عام على تحرير "الجمعة".. أكبر عُزل المخا و“ظهرها” المقاتل

السياسية - Monday 28 January 2019 الساعة 02:28 pm
نيوزيمن، كتب/ إسماعيل القاضي:

تحل الذكرى الأولى لتحرير "الجمعة" الاستراتيجية شرق المخا، من المليشيا الحوثية في 25 يناير 2018، بعد عام كامل من تحرير المركز “مدينة المخا”.

“الجمعة” شرق مدينة المخا؛ أكبر المناطق من حيث التعداد السكاني في المخا، بحسب إحصائيات 2004م، وهي رابع عزلة تتكون منها المخا بالإضافة إلى جزيرة الزيادي، ومن بين 11 ألف مسكن و70 ألف مواطن في مديرية المخا، ففي الجمعة نصفها تقريبا، حيث تنتشر في قراها 522 منزلاً يسكنها 25 ألف مواطن في 4000 عائلة بينهم قرابة 12 ألف امرأة والبقية ذكور، حسب الإحصائيات الرسمية. وتحمل قرية الجمعة اسم العزلة التي تتكون من 9 قرى.

استخدمت المليشيات الانقلابية عزلة الجمعة وما جاورها والهاملي كنقطة انطلاق لعملياتها على المخا، حيث ترابط قوات المقاومة، واستمرت عمليات الحوثيين وتمركزهم داخل معسكرات مستحدثة؛ منها، المقيصع، والهاملي، وجبل الحرزين، وشمال العشة، والكسيع، ومواقع انتشار إضافة إلى مواقع لوجستية وتجسسية على المواطنين.

المخا بعد التحرير.. مدينة القهوة التي غيَّرت وجهة الحرب في الساحل

غير أن سكان هذه العزلة يعدون طاقة قتال مثلوا مع الهاملي قوة التطويق الأمني للحوثي في معركة التحرير تالياً.

بعد تحرير المخا كان لزاماً على القوات التي ترافق عملية الرمح الذهبي بقيادة الإمارات العربية المتحدة ضمن عمليات التحالف العربي، تحرير المناطق الشرقية والريفية من المخا.

ويتذكر أبناء المخا والجمعة دور وتضحيات الإمارات العربية المتحدة، التي قدمت شهداء على امتداد الساحل الغربي لتحرير المخا ومعسكر خالد ومن ثم الخوخة وامتداد الخط إلى الحديدة، واختلطت دماء شهداء الإماراتيين بثرى تراب اليمن تأكيدا على عمق التآخي والالتزام بالاستقرار في المنطقة وحماية سواحل اليمن الغربية القريبة من أنشط ممرات العالم المائية.

تحرير الجمعة، تطلب تضحية كبيرة من القوات المشتركة وقوات التحالف، فعمدت القوات على الأرض لقطع خط الإمداد من شمال العزلة في جسر عرفان، وبهذا خسرت المليشيا الحوثية خط الإمداد الوحيد لها في جبهة الهاملي ويختل، فتخلخل خط المقدمة في صفوفها الأمامية.

فيما سعت قوة على الأرض بقيادة حسن دوبلة إلى خوض معركة النجيبة وتحررت النجيبة أولى مناطق الجمعة 22 يناير 2018 بعد عملية مداهمة مباغتة لأوكار المليشيات، أدت إلى فرارهم باتجاه الشرق في الجبال.

وكان أبرز من دخلوا النجيبة من المقاومة الشيخ عبدربه بهيشه الذي كان مهندس عملية التقدم إلى النجيبة وشرقها.

"نيوزيمن" يراجع ويستشرف من المخا.. في الذكرى الثانية للتحرير

من جانبها دكت مقاتلات التحالف العربي أوكارا ومعسكرات ومواقع في شمال النجيبة وفي السبلة، "سليمان محمد" أحد الساكنين في منطقة العشة في طنح جنوبي جبل المهايا، حدث نيوزيمن، عن مقتلة للحوثيين في معسكر تمويني استحدثته المليشيات شرق العشة في طنح الذي بدوره قصفته بوارج التحالف ليلاً.

أضاف، إن اشلاء مقاتلين حوثيين وجدها في الأشجار؛ أطراف أيدي وما شابه من أشلاء بعد نزوله إلى المكان، بعد تحرير النجيبة لاغتنام ما تركه الحوثيون في المعسكر قبل فرار من تبقى من عناصرهم إلى شرق المنطقة. ويقول: “غنمت كلاشنكوف ودراجة نارية"، كغيره من أبناء النجيبة ممن كانوا على مقربة من مقرات المليشيا في جنوب النجيبة.

بقي مركز العزلة الذي انسحبت إليه مليشيات الحوثي، فعمد قائد المقاومة في حيس حسن دوبلة إلى ترك تحرير المناطق لأهلها المنضوين تحت راية المقاومة حتى لا يحدث أي اختلال أمني، ولأنهم يعرفون أماكن دخول مناطقهم فسهل ذلك دحر المليشيات الحوثية بعد عمليات مباغتة في كل مكان من العزلة.

في 25 من يناير 2018 اقتحمت المقاومة، معظمهم أفرادها من أبناء العزلة، مركز العزلة بعد معارك مباغتة بقيادة الشيخ وديع الوحش. يئس الحوثيون من وصول الإمداد إليهم فعمدوا إلى الانسحاب وهروب القيادات عبر الجبال.

ويصف "سالم"، وهو مواطن من أبناء الجمعة، لـ"نيوزيمن"، ليلة باردة منذ المغرب - وكان الحوثيون قد تجمعوا في شعاب القرى وأوديتها، الفارون من جبهة الهاملي ويختل إلى معسكرات المليشيات في حاضية وحيس- ثم شهدت اشتباكات استمرت لساعات فقط وتحررت العزلة.

قال سالم: إن مقاتلين في المليشيات الحوثية لم يكونوا يعرفون الأماكن، حيث يتواجدون وكيف يتم الزج بهم وخداعهم، بعضهم سأل عن المنطقة، وعندما عرفوا أنهم في ريف المخا أبدوا سخطهم من قياداتهم التي أوهمتهم أنهم في الجراحي ولعنوا أسلوب قادتهم للزج بهم إلى المعركة.

اليوم بعد مرور عام على تحرير الجمعة وعامين على تحرير المخا، تعيش الجمعة هدوءاً نسبياً مع حضور نسبي للمنظمات، التي تتعذر بعدم أمن طرق العزلة وأمانها من الحوثيين والألغام.

ويأمل السكان في الجمعة، تأمينا كاملا للعزلة وللمخا، حيث إن الجزء الواقع في شمال العزلة بمحاذاة حاضية (مقبنة غربي تعز) تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ما يسبب الخوف لدى المواطنين في القرى الشمالية للعزلة من العودة إلى قراهم ولاسيما من ينتمي منهم للقوات المشتركة، علاوة على التسللات وأعمال التلغيم وزرع العبوات الناسفة.