ريمة.. مجتمع السلم والعمل و"المُشارعة".. نوابها ستة: ثلاثة في الخارج ومتحوثان وصامت
السياسية - Monday 28 January 2019 الساعة 12:04 am
لا تختلف ريمة عن غيرها من محافظات الجمهورية في الجانب الاجتماعي، عدا أن ثمة سمتين رئيسيتين تكادان تدمغان المجتمع الريمي قديماً وحديثاً.
الأول: السلم
أقول: السلم والسلمية نزعة إنسانية متأصلة في نفسية الريمي وثقافته بصورة لا تكاد تكون موجودة في أي مجتمع آخر. ولذا شاع المثل المشهور: "اقتل الريمي ولا تشارعه". لأن له نَفَسًا طويلاً في المشارعة "المقاضاة" لسنين طويلة ولو على أبسط الأشياء؛ لذا لا وجود لحوادث القتل أو قطع الطرقات أو الثارات أو الحروب الداخلية في المحافظة "يختلف تعريف الحروب الداخلية عن الحروب الأهلية".
وإن من حالات عنف تحدث بين الحين والحين في بعض العزل فهي نادرة جداً، ونتوءات مستغربة ومستهجنة من قبل الكثير، رغم أن السلاح في كل بيت، وعادة ما ينظرون لمن يلجأ لاستخدام السلاح في الخلافات نظرة ازدراء وتهكم، علما أنه بدأت خلال السنوات الأخيرة تتكرر مثل هذه الحالات، وخاصة في الأوساط الشبابية بصورة ملحوظة، بعد أن غابت الدولة، وصار كل إنسان يعتمد على نفسه في الحفاظ على أمنه الشخصي أو الأسري والعائلي.
ونستطيع القول هنا إن السلم والسلمية هي من عادات وطباع المجتمعات الزراعية النزاعة إلى الدعة والاستقرار وحب الحياة، ولو في أبسط حالاتها. ويرتبط بهذه النزعة "السلم" احترام الناس للدولة، فالميل للاحتكام للدولة ثقافة، تصل إلى درجة العقيدة لدى الناس، لذا فمن تعرض لمظلمة ما فإنه سرعان ما يفكر بالاحتكام للقضاء أو الأمن، أو التحكيم العُرفي لدى شيخ العزلة أو الأمين، أو أية شخصية اجتماعية، ونادرا من يواجه العنف بعنف.
2ــ العمل
ثقافة العمل من الصفات التي تكاد تكون مقدسة لدى المواطن الريمي، مهما كانت، مثلهم مثل بعض المناطق المجاورة لهم كوصاب وعتمة من ذمار وحبيش من إب، وأيضا تعز بشكل عام، فهذه مناطق العمل بالنسبة لها نشاط غريزي في وعي الناس، وقد اشتهر أبناء ريمة "بالعربيات" التي يعملون فيها في كل المدن اليمنية، وهي ــ على تواضعها ــ تستطيع ضمان تحمل نفقات البيت، بل وتأمين جزء من مستقبل الشاب العامل عليها، فيتزوج ويبني البيت ويعول الأسرة من تلك "العربية" الصغيرة التي لا تتعدى مساحتها مترا في مترين وربما أقل من ذلك؛ لذا يندر أن تجد متسولا من هذه المحافظة في أي محافظة أخرى، أو في عاصمة المحافظة نفسها. "يتذكر كاتب هذه السطور أنه في نهاية العام 2008م كان عضوا في المكتب التنفيذي في المحافظة، ومن ضمن ما طرح في أحد اجتماعاته الرسمية قضية متسولَين اثنين فقط، كانا في عاصمة المحافظة، أحدهما مختل العقل، والآخر يعاني أمراضا مزمنة. وتم اقتراح حل لهما" للقضاء على التسول نهائيا في عاصمة المحافظة". وهي عاصمة متواضعة جدا، نظرا لحداثة تأسيس المحافظة نفسها.
أبرز الشخصيات الاجتماعية
مجتمع ريمة متجانس كثيرا حد التناغم، ولا يوجد فيه تنافر اجتماعي أو حزازات متوارثة كما هو الشأن في بعض المجتمعات، وأبرز الخلافات السائدة في المحافظة على الدوام هي الخلافات الحزبية، لا القبلية أو السلالية التي لا وجود لها. وهي أخف أنواع الخلافات وأقلها ضررا.
> 70 وادياً و70 جبلاً بعضها يطل على البحر الأحمر.. معسكرات الحوثي تؤذي جغرافية "ريمة"
وتتواجد في المحافظة كل الأحزاب السياسية على تفاوت، وإن كان الحضور الطاغي بدرجة رئيسية لك من: المؤتمر الشعبي العام، ثم التجمع اليمني للإصلاح بدرجة ثانية، وبعدهما بفاصل كبير الحزب الاشتراكي اليمني الذي يتركز أكثر في مديرية السلفية وجزء من مديرية مزهر.
ولا توجد دراسة بالأرقام توضح حجم كل حزب إلى آخر، إلا أننا نستطيع القول إن المؤتمر الشعبي العام يكاد يمثل 60% من إجمالي الأحزاب الأخرى، ويتركز بدرجة رئيسية في مديرية الجبين ثم مزهر بدرجة ثانية، فبلاد الطعام درجة ثالثة. علما أن مديرية الجبين والعزل الملحقة بها انتخابيا من الجعفرية من حصة المؤتمر الشعبي العام.
ممثلو الدوائر الانتخابية
الجبين: إبراهيم المزلم ــ مؤتمر
كسمة: محمد مهدي الكويتي - مؤتمر
الجعفرية: مهدي صالح الجعدي ــ مؤتمر
السلفية: خالد مجود الصعدي ــ مؤتمر
مزهر: مفضل إسماعيل الأبارة ــ إصلاح
بلاد الطعام: اللواء أحمد الضبيبي ــ مؤتمر
> "ريمة" المخلاف الحميري.. درج عمالها القاسميون إلى الإمامة وسبقت الزرانيق إلى انتفاضة 1921
يتواجد خارج الوطن من النواب حاليا ثلاثة، موالين للشرعية. مفضل الأبارة، إبراهيم المزلم، محمد الكويتي.
فيما بقي في الداخل ثلاثة اثنان منهم متحوثان، أحمد الضبيبي وخالد مجود الصعدي، فيما مهدي صالح الجعدي صامت.
ومن أبرز الشخصيات التاريخية السياسية في محافظة ريمة: اللواء يحيى مصلح مهدي، والدكتور عبدالملك منصور.