«الأمم المحايـدة» مع الحوثيين.. تكريس الأزمة الإنسانية في الحديدة

السياسية - Tuesday 29 January 2019 الساعة 10:43 am
المخا، نيوزيمن، كتب/أمين الوائلي:

> "يعد فرض حصار على المطاحن بمثابة عقاب جماعي لليمنيين الجياع على طرفي النزاع." > *من تقرير حديث لوكالة فرانس برس.

أقر، على استحياء، مدير برنامج الغذاء العالمي، بمسئولية الحوثيين عن منع الحركة والوصول إلى مطاحن البحر الأحمر لنقل المخزون الغذائي وتوزيعه للمحتاجين.

لكن البرنامج لم ينجح إلى الآن في تسمية الحوثيين كمتسببين في قصف صوامع تخزين القمح وتدمير كميات كبيرة بحرائق مشتعلة، واكتفى بالقول إن الصوامع تعرضت، على ما يبدو، للقصف بقذائف الهاون.

ويتحاشى مسئولو الأمم المتحدة الإشارة إلى الفاعلين وتسميتهم مراراً وتكراراً، إزاء جميع الحالات والإعاقات وإفشال إجراءات بناء الثقة وتنفيذ الخطوات الأولى المزمنة من اتفاق الحديدة.

* "الأمم المحايدة"

طالما تعلق الأمر بالحوثيين وجرائم إنسانية بحق المدنيين، فإن لغة الحياد هي المفضلة لدى الأمم المتحدة ومسئوليها.

الأمر محبط جداً، ومصدر إزعاج واستياء على نطاق واسع. لكن الأمم المتحدة لا تراعي هذه الحسابات وهي تأخذ جانباً يجعل منها "الأمم المحايدة".

وليس في الحديدة فقط، يحدث هذا مع كافة حالات الانتهاكات وجرائم القصف والقتل والتسبب بمعاناة وضحايا مدنيين، كما حدث مؤخراً في قصف مخيم النازحين في حرض بحجة شمال البلاد، السبت 26 يناير كانون الثاني.

ودعت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة إلى تسمية الأمور بمسمياتها، وتحديد اسم الجهة والطرف الفاعل والمتسبب في جريمة قصف مخيم النازحين بمديرية حرض، ومقتل 8 وإصابة 30 آخرين.

وعبرت الحكومة عن أسفها لبيان منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في اليمن، ليزا غراندي الذي لم يدن بوضوح مليشيات الحوثي الانقلابية في استهدافها لمخيم النازحين بمديرية حرض محافظة حجة.

وأكدت أن استخدام وصف (أطراف النزاع) أمر غير مقبول.

* الحديدة وذريعة الحالة الإنسانية

استثنى المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث، ويستثني دائماً، في أحاديثه وتصريحاته، الجانب الإنساني والإغاثي المتعثر تماماً في الحديدة، بالرغم من أن التحركات البريطانية والأممية التي نشطت لوقف معركة تحرير المدينة والذهاب بالملف إلى مجلس الأمن فالسويد والعودة إلى مجلس الأمن باستصدار قرارين متتاليين كانت تتذرع بالوضع الإنساني تحديداً.

ومنذ ذلك الحين، فشلت الآلية الأممية الناتجة عن مشاورات السويد والاتفاق الذي أبرم على عجل وتم تبنيه عبر قرارين دوليين (2451 ، 2452) في إحداث أي فارق أو تحريك مياه الأوضاع على الأرض لمصلحة تسهيل عمل الطواقم والفرق الإغاثية وبرامج المساعدات الإنسانية وقوافل نقل الإغاثات ومخزون الغذاء العالمي من المدينة والميناء إلى المناطق المحتاجة والأكثر احتياجاً.

الهدنة الهشة التي جاءت بها مخرجات التحركات البريطانية وبعثة المهمة الأممية في مدينة الحديدة فشلت في دفع الحوثيين الموالين لإيران إلى تنفيذ خطوات أولية لبناء الثقة وتبدأ بالحالة الإنسانية كهدف رئيس وعنوان عريض لمجمل التحركات والتدخلات.

ومن الجولة الأولى للقاءات لجنة التنسيق برئاسة الجنرال باتريك كاميرت فشل الحوثيون في إظهار تجاوب ومرونة أمام هدف أولي ومفروغ منه بالسماح للقوافل الإغاثية والإنسانية بالتحرك، وكما أكدت تصريحات مسئولي ومصادر الأمم المتحدة في أواخر ديسمبر ومطلع يناير فشل الحوثيون في السماح بتحرك أول قافلة إغاثات ومساعدات إنسانية من الحديدة إلى صنعاء عبر خط كيلو 16، ورفضوا نزع الألغام والحواجز وفتح الطريق.

ونقل رئيس لجنة التنسيق الأممية "خيبة أمل" الأمين العام ومجلس الأمن، للحوثيين، إزاء فشلهم في فتح الطريق وتفويتهم فرصة ثمينة لدعم بناء الثقة وتنفيذ اتفاق الحديدة.

* آليات كرست الأزمة

لكن مارتن غريفيث لم يدل بأي تصريح حتى الآن يتضمن انتقاداً واحداً لفشل الحوثيين في إبداء حسن النوايا والتخفيف من القيود التي يفرضونها أمام الأعمال الإنسانية. بعكس خطابه السابق الذي تبنى بصورة رئيسية الحالة الإنسانية ورفع سقف التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وبعد أكثر من شهر على بدء مهمة اللجنة الأممية لم ينجح غريفيث في تسمية الحوثيين كمعرقلين للحالة الإنسانية ولتنفيذ الاتفاق.

وبدلاً من ذلك ذهب في تصريحاته الأخيرة، للشرق الأوسط، إلى وضع عربة الحل النهائي (..) أمام حصان تنفيذ اتفاق الحديدة المبدأي.

وتنقل وكالة فرانس برس عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في مقابلة في دافوس "كنا نحاول الوصول (...) (لكن أسمع) أن الحوثيين لا يسمحون لنا بالوصول إلى المطاحن".

وحتى هذه الصيغة لا تعتبر صريحة في تسمية المسئولين (أسمع أن..).

وأضاف "تتقدم أربع خطوات ثم ترجع خطوتين إلى الوراء. ولكن ما زلت متفائلاً بشكل حذر".

وتعلق الوكالة بالقول "يعد فرض حصار على المطاحن بمثابة عقاب جماعي لليمنيين الجياع على طرفي النزاع."

ولا يمكن إعفاء الحياد الأممي المنصرف بسخاء لحساب المتمردين الحوثيين من المسئولية في إفشال المهمة والآلية التي يفترض بأنها جاءت أولاً لتلبية الحاجة الإنسانية الملحة.

ولكنها أدت إلى تكريس الوضع القائم والانسداد ميدانياً وعملياً بدلاً من المساعدة في تحجيم التعقيدات وفتح الطرقات ونزع الألغام والحواجز من طريق تحرك القوافل وحركة نقل المساعدات الإنسانية والإغاثات من ميناء ومدينة الحديدة.

عناوين أكثر في نيوزيمن:

> غريفيث يداري فشل اتفاق السويد بتمديد مدة التنفيذ
> وافقت الحكومة ورفض الحوثيون فتح الطرقات في مدينة الحديدة أمام الأعمال الإنسانية
> الأغذية العالمي يندب "القمح" في صوامع الحديدة
>صوت "مختلف" للشرعية وتحرك أممي لإنقاذ "القمح" لا الحديدة..
> الحكومة اليمنية تستنكر بيان الأمم المتحدة إزاء مجزرة مخيم النازحين بحرض