قيادة ومحور عتق للحوثيين بات في صنعاء وتحت سيادة الحوثي يُقدَم كسيد ممثل لشبوة والجنوب. 

فهل يراد، إذاً، لشبوة ما قيل عن حيثيات توغل الحوثيين وانتكاسة صرواح وخلفيات ما حدث؟ 
وهل يخدم هذا التوجه الفج والكهنوتي باتجاه شبوة، قضايا ومشروع وأهداف الشرعية والتحالف ومعركة التحرير؟

ويتبنى بيان حوثي آخر باسم "السلطة المحلية بمحافظة شبوة" خطاباً لا يبتعد كثيراً عن خطاب التحريض في معسكر الشرعية ضد التحالف وضد نخبة شبوة، إنهم يسمونه "الاحتلال الإماراتي"، وطالما تعلق بمأرب فهو التحالف الداعم للشرعية!