في موقع انفجار المخا الحياة تستأنف.. "مطعم هائل" قدم 5 شهداء من قرية واحدة (صور)

الجبهات - Thursday 31 January 2019 الساعة 10:23 pm
المخا، نيوزيمن، اسماعيل القاضي:

المخا تحزن وتبكي وتداوي جراحها لكنها لا تنهزم ولا تموت.... أيها القتلة.

استأنفت الحياة عملها في مدينة المخا الساحلية بعد أن خيم الحزن وبقيت آثار لصدمة في موقع تفجير إرهابي جبان وحقير حصد مدنيين أبرياء، مساء الاثنين 28 يناير 2019، وخلف ما لا يقل عن 10 شهداء ونحو 20 جريحا.

"مطعم هائل" أو "كافتيريا المفيد" يشهد الآن أعمال ترميم وإصلاحات لاستئناف الحياة والعمل واستقبال الزبائن.. هنا حدث الانفجار الرهيب وحصد أرواح الضحايا الأبرياء بينما يتناولون العشاء.

خمسة من الشهداء هم من عمال المطعم، أربعة من قرية واحدة "المعاقم" عزلة "الجمعة" التابعة للمخا.

حمزة، شقيق هائل صاحب المطعم، منهمك في أعمال الإصلاحات والترميمات، قال لنيوزيمن: "لابد من العمل والحياة.. وإصلاح ما تضرر من المطعم حتى نعود للعمل."

أضاف بلهجته المليئة بالحزن: "قلدك الله ما ذنب الناس الذين ماتوا.. أنا قلبي موجوع على العمال من القرية.. بس عجلة الحياة لا يجب أن تتوقف.. لابد أن نشتغل، وعلى ربي الأقدار."

عامل من المعاقم يتذكر زميله الشهيد على سعيد، قال لنيوزيمن: إن الشاب علي سعيد لم يتجاوز العشرين، فهو في مقتبل العمر وزهرة الشباب.. وحيد أسرة تتكون من أم وأب وابن وحيد، توفي الأب وبقي الشاب معيلاً لأمه.. تزوج علي قبل أربعة أشهر في أيام عيد الأضحى.. يعمل في المطعم بأجر يومي ليعول أسرة بدأت في النمو أصبحت الآن أماً وزوجة، واستشهد مخلفاً الأسرة بلا معيل".

الآخرون من أبناء المنطقة الذين قضوا بعد سقوط كابل الكهرباء عليهم (نصر النهاري، أمين فايد المداح، وعبدالسلام ثابت)، كان هذا الأخير قبل تحرير المخا يعمل في الحديدة، سائق دراجة نارية عاد إلى المخا بعد التحرير ليعمل في المطعم وليعيل أسرته أيضاً.

في المكان وقريباً من الانفجار، مكان تواجد الأفارقة الصوماليين، سألنا إحداهن عن ضحايا فردت "نفر حبه صومالي تعور براسوه" وتبتسم.. "حبتين ماتوا يمنية".. مضيفة "الناس يقولوا انه ماتوا صومال بلهجتها، هم مش صومال هم أخدام بس يشبه صومال". سألنا عن حالهم أجابت "الحمد لله كله تمام". الحمد لله على هذه العزائم والأرواح المتجلدة بالصبر وبالتبسم في وجه المصاعب والمصائب.

صاحب محل للإلكترونيات بجوار الموقع، تضرر محله بشظايا حطمت الزجاج والأبواب، قال "الانفجار كان قويا وهد المكان من قوته، اقفلنا المحل وعدنا إلى المنزل ونحن نفكر في مكان الجريمة المزدحم بالزبائن.."

ويعلق "عدنا للعمل صباحا وتستمر الحياة بقوة الإرادة والتحدي.. ما نستسلم للمجرمين والخوف".

علي، شاب عشريني يعمل على دراجة نارية، يتذكر دوي انفجار وشظايا وانقطاع كهرباء وصيحات تتعالى ومنقذين هرعوا.. ساهم علي في أعمال الإسعاف ونقل مصابين للمستشفى.. على قميصه بقايا دماء الضحايا وتخنقه العبرة وهو يسأل في حيرة وحزن "ما ذنب الضحايا الأبرياء...؟! أربعة عمال من قريتنا واحد منهم يتيم الأب ووحيد الأم وتزوج قبل أشهر فقط"..

عاد علي ورفاق آخرون يداومون على دراجاتهم بالقرب من الموقع في تحد للخوف ويهزمون من أراد أن يهزم الحياة في مدينة كانت دائما مصدرا للحياة بحرا وبرا..

"الحوثة الإرهابيون هم المجرم والفاعل.. يشتوا يرهبونا لكن نقول لهم بعيد عنكم يا قتلة يا سفاحين" قال بائع قرب الموقع ويغالب الدموع..

> زياد الشرعبي.. شهيد الإعلام في الساحل الغربي وتهامة اليمن
نشر ألفي جندي لتأمين مدن الساحل الغربي ونتائج التحقيقات في التفجير الإرهابي بالمخا خلال أيام
> انفجار المخا.. 8 شهداء وعشرات الجرحى بينهم إعلاميان وأفريقيان (تفاصيل)