مليشيا الحوثي تربط قضية إرهاب حزب الله باتفاق الحديدة وغريفيث يبلغها أن الدعم الدولي يتآكل
السياسية - Friday 01 March 2019 الساعة 07:08 pm
اضطر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن يغادر صنعاء بخفي حنين، كما يقال، بعد فشله المتكرر في إقناع المليشيات الحوثية (الذراع الإيرانية في اليمن) بتنفيذ اتفاق ستوكهولم حول الانسحاب من موانئ الحديدة الثلاثة ومن المدينة، والتهيئة للبدء بجولة مفاوضات جديدة يتم فيها البدء بمناقشة الحل السياسي.
وتقول مصادر في وزارة الخارجية التي تسيطر عليها المليشيا لنيوزيمن، إن غريفيث حاول التهرب هذه المرة من إلقاء اللوم على مليشيات الحوثي، أو تحميلها مسؤولية فشل تنفيذ اتفاق الحديدة عبر رمي المسؤولية على رئيس فريق المراقبين الأمميين لتطبيق اتفاق السويد الجنرال الدنمراكي مايكل لوليسغارد، والقول إنه هو الشخص المفترض أن يحدد في تقريره مَن الطرف الذي يعرقل تنفيذ الاتفاق.
وتضيف المصادر، إن فشل المبعوث الأممي غريفيث في إقناع المليشيات الحوثية هو السبب الحقيقي وراء إعلان وزير خارجية لندن عن اعتزامه القيام بجولة إلى عدد من عواصم المنطقة (الرياض وأبوظبي ومسقط) في جولة تُوصف بالأخيرة لإنقاذ الاتفاق الذي تصر مليشيات الحوثي إفشاله بتعنتها وإصرارها على رفض تسليم الموانئ أو الانسحاب من المدينة.
ووفقاً للمصادر التي تحدثت لنيوزيمن، والتي اطلعت على مباحثات غريفيث في صنعاء، فإن الأخير أخبر قيادة المليشيات الحوثية صراحة أن استمرارها في رفض تنفيذ الاتفاق يعني عودة الحرب مرة أخرى، وأن غريفيت قال لقيادة المليشيات الحوثية وتحديداً لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، بأن الإجماع الذي حصل أثناء وبعد اتفاق السويد في مجلس الأمن ولدى المجتمع الدولي لدعم الاتفاق بدأ يتآكل، وأن موقف الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً وزارة خارجيتها بدأ يتغير باتجاه تحميل مليشيات الحوثي مسؤولية إفشال الاتفاق.
المصادر أكدت أن غريفيث أخبر زعيم المليشيا أنه يواجه ضغوطاً متزايدة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية التي تحمله مسؤولية إضاعة الوقت والتفاؤل المتزايد، وأنها ترى أن إيران مسئولة عن إفشال تنفيذ اتفاق الحديدة، وأنها باتت تستخدم هذه القضية كورقة تخفف بها الضغط المتزايد عليها لجهة العقوبات الأمريكية وتبدل موقف المجتمع الدولي منها خاصة بعد مؤتمر وارسو.
ذات المصادر أفصحت أن غريفيث أوضح لمليشيات الحوثي أنه لم يعد يتبقى سوى الموقف البريطاني الذي يحاول أن يضغط باتجاه إفساح المزيد من الوقت أمام إقناع المليشيات بتنفيذ الاتفاق وعدم تحميلها المسؤولية أمام المجتمع الدولي، مستغربة من الإصرار البريطاني على الدفاع عن مليشيات الحوثي بهذا الشكل غير المبرر سواءً عبر المبعوث الأممي أو عبر استمرار وزارة خارجيتها في لعب دور المساند للمليشيات.
وأشارت المصادر إلى أن قيادة المليشيات الحوثية حاولت خلط الأوراق من خلال الحديث عن قضية إدراج بريطانيا لحزب الله اللبناني (الذراع الإيرانية في لبنان) في قضية تنفيذ اتفاق السويد، وأنها انتقدت موقف بريطانيا، مشيرة إلى أن قرار البرلمان البريطاني يمثل دعماً لموقف السعودية والإمارات ودول التحالف العربي، وأنه قد يكون رسالة سيئة لها هنا في اليمن.
مؤكدة أن قيادات مليشيا الحوثي أعادت تكرار نفس الأسطوانة في حديثها مع غريفيث حول طريقة الانسحاب من موانئ الحديدة، وأنها تصر على تكرار السيناريو نفسه الذي نفذته مع الجنرال الهولندي باتريك كمارت، وهو الأمر الذي اعتبره غريفيث بأنه تقويض لجهوده وأنه لا يمكن أن ينجح.