هادي والرئاسة: 7 سنوات من النوم في العسل
السياسية - Tuesday 26 February 2019 الساعة 06:18 pm
بحلول الـ27 من فبراير الجاري، يُكمل الرئيس عبدربه منصور هادي، عامه السابع على التوالي كرئيس توافقي للبلاد اُختير فيما يشبه الاستفتاء الشعبي لقيادة مرحلة انتقالية وإخراج اليمن من دوامة أزمة سياسية أنهكت جميع أطرافها طوال العام 2011م، وتُوّجت في 27 فبراير 2012م، بحفل نقل السلطة رسمياً للرئيس هادي من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وفقاً لمضامين المبادرة الخليجية واتفاق نقل السلطة سلمياً الموقع في العاصمة السعودية الرياض أواخر نوفمبر من العام 2011م.
عند تسلّمه للسّلطة وعد الرئيس هادي بأن يقف بعد عامين في نفس المكان لنقل السّلطة للرئيس المفترَض أن يخلفه في ذات الموقع، غير أن هادي نكث وعده، واستحلى إطالة أمد الأزمة ليحصد تمديداً أولياً لمدة عام إضافي، قبل أن تتفاقم الأزمة السياسية نزوعاً إلى العنف المسلح، ودخول مسلحي جماعة الحوثيين العاصمة صنعاء سبتمبر 2014م، واستقالة الرئيس هادي وحكومته وفرار عدد كبير من أعضائها، وإطلالة هادي فيما بعد من العاصمة السعودية الرياض مستدعياً تدخلاً عسكرياً خارجياً لدحر الانقلاب وإعادة الشرعية لليمن.
استرخاء مسئولي الشرعية في فنادق الخارج
ومنذ ذلك الحين يمكن القول، إن اليمن دخلت مرحلة ودوّامة جديدة أشد تعقيداً وتداخلاً، مع أول غارة لطيران "التحالف" العربي الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن منذ 26 مارس 2015م، تحت مسمّى العمليات العسكرية "عاصفة الحزم"، والتي تقترب اليوم -بالتزامن مع ذكرى تنصيب هادي- من إكمال عامها الرابع على التوالي، وسط استرخاء لافت لمسئولي الشرعية وفريق هادي في فنادق عواصم دول التحالف.
الحاجة لطيّ صفحة هادي
لقد حظي الرئيس عبدربه منصور هادي قبل 7 سنوات من اليوم بتأييد محلي وعربي وإقليمي لم يحظَ به رئيس يمني قبله، وتسابقت في الداخل الأحزاب والمكونات السياسية والمنظمات المدنية والتجمعات القبلية والشخصيات الاجتماعية لإعلان تأييد الولاء والإذعان لربّان السفينة الجديد، على أمل قيادتها إلى برّ الأمان وتجاوز عاصفة ما عُرف إعلامياً بموجات "الربيع العربي"، ولعل من المفارقة الصارخة اليوم أن يحظى الرئيس هادي بذات الإجماع لكن على الضد من ذلك، إذ بات يتشكل اليوم إجماع مشابه يرى احتياج البلاد لطيّ صفحة هادي وإصلاح منظومة "الشرعية"، بقيادة جديدة متحررة من أحقاد وإخفاقات الماضي، ويجزم هذا التوجه صراحة أن هادي بات جزءًا من المشكلة لا عنصراً من الحل..!
شرعية رخوة وتمرد مسلح
وفيما يرى الصحافي والكاتب اليمني منير الماوري، أن "خطر الشرعية الرخوة على البلاد أسوأ آلاف المرات من خطر التمرد المسلح"، يعتقد الدبلوماسي والسفير اليمني مصطفى نعمان، في تغريدة له، أن فساد (الشرعية) وإهمالها وارتخاءها هو سبب إطالة أمد الحرب. ويقول في وصف وضع الشرعية: "(دولة) يديرها تاجر وكل قياداتها يعيشون آمنين مع أسرهم خارج البلد لا يحق لها تمثيل البلد والحديث عن شرعيتها"، مطالباً في هذا السياق، الرياض وأبو ظبي بوقف هذا العبث..!
وإلى ذلك يعتقد رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" الكاتب الصحفي سمير اليوسفى، أن الرئيس هادي صار عبئاً ثقيلاً على الجميع، وأن من خرجوا لانتخابه قبل 7 سنوات كانوا جميعاً يحلمون باقتصاد مزدهر، ورخاء يجنونه من باطن الأرض وسواعد الرجال، مشيراً إلى أن هؤلاء باتوا اليوم يتمنون عودة ما كانوا يحسبونه هيناً لأنّه كان في متناول أيديهم.. وهو عسير المنال.. وأعظم من المال: وطن آمن ومُستقر، وأنّى لهم ذلك، بعد أن راهنوا على من رهن نفسه للعجز والكسل والنوم في العسل..".